قصص يندى لها الجبين

خلال الأيام الأخيرة تداعت إلى مسامعنا أخبار عنف أسري غريبة كانت أشبه بالصدمات التي روعتنا وهزت ضمائرنا.

فهذه قصة الطفل يزن ابن الخمسة أعوام،الذي أسلم روحه يوم الجمعة الماضي، بعد مسلسل رهيب من التعذيب والاعتداء والاساءة، تعرض له في حياته القصيرة جدا، ويزن الذي نال هذا الحظ من القسوة في حياته، هو ابن لوالدين يقضيان عقوبة في داخل أحد السجون بعيدا عن رعايته، التي أنيطت بخالته المقيمة في عمان، لتقوم هي بدور والديه، وليكون محميا في كنفها.بيد أن مجريات حياة يزن القصيرة، لم تسر كما ينبغي في ظل غياب الوالدين، إذ يؤكد تقرير للمركز الوطني للطب الشرعي في مستشفى البشير، صدر عن لجنة متخصصة ، أن سبب وفاة يزن يعود الى "نزيف في الدماغ"، فضلا عن وجود "آثار عنف" واضحة للعيان على جسده الغض، وقبل نحو شهر من إدخال يزن للمستشفى، كان يعيش مع والديه وشقيقه الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، بالإضافة الى زوجة أبيه، ومن ثم أدخل الابوان وزوجة الأب السجن، فيما أرسل يزن وشقيقه للعيش عند خالتهما،الى ذلك، باشرت إدارة حماية الأسرة التحقيق في تفاصيل حالة يزن التي تظهر آثار التعذيب على جسده، أنه تعرض للعديد من الاعتداءات الجسدية، والإساءات، ما أدى الى دخوله المستشفى وهو في حالة غيبوبة، يوم أمس الثلاثاء فقط تم مواراة جثة يزن بعد أن بقيت مسجاة في مستشفى البشير طيلة 11 يوما ، ويوم أمس فقط وضع حدا لمعاناة طفل كابد الآلام في حياته وموته، وغادر الدنيا بصمت يشبه صمت القبور الموحش التي ستؤنس وحدته الكئيبة!

قبل فترة أيضاً شهدت مدينة تبوك وفاة ضحية جديدة، هي الطفلة "بيان"، التي توفيت نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له على يد والدها، بحجة أنها "لا تسمع الكلام". وذاك أب يعذب بناته تعذيباً شديداً ويمارس عليهن أشد صنوف القهر الأسري لمدة عشر سنوات دون أن يدري أحد، وكانت الصدفة وحدها هي التي كشفت هذه المأساة حينما توسلت إحدى الفتيات لمعلمتها بأن تبقى في المدرسة عقب نهاية الدوام، وتبين أن والدة الطفلة قد انفصلت عن والدها وبقيت وأخواتها تحت كنف الأب، الذي كان يقوم بممارسة صنوف التعذيب الجسدي عليهن.وذاك أب يقتل زوجته وابنه الرضيع الذي لم يتجاوز الأشهر الثمانية عن طريق إغراقهما في مغطس الحمام. وثالث يعذب ابنته ذات الاثنى عشر ربيعاً ويعلقها لمدة ست ساعات حتى تموت. وذاك طفل ملقي بقرب حاوية لا يتجاوز عمره اليوم! وثمة أب يسجن طفلته في غرفة مظلمة لمدة ثماني سنوات.. هذه عناوين تشكل جزءا من فيض تطالعنا بها الصحف ووسائل الاعلام والتي تشكل انتهاكا صريحا لحقوق الطفل.


ولا زالت حلقات مسلسل العنف مستمرة