الرابعة: مقدار الأجر عند الله:
لا يعلمه إلا الله؛ فهو جواد كريم؛ عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: ]فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[ [السجدة: 17].
الخامسة: «متى يكون الأجر كاملاً»:
المؤمن حريص أن يكون أجره وثوابه كاملاً عند الله، ولا يتحقق هذا إلا بشرطين:
أ- كمال الإخلاص لله تعالى؛ قال الله تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[ [البينة: 5].
ب- حسن العمل؛ قال الله تعالى: ]الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[
[الملك: 2].
وقد أوصى النبي r معاذًا بن جبل t بقوله: «لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
لذا قال العلماء: ركعتان بخشوع أفضل من عدة ركعات دون طمأنينة وخشوع، والأفضلية هنا في كثرة الأجر وليس في عدد الركعات.
السادسة: «استشعار الأجر دافع للعمل»:
وهو من أنجح الأدوية لمعالجة الكسل والخمول عن العبادة؛ فمثلاً عندما تقرأ قوله r: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس»
[رواه مسلم]؛ فإن استشعار هذا الأجر على إماطة الأذى عن الطريق يكون حافزًا على ممارسة هذه العبادة.
السابعة: «القرآن الكريم يؤكد أن المقصود من العمل الصالح كسب الأجر»:
قال الله تعالى: ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[ [الأحزاب: 35].
وقال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ[
[فاطر: 29، 30].
الثامنة: «السلف الصالح والحرص على تحصيل الأجر»:
كان أحدهم إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
وكان عامر بن عبد القيس لما سئل عند احتضاره: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وعلى قيام ليالي الشتاء؛ هكذا كان سلفنا الصالح حريصين على اكتساب الأجر.
التاسعة: «احذر النسافات»:
أي التي تنسف العمل وتبعثر الأجر، والمحصلة عناء بغير جزاء وتعب بغير ثواب، والنسافات هي:
1- ذنوب الخلوات: قال النبي r: «لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورًا... ثم قال ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها». [رواه ابن ماجه].
فذنوب الخلوات لا تبقي طاعة للإنسان ولا حسنة في الميزان إلا نسفتها.
2- العجب والغرور: قال تعالى: ]وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ[ [المدثر: 6]. لذا قال ابن مسعود: النجاة في اثنين: التقوى والنية، والهلاك في اثنين: القنوط والإعجاب.
3- الاعتداء على حقوق الآخرين:
عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع. قال رسول الله r: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار». رواه مسلم.
4- السيئات الجارية:
قال r: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده...» الحديث رواه مسلم.
فاحذر من السيئات الجارية إلى ما بعد الممات.
يتـــــــــــــبع