ذكريات من غرفة المعلمات

أعجبتني فنقلتها لكم




في غرفة المعلمات وضعت مكتبي الصغير...
بل عالمي الكبير
فقد احتوى الكثير... والكثير
دفاتري وأوراقي وخواطر قلبي ودموع أحداقي
وأحلام وأفكار هي أنسي وومض انطلاقي
رتبته فأحسنت ترتيبه
وقسمت أدراجه تبعاً لتعدد أغراضي
ولكن...
كم مرة أخرج للحصة وحين أعود أجد للأدراج قصة
بعثرة وقلق .... لأن إحدى زميلاتي احتاجت قلما أو ممحاة أو كوبا من ورق
فعاثت يدها الكريمة في الأدراج السقيمة
وحتى بعد أن وجدت ما تريد استمرت تطلب المزيد
لأن هناك ما أثار فضولها الشديد
أوراق ودفاتر
تحوي بعض الرسوم و الخواطر
فتفتح كل ما طالته يدها الذكية
وقد تحلي جلستها بقطعة حلوى في الدرج (مخفية)


‏!!! ألا تعرف شيئاً اسمه خصوصية !!!



*
*
*


‏حقيبتي...
تحمل ما خف وزنه وغلا ثمنه
أضع فيها - كغيري - أدوات زينتي وعطري
وطبعا بعض الأوراق النقدية وأحيانا ساعتي وقلادتي الذهبية
تأتي زميلتي دلال متأخرة قد سرقها الاستعجال فنسيت عدة الجمال
تطلب المشط والعطر والأساس وباقي أدوات التقويم والقياس
الكحل والظل وأحمر الشفاة وحمرة الخد وطبعا ً ... المرآة
أعطيها المرآة والعطر .. فتأخذها بوافر الشكر
وأعتذر - بلطف - عن إعطائها البقية بسبب الحساسية
أخرج لتنظيم طابور الصباح وزميلتي تتذمر بلا ارتياح
وعند عودتي للغرفة أنظر لها بالصدفة
إنها في أبهى حلة وأجمل حضور ... فأبتسم لها بسرور
فترد بابتسامة شكر !!!
مهلا... ما هذا المكر ..
فقد استغلت غيبتي لتقوم بغارة على حقيبتي
يا للهول .........
بدأت ابتسامتي بالأفول .. فيما ضحكت وهي تقول .. بصوت غير خجول:
أنا ضد استخدام أغراض الغير .. بس انت ِ ... غير


!!! وبعدين يا جماعة الخير !!!!


*
*
*
*


‏ لا يوجد في غرفتنا إلا مقبس واحد للكهرباء
بعيد عن مكتبي فيكلفني العناء
أشحن جوالي وأذهب لحصصي وأشغالي
وعندما أعود
تبادرني زميلتي عهود:
لقد اتصلت امك تسأل ماذا تريدين على الغداء !!!
وأرسلت لك أختك مقطع رائع من غناء
و تقول لك صديقتك وفاء لا تنسي مشوار اليوم إلى هناء !!!
وتستمر في الإسهاب
كأنما تقرأ من كتاب:
صورة أخيك إيهاب تسلب الألباب
هل كنتم في بلاد الألعاب؟
ومن أين تأتيك كل هذه الرسائل العجب العجاب؟


!!! رحماك يا رب الأرباب !!!

*
*



كان الله بعونكم أيتها المعلماتنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حركااات بغرفة المعلماتصمة: