[font=Arial Black][size=4]جميل جدا عندما نجد بعض المواضيع التي تجذب الانتباه فتتوجه إلية لتقرأه بكل رغبة وهذامالمسنناه في موضوع الأخت رديمة الذي بعنوان "السماية " الذي عطرت به قسم التراث وليس ذلك بغريب من وجوده في هذاالقسم الذي يمثل أصالتنا

لمن أراد أن يعرفها من خلال هذاالموضوع "السماية"

ورد معنى هذه الكلمة في المعاجم اللغوية بمعناها المفهوم لدى الأجداد وهاهي اليوم بين أيدينا قد ورثناها بمفهوم معناها وتناقلتها الآجيال بهذاالمعني الذي يدل على أصالة أجدادنا وعربيتهم مادام قد ورد معناها في القرآن الكريم .

قال الله تعالى في سورة مريم :(رب السماوات والأرض ومابينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) أي نظيرا يستحق مثل اسمه .

وقوله تعالى :(يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا )

فالسمي هو الذي تسمى بالاسم ..يقال :سميك من اسمه اسمك ..سميت فلانا زيدا وسميته بزيد بمعنى أسميته مثاه فتسمى به
وهوسمي فلان إذا وافق اسمه اسم فلان .

والسمي يطلق على الذكر والسمية على البنت .

العادات والتقاليد الخاصة بالسمي :

السمي هوالذي يحمل اسما مطابقا لاسمك لفظفا ومعنى أي اسمه نظير اسمك في اللفظ والمعنى .

لقد وجدت هذه الظاهرة في الزمن الماضي ثم تناقلتها الأجيال إلى يومنا هذا وقد كانت لها عادات وتقاليد تختص بها وإن كانت بعضها قد اختفت إلا أنها في الماضي تعتبر حق واجب يجب أن تؤدى .

تعتبر السماية في الماضي همزة وصل للترابط بين أفراد القبيلة وقد يكون بين قبيلة وأخرى فتدعو للمحبة والألفة والقيام بالواجب وقد تكون بين الأقارب وقد تخرج عن ذلك

والسماية تكون علنا يعرفها الجميع ويعرف هذاالشخص أن هذاالمولود يحمل نفس اسمه وأنه قد أصبح سميه فيقوم بالواجب حسب سعته علما بأن أهل المولود لايقصدون من وراء ذلك شيئا ولكن العادات والتقاليد المعتادة
لمثل هذه المناسبة لاترد مهما كانت قيمتها ولايشترط تعيينها فهناك من يهدي لسميه أرضا زراعية لاتقل عن المعاد من أغلى الأراضي والبعض يهدي من المواشي الثمينة كالبقر والغنم مع كسوته وتقديم مبلغا من المال
عند ولادته ثم يتعهده عند كل مناسبة حتى إذا كبر قدّم له هدية مناسبة تليق به عند ختانه .

وقد أعجبني قول الجدة رديمة عندما قالت : السماية حماية وفعلا إن السماية حماية وسوف أحكي لكم قصة حقيقية تثبت ذلك :

لقد تشاجر إثنان عندما يلتقيان في المرعى وهما من قريتين مختلفتين واستمر بينهما الشجار كلما يلتقيان وفي ليلة من الليالي وبعد صلاة العصر ذهب كل منهما بغنمه إلى مكان معروف ترعى فيه المواشي فبدى بينهما الشجار
وكان الشيطان حريصا فتغلب عليهما مما جعل أحدهما يفقد أعصابه من شدة الضرب فأخذ شفرته وطعن خصمه طعنة في جوفه أردته على الأرض قتيلا غارقا في دمه فكان آخر كلمة نطق بهاالمقتول حسب مارواها لنا
أحد أقرباء القاتل " أنا خوك ياهادي قتلتلني "ماذا يفعل القاتل وكيف يواجه ثورة وغضب أهل المقتول في وقت يصعب على السلطات الأمنية التوصل لفك الخصام في أسرع وقت ؟
وفعلا انتشر الخبر وماكان من أهل المقتول إلا أنهم تجمعوا وهجموا على القاتل أو أقاربه للأخذ بالثأر ..وهنا أشار عم القاتل على ابن أخيه بالذهاب إلى منزل أحد قرابة المقتول الذي يسكن في قرية أخرى وكان شيخا فاضلا
فذهب القاتل إلى ذلك الرجل وأخبره بالواقع لقد قتلت فلان علما بأن المقتول من قرابة ذلك الرجل والآن نجوت ..قال له الرجل لاحول ولا قوة إلا بالله نجوت ياولدي والذي خلق السموات والأرض يامن رش عليك بالماء
لأرش عليه بالدم عرفوا أهل المقتول بأن القاتل في بيت فلان فأقبلوا وعندما وصلوا إلى المكان خرج إليهم صاحب البيت ذلك الرجل العربي الأصيل الوفي ثم قال لهم ارجعوا من حيث أتيتم لقد بعثنا مرسولا إلى مدينة صامطة
يخبرهم بالواقع وماهي إلا ساعات وهم حاضرون قسما بالله يامن حرك ساكنا مايلقى إلا أنا ..وهنا قد يسأل سائل لماذا فعل ذلك الرجل مع القاتل مع أن المقتول من قرابته ؟ الجواب لأن أخا القاتل سمي لأحد قرابة المقتول
هذامن ناحية ومن ناحية أخرى لأن من صفات العرب حماية المستجير المهم حضرت السلطات الأمنية وأخذت القاتل وتفرق الجمع وهم في غضب وخصام مع ذلك الرجل يقولون له تدافع عن فلان الذي قتل ولدنا و كأن ولدنا يهون عليك
قال لهم لاوالله ولكن السماية حماية لقد قُتل القاتل في جيزان قصاصا بيد أحد قرابة المقتول بعد سجن استمر أكثر من خمس عشرة سنة ونحن في ذلك الوقت أطفال .

أما السمية وما يخصها من عادات وتقاليد فهي :

يطلق هذاالاسم على البنت عندما تولد البنت تكون أمها قد ارتبطت بصاحبات وتلقت بهن فتفضل اسم ابنتها بواحدة منهن وليس شرطاا أن يكن صديقات فقد قريبات تقوم السمية الكبيرة بكسوة سميتها الصغيرة وكلما كبرت تتعهدها وخاصة عند كل مناسبة
بتقديم الهدايا من حلي وغيره فإذاكبرت وتزوجت قامت بالواجب المعتاد والمتعرف عليه باسم الخمرة ..والخمرة بضم الخاء وإسكان الميم وفتح الراء بعدها هاء ساكنة هي خاصة بسمية العروسة وصديقاتها وهنا سوف نتكلم عن ممشى السمية .
بعد أن يتم زواج السمية تقوم بطلب صديقاتها لغرض الذهاب إلى سميتها وتكون السمية قد استعدت استعدادا جيدا لأجل سميتها وقد يشترط ذلك على الزواج عند خطبته بأن كذا وكذا لسميتها وهذا مايخص الدراهم أما المقاضي والملابس فتقوم به أم العروسة

وعندما يصلن تقوم السمية الكبيرة بالترحيب وفي نفس الوقت تكون قد استعدت لهذاالاستقبال وقد طلبت جيرانها وصديقاتها وأحضرت الجواري للعب وكأن المناسبة عرس مصغر تقوم السمية الكبيرة بفرش المقضى ونشار الثياب ووضع النقود في قصبة من الذرة
الأخضر يقمن بشقها بمقدار متر تقريبا ثم يضعن فيها الريالات وتثبت تلك الريالات بداخل تلك القصبة ثم تعرض بجانب المقاضي والملابس المنشرة ليعرف الناس أن ذلك من عند السمية العروسة لسميتها ثم يستمر اللعب إلى غروب الشمس ثم تنصرف السمية ومن معها من النساء إلى منازلهن بعد تناول
الطعام وبعد فترة كافية تكون السمية الكبيرة قد استعدت بإرجاع المثل لسميتها العروسة بمساعدة الصديقات فتحضر كل واحدة منهن ما تستطيع وتكمل السمية الناقص .
ويكون هذاالممشى عبارة عن تأثيث منزل العروسة من أواني بمختلف أنواعها وكراسي وزيادة بهمة وقشبة وميضر وتقوم السمية العروسة بالاستقبال وطلب صديقاتها واستدعاء الجواري للعب حتى تغرب الشمس وانتهى امعلم .

أما بالنسبة لما ذكره الأخ أبوإسماعيل من أن السمية هي التي تقوم بتسمية سميتها فهذا حاصل وذلك عندما تكون ا لمرأة قد ارتبطت بصديقة يكون اسمها غير لائق فإنا تقول قبلتوها سميتي ولكن اسمي يسبب لي بعض المضايقات ولن أرضى لأي وحدة تكون باسمي
مثلا قد يكون اسمها شوعية أو شمة أو قشاشة فهي لاترضى لهذه الطفلة أن تكون بهذاالاسم وتقوم وتختار لها اسما مناسبا هيفاء أو رديمة وفي نفس الوقت تكون هي سميتها .

رديمة ما أروعك موضوعك أثارني فكتبت من اللاشعور.