د. ايلي مالك: اليدانللتشخيص والتكامل أساسي مع العلاج الفيزيائي
الطب اليدوي وتقويم العظام،علاج جديد يرتكز على تشخيص المرضى والعلاج باليدين لأمراض عدة ترتبط بالجهاز العصبيوالهيكلي الحركي بتقنية عالية. ويختلف الطب اليدوي عن العلاج الطبيعي الذي يقوم علىالتدليك باستخدام اليدين في انه يمثل مرحلة يتم فيها فتح الأنسجة المتصلبة في الجسمقبل الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي. ويهتم الطب اليدوي الطبيعي بالانسداد المفصليللجسم الإنساني التي تسمى “آفات العظام أو القصور”. ولكي تعالج هذه المشاكلالميكانيكية يتم توظيف أسلوب طبيعي إما عن طريق الاستخدام المباشر أو التحريك أوأسلوب انكماش العضلات.
بيروت - جاكلين جابر:
تظهرالعديد من الأعراض نتيجة للقصور الميكانيكي لبنية الجسم، وبالتالي فإن انسداد بعضهذه الآليات الميكانيكية وعلى وجه الخصوص في العمود الفقري يمكن أن يعيق العضلاتوالأعصاب والأوعية الدموية للمفاصل المعنية. وعند معالجة الانسداد تختفيالأعراض.
ويقوم المعالج بعمل فحص إكلينيكي متعمق بحثا عن الانسداد المفصليأو الآفة المسؤولة عن قصور الجسم. والمبدأ العلاجي في هذه الحالة هو إعادة الحركةالصحيحة إلى مكانها الصحيح. ولهذا الغرض يتم استخدام العديد من الأساليب الطبيعيةوهي أساليب التوازن والتحريك والضبط المفصلي الموجز وتمدد العضلات ونقاط الانعكاس. وتخلو كل هذه الأساليب من الألم. يهتم تقويم العظام بتصحيح الاختلال الوظيفي الذيلا يتطلب الجراحة أو الأمراض الخطيرة كما لا يهتم هذا العلاج بالالتهابات. إن هذاالعلاج يهتم فقط بالآلام والقصور في الجهاز العضلي العظمي.
وفي الحوارالتالي مع الاخصائي الدكتور ايلي مالك، عضو الجمعية الفرنسية لأخصائيي الطب اليدويوتقويم العظام، يوضح ماهية هذا العلاج وطريقة استخدامه واختلافه عن العلاجالفيزيائي والاعمار المناسبة لذلك.
ما الطب اليدوي وعلاقته بتقويمالعظام؟
يشكل الطب اليدوي لتقويم العظام، جزءاً من العلوم الطبية التييستعملها أطباء هذا الاختصاص. وهو طب حديث وفريد يعتمد على اليدين بالكامل فيالتشخيص واعتماد تقنيات يدوية ماهرة في العلاج والوقاية من الاختلال الوظيفيوالتقييد الحركي للنظام العضلي الحركي للأعضاء الداخلية والجهاز العصبي. وبهذاالمعنى يمكن اعتبار هذا العلاج مكمّلا للعلاجات الطبية العادية للمريض ولكن بشكلاشمل.
تعتمدون اليدين للتشخيص كما للعلاج. كيف يتم ذلك؟
يرتكز هذاالطب على اليدين بالكامل حيث يجرى الفحص السريري العام اولا لتحديد الألم ونوعيتهقبل مباشرة العلاج اليدوي. وفي بعض الحالات، يطلب الطبيب المختص اجراء عدد منالفحوص المخبرية والشعاعية اللازمة لمزيد من التأكد بعدم ارتباط المشكلة القائمةبأخرى غير ظاهرة وبالتالي اعتماد العلاج اللازم.
ويجب التشديد هنا على أنتقنية هذا العلاج تكون شديدة الخطورة اذا لم يتم تحديد الاصابة بدقة، بمعنى آخر فقديكون الألم في بعض الأحيان ظاهراً في العمود الفقري وعند المتابعة يتبين وجود مشكلةأخرى في الجهاز الهضمي فيضطر الطبيب المعالج حينها الى متابعة ومعالجة المشكلتينمعاً. كما ان بعض الحالات تتطلب اختصاصياً آخر في طب العظام لمزيد من الاطمئنان علىسلامة المريض. اذاً التعاون بين الطبيب اليدوي وتقويم العظام وبين الأطباء المختصينضرورة حتمية لتسهيل وتسريع التشخيص وبالتالي العلاج المناسب.
وما الذي يميزهذا الاختصاص عن العلاج الفيزيائي وهل من جامع بينهما؟
الطب اليدوي لتقويمالعظام تخصص طبي قبل سائر الاختصاصات، وهناك العديد من المعالجين اليدويين ومدرسيالمعاهد والمعالجين الفيزيائيين الذين يمارسون عملهم ضمن اطار محدد، حيث لا سلطةلديهم لوصف الأدوية والعقاقير، أما هذا الاختصاص فهو طبي حتماً، وعلاجاته تأتي فياطار طبي ترافقها الفحوص المخبرية والشعاعية اللازمة. وهنا أشير الى أن العلاجالفيزيائي مرتبط بعلاجها، لأن معظم مشاكل آلام الظهر والرقبة واليدين التي يعانيمنها الانسان يكون معظمها عن طريق العلاج الذي يطال السبب وليس المشكلة. انما،وبالاختصاص الجديد يمكن معالجة المريض لاعادة الحركة لفقرات عموده الفقري مثلاً ومنثم نتابع بالعلاج الفيزيائي لاعادة الليونة وشد العضلات.
ما الأعماروالأمراض التي يطالها الطب اليدوي وتقويم العظام؟
من الطفولة للشيخوخة،والحالات الأكثر شيوعاً هي:
الأطفال حديثو الولادة الذين يعانون من مشاكل فيالهضم، بكاء مستمر، تقيؤ، نوم متقطع... حيث تتم معالجتهم يدوياً بتقنية ناعمةجداً.
المرأة في بداية حملها حيث تكون العلاجات دورية استباقية لآلام الظهرالتي تنتج عن الحمل، وعلاجية في حال شعرت بالألم بعدذلك.
الرياضيون.
المصابون بآلام الظهر والمفاصل والرقبة والركبتينوأسفل الظهر واليدين، وكل ما له علاقة بالجهاز العضلي الهيكلي.
كل المشاكلالناتجة عن الجهاز الهضمي وغيرها من الأعضاء الداخلية (مثل الامساك، وارتجاع المعدةالمريئي وانتفاخ البطن...) ذات العلاقة الوثيقة بالعمود الفقري والتي تكون الفحوصالطبية قد أظهرت سلامتها من الاصابة بأي التهابات تذكر.
كبار السن وبالأخصالذين يعانون من المشاكل الانحلالية.
ولا بد من التذكير بأن هذا الطب يعتبروسيلة وقائية يساعد الجميع للحفاظ على توازن يومي.
وما دور هذا الطب فيمعالجة ذوي العاهات الخاصة؟
يستحيل على هذا النوع من الطب معالجة التشوهاتالعظمية والعاهات الدائمة، وكذلك العاهات الوراثية أو الأورام السرطانية والأمراضالمعدية والالتهابية.. انما في أحسن الأحوال هو علاج مساعد لهذه الأمراض.
ماالأسباب التي تؤدي الى التواء العظام؟
الأسباب كثيرة وأهمها:
قلةالحركة أو الرياضة.
النوم بشكل خاطئ.
الجلوس المستمروالخاطئ.
الحركات الرياضية العنيفة أو الخاطئة.
الجلوس المستمر أمامالحاسوب ووضعية الجلوس على المكتب، أضف الى وضعيته العملية.
الحوادث علىأنواعها مثل الوقوع، حوادث السيارات.
التعب ذو الصلة بالارهاقاليومي.
طريقة مضغ الطعام ونوعيته والتي تؤثر في الجهاز الهضمي وبالتالي فيالظهر.
الوزن الزائد.
والمشكلة الأساسية والأهم ذات التأثير الكبيرفي الجهاز العصبي هي الارهاق النفسي والتوتر.
وهنا أؤكد أن 90 في المائة منالناس الذين يعانون آلاماً يومية في الظهر والرقبة والركبة يتم علاجهم يدوياً طبعاًبعد التشخيص الطبي اليدوي أيضاً.
في هذه الحالة، هل بالامكان الاستغناء عنطبيب العظام؟
أبداً، فالعلاقة بيننا وبين أطباء العظام وأي طبيب مختص آخروطيدة جداً، نحن نتعامل من منطلق طبي مهني واحد، وأحدنا يكمل الآخر خصوصاً معالاختصاصات التي لها علاقة بالجهاز العصبي الهيكلي أي جراحة العظم، المفاصل (الروماتيزم)... وبهذا المعنى فإن الطب اليدوي وتقويم العظام يكمل جميع الاختصاصاتالجراحية منها والعلاجية وجمعينا نعتمد لغة طبية مشتركة هدفها مساعدة المريض علىالشفاء.
هل لهذا العلاج من عوارض جانبية؟
أبداً ان جرى تنفيذالعلاجات في اطار طبي صحيح، لكن اذا كانت المشكلة مزمنة (سنوات طويلة) فبإمكانالمريض أن يشعر ببعض التشنجات بسبب عودة الدم الى السريان في الشرايين من جديد،وهذا الشعور ل 24 ساعة فقط.
هل بالامكان معاودة النشاط الحرفي بعد الانتهاءمن العلاج؟
نحن نطلب من المريض وبعد كل جلسة علاج ألا يعرّض نفسه لحركاترياضية كثيفة أو لجهد معين لمدة 48 ساعة لاعطاء جسده الفرصة الكافية للافادة منالعلاج.
ما مدة العلاج؟
يتم تحديد جلسات العلاج وفقاً لحالة المصاب،لكن ما يمكن قوله انه وبعد ثلاث جلسات متتالية بإمكان المريض أن يشعر بالفرقالكبير، وتتراوح الجلسات التي تكون أسبوعية، ما بين 3 و10 جلسات مدة كل واحدة حواليالساعة.
وللمحافظة على توازن جسدي دائم، ينصح المرضى بعد انتهاء العلاجبمتابعة أحوالهم مرة كل 3 أشهر كعلاج وقائي لتفادي اعادة المشكلة أو ظهور غيرها منجديد