هذه الآية هي التالية لآية النور من سورة النور ونور على نور أعقبه نور بذكر امتداح الله للذكور ...
قال تعالى " في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصال * رجال لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ ---
يسبح له فيها رجــــــــــــال لم يقل عباد..لتشمل الذكر والأنثى بل خص بالذكر رجــــــــــال ..
لمــــــــــاذا خص الرجال ..إذن
أنهم رجال .. وأي رجال ..
رجال ونعم الرجال...
لأن قمة الرجولة وذروتها معرفة حق الخالق سبحانه وتعالى وتعظيمه وتعظيم حقوقه وحرماته
وهذا قمة الفخر والعظمة والإنسانية .
قمة الرجولة إذا سمع المؤمن حي على الصلاة . حي على الفلاح .. قام مسرعاً ... فرحاً ....نشيطاً
منشرح الصدر لسان حاله يقول : نادى منادي العظيم , نادى منادي المنعم ..
وهكذا كلما حضر واجب لله من صلاة أو زكاة أو صيام أو بر والدين وغير ذلك ..
وليست الرجولة بكثرة الأموال والأولاد
ولا بالمفاخرة بالأحساب والأنساب والمناصب والجاه ونحو ذلك ..
مع البرودة والتبلد تجاه حقوق الله ..
والتقصير فيها أو التفريط : حتى أنه ليقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان " كما قال صلى الله عليه وسلم
وأي رجولة فيمن لم يعرف حق ربه وخالقه ومن صب عليه النعم صبـــــــــــاً
قال ابن كثير:
فقوله رجال : فيه إشعار بهممهم السامية ونياتهم وعزائمهم العالية , التي صاروا بها عماراً للمساجد ، التي هي بيوت الله في أرضه ، ومواطن عبادته وشكره وتوحيده وتنزيهه..
أسال الله أن يبارك في رجالنا ويجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين ...
بتصرف (انشراح الصدور في تدبرسورة النور - د سليمان اللاحم )