اليوم وأثناء خروجي من العمل توجهت الى السوق لشراء بعض الحاجيات ونظرت للمحفظة فلم أجد بها ما يكفي لمجابهة الأسعار وسخونتها التي فاقت حرارة الأجواء هذه الأيام .. فأخذت أعبث في محفظتي وأنا متوجه الى الصراف الآلي التابع للبنك الأهلي وعندما إقتربت رفعت رأسي لأمسك بمقبض الباب وإذا بي أصاب بحالة ذهول لما رأيت لم أستطع تصنيفها في ذلك الوقت إلا حادثة جنائية .
طفل .. يمني .. صغير .. مستلقي إلى جوار الصراف ويغط في نوم عميق كأنه ميت .. لم أصدق ما رأيت لدرجة إني إقتربت بنظري لأتأكد من أنه مازال .. يلفظ أنفاسه .. أم أنه لفظها وأقفل الستار على حياته ولكن الحمد لله عادها ( خضرى ) الكابينه كما تعلمون بها صّرفان الأول كان متواجداً عليه أحد أفراد شرطة صامطة في حديث مع الطرف الآخر بالجوال يمليه رقم حساب ليسدد فاتورته .. والشخص الآخر يتبادل الشتائم من طرف واحد مع الصراف الآلي الذي لم يقدم له خدمة الإيداع فأشرت في صمت لشرطي عن الطفل والمشهد اللاحضاري فاتجه مسرعاً ولكن باتجاه الباب وخرج ولايزال يقول رقم الحساب يا خي خطأ .. وأما اللآخر فقد لكم الصراف بقبضة يده و .. ( للخلف در معتدل ماش )
سحبت من رصيدي المتواضع وتركت المكان بعد أن إلتقت صوراً توكد كلامي .. وبعد أن خرجت من السوق رأيت الطفل لايزال على حالته التي تركته فيها فتوجهت الى البنك وأبلغت حارس الأمن بالموضع فقال ( كل يوم كذا .. ذحينه أصابيله .. مسدنّه).. وصاباله ..
سؤال لماذا همشه الشرطى والدورية تقف الى جوار البنك وذهب مع انه مجهول وهذا من صميم عمله .. أم أنه علم بأنه لن يحصل منه على شئ إذا أمسك به .. ربما؟؟ ..عذراً.. أتمنى أن أكون مخطئ فيما ظننت إذاً على من يمكننا العتب اتجاه هذا المشهد .. تحياتي لكم أعزائي الكرام
صمة: