ألأعراس في منطقة جازان وفقد الهوية
انطلاقا من قولة تعالى{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25وقوله صلى الله عليه وسلم{من رأى منكم منكراً فليغيره................الخ}
كتبت هذا الموضوع لمنتديات صامطة الثقافية لعلمي الأكيد بالوعي الكبير لنخبة ليست بالقليلة من القائمين عليه والمنتسبين والمنتسبات له الذين سيأخذون الموضوع كقضية تستحق النقاش وعرض الحلول
وهويشمل مايحدث في الأفراح من منكرات ومبالغات
فالإجازة وقبلها بقليل هي موسم إقامة الأعراس وما يتبعها من الأفراح والليالي الملاح
ولكن منذ فترة ليست بالقليلة بدأت تدخل على الأعراس وحفلاتها عادات وطقوس دخيلة مرهقة مادياً و جسدياً تُجنّد لها النساء شهراً أوأكثر قبل حفل الزواج بالتسوّق والتجهيز والتغليف ومن أرادت توفير العناء فلترصد لذلك مبلغاً وقدره ويأتيها طلبها بالهاتف من أناس قدا تخذوا هذه الفترة مصدر رزق وفير يأتيهم ممن أرادوا أن يأتوا في زواجاتهم بكل ماهب ودب بالتقليد الأعمى بعادات وأفعال تُطبق في مجتمعنا المسلم دون وعي ..علماً بأن لأولئك نجاحات وانجازات عظيمة في كثير من المجالات ..لكن للأسف لا نتبعهم إلا في الخطأ والسخافات ..أحيانا لا تمت للدين بصلة وأحياناً أمور لا معنى لها ..فقط ليقال فرح آل فلان كذا وكذا وتشتهر صاحبته بين أوساط مجتمعها بما فعلته من الإتيان بمالم تسبقه لها إحداهن و بماذا تتميز وبماذا تشتهر وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ { رواه ابن ماجه بإسناد حسن
فأصبحت ليالي الزواج خمساً بدل ليلتين كما هي في عاداتنا الموروثة تحرص الأُسر المتوسطة الحال والأسر مادون المتوسط ومن هي تحت خط الفقر بإحياء كل هذه الليالي قبل الأسر المقتدرة مادياً وسط الاستدانة من هذا وتلك والدخول في جمعيات بأقساط ضئيلة لأمد بعيد والاقتراض من البنوك بشتى صوره وأشكاله وإليكم هذه الليالي الملاح.
1ـ ليلة الخطوبة ليلة إلى الفجر بكل ماتتطلبة من تجهيز للعروسة وفستان خاص ومئات النساء الحاضرات والضيافة الكاملة والطرب المرضي لمزاج تلك الأسرة أي بتكاليف لاتقل عن ثلاثين ألف ريال ناهيك عن عصيان الله تعالى في هذه الليلة بإدخال العريس من بعض الأسر ليرى مخطوبته بكامل زينتها وبفستانها المُبدي لأماكن من جسدها لاتحل له رؤيته إلا بعد أن تكون زوجته شرعاً بل ولمس العروسة ومسك يدها وتبادل لبس خواتم الخطوبة والتصوير بأوضاع لاأخلاقية على مرأى الجميع . سُئل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز( يرحمه الله) عن حدود رؤية المخطوبة ، فأجاب رحمه الله : (إذا كشفت له وجهها ويديها ورأسها فلا بأس على الصحيح ) لامايكشف هذه الأيام.
2ـ ليلة الملكة ليلة إلى الفجر بطقوس مختلطة مصرية ويمنية و بكل ماتتطلبة من تجهيز للعروسة وفستان خاص ومئات النساء الحاضرات والضيافة الكاملة والطرب المرضي لمزاج تلك الأسرة ناهيك عن عصيان الله تعالى في هذه الليلة بإدخال العريس على النساء من بعض الأسر ليرى في هذه المرة زوجته و ليلبسها طقم الملكة الذهب بكل ملحقاته وترى بعض الشباب الخجول يتصبب عرقاً وسط النساء وهو يحاول إجادة تركيب ذلك السلسال وتلك الأسورة وسط التصويرالمتحرك والثابت على مرأى الجميع ولا تنجح هذه الليلة إلا بتكاليف لاتقل عن ثلاثين ألف ريال كأقل تقديريحدد ذلك المكان الذي ستقام فيه مراسيم الملكة وسعر المطربة المختارة وما إذا كان طقم الملكة متواضعاً .
3ـ ليلة الحناء ليلة إلى الفجر بطقوس هندية نقش الحناء الذي أصبح للأرجل حتى الركبة ولليدين حتى الإبطين والبعض للصدر والبعض حسب فتحات الفستان على الصدر وحول الصرة وأسفل الظهر وكلما زاد النقش زاد السعر ليصل للألفين ريال وبكل ماتتطلبة تلك الليلة من تجهيز للعروسة وفستان هندي خاص وعشرات النساء من القريبات والصديقات وأهل الحي ولا بد من الضيافة الكاملة والطرب المرضي لمزاج تلك الأسرة وتُصر بعض العرائس على أن تكون تكاليف الحناء لصديقاتها المقربات على حسابها الخاص وتتفق مسبقاً مع عدد ممن امتهنوا مهنة نقش الحناء أي بتكاليف لاتقل عن عشرين ألف ريال لإنجاح تلك الليلة .
4ـ ليلة الزفاف وهي الليلة الأهم ليلة إلى الفجر تمتلئ فيها الصالات بالمجهولات قبل حضور المدعوات بكثير وترى فيها معظم المدعوات قد اصطحبن كامل الأسرة من أطفالهن الذكور والإناث وكل من هم تحت سن الثالثة عشرة لتُحجز الأماكن ومن تأخرت في الحضور تُهيأ نفسها للوقوف لتمتلئ الصالة بالصخب وجري الأطفال واصتدامهم بكل شيء لتري أيتها المدعوة أنهار الماء والمشروبات الساخنة والباردة المتسللة من بين الكراسي والطاولات فحاذري الانزلاق ولملمي ذيل فستانك الطويل وإلا فسيشرب حتى الثمالة .
تبدأ مراسيم الزفة وبطقوس من كل بلد عرب وعجم وبمجرد انطفاء الأنوار (حسب البرنامج المخترع مسبقاً أقصد المعد مسبقاً)وغالباً ما تكون بداية الزفة بعد الثانية صباحاً بتفاوت بين الأسر بزيادة من ساعة إلى ساعتين يستعد جمهور النساء لمشاهدة مناظر وعروض منها المصور في شاشات عرض ومنها البث المباشر تحتوي على ما يخطر ومالا يخطر على البال( مقتبسة من الأفلام المصرية والهندية والمسلسلات المدبلجة إنجليزية وتركية وغيرها ) من حركات رومانسية بين العروسين وتبادل القبلات وتبادل رش العطور على بعضهما وتبادل لبس عقود الفل والورود وتبادل شرب العصير وتبادل أكل قطع (الجاتوه) وتلبيس الذهب والرقص الأجنبي للعروسين وتحية الجماهير الحاضرة ورمي الورود لهم والتصوير المتحرك والثابت الذي تقوم به مختصات تتراوح أسعارهن من الثلاثة للسبعة آلاف وفي كثير من الأعراس تُفاجأ الحاضرات بدخول أهل العروسة من الرجال والدها وإخوانها وأهل العريس بل والرقص أمام النساء وسط التشجيع والهتافات والتصفيق التصفير من كثير من الفتيات الحاضرات وكذلك تبادل القبلات بين العروسة ووالديها وإخوانها وبعد مايقارب الساعتين يغادر العريس وبقية الرجال قاعة النساء وفي بعض الأفراح يبقى العريس ولا يغادر إلا في نهاية السهرة متأبطاً عروسه كل هذا والنساء المحتشمات يلبسن كامل حجابهن ووسط الظلام حتى تصل العروسة وعريسها للمنصة لتضاء الصالة وما يزال العريس ومن معه من الرجال في المنصة ليزداد الحرج لمن عندهن دين وحياء ولا يتنفسن الصعداء إلا بعد انتهاء تلك الطقوس التى تكثر ويبالغ بها لدرجة الشعور بالغثيان والندم على تلبية الدعوة التي أمر الرسول الكريم بتلبيتها بقوله صلى الله عليه وسلم -: (إذا دعي أحدكم فليجب) وفي الحديث الآخر (من لم يجب الدعوة فقد عصا الله ورسوله) رواه مسلم ويلاحظ عدد كبير من الحاضرات دون دين أوحياء بلا حجاب بكامل الزينة وبلبس الكاسيات العاريات لا تهتم بلبس حجاب أو دخول الرجال الأجانب. بل والرقص المتواصل أمام الرجال ولا تنجح هذه الليلة إلا بتكاليف لاتقل عن خمسين ألف ريال كأقل تقديريحدد ذلك المكان الذي ستقام فيه مراسيم ليلة الزفاف والكوافيرة و سعر المطربة فسبحان الله العظيم كيف انطمست المفاهيم ، واضمحلت الأخلاق والقيم عند كثير من الناس.
5ـ ليلة المقيل ليلة إلى الفجر بطقوس مختلطة هندية ويمنية و بكل ماتتطلبة من تجهيز للعروسة وفستان هندي خاص ولبس الذهب وتسريحة العروسة التراثية المعروفة باسم (العظية أوالشلفة)المحتوية على الأطياب والأشجارالعطرية والفل المرصوص بطرق خاصة من نساء مختصات .(للعروسة فقط )بألفين ريال وأحيانا أكثر بقليل عند بعض الإضافات
وإليكم بعض الصور من موضوع الأخ المعتصم
http://samtah.net/vb/showthread.php?t=99321
ومئات النساء الحاضرات والضيافة الكاملة والطرب المرضي لمزاج تلك الأسرة وأصبح في الفترة الأخيرة لمهرجان الجنادرية بصمة في هذه الليلة بالذات بوضع الخلفية للعروس من اللحف المعروفة التي تلبس في الرقصات الشعبية وإحضار فرقة فتيات يمنيات للرقص يلبسن هذا الزي وتقديم هدايا للحاضرات أثارت عجبي عبارة عن (زنبيل من السعف المعروف سابقاً يحتوي على نوعين أوثلاثة من الحلويات القديمة (المشبّك ـ الزمبطيةـ .........الخ)ومكنسة سعف صغيرة ومصرفة وأشجار عطرية منوعة وأطياب جافة وسائلة ودمية لعروسة بتسريحة وزي العروسة في هذه الليلة )وهي مكلفة لأهل العروسة ربما تصل تكلفة (الزمبيل) الواحد بمحتوياته لأربعين ريالاً وكمدعوة لا تعني لي شيء فأنا لا أفكر بعمل ركن تراثي في بيتي ومنظر آخر أظنه من اليمن يقومون بربط خيط على رأس العروسة في هذه الليلة في الثلث الأخير من السهرة لتقوم صديقاتها بحشر الأوراق النقدية تحت هذا الخيط من فئة الخمسين حتى فئة الخمسمائة لتفوق العروس بمنظرها هواة جمع العملات.
وفي معظم هذه الليالي تكون الأسرتين قد قامت بتجهيز الضيافة من الحلويات والبسكوتات والمكسرات وهذا يعتبر طبيعي لكن مازاد في الآونة الأخيرة من توزيع التحف الصغيرة والمتوسطة الحجم بشتى الأشكال والألوان لتمطرك القائمات بالضيافة بهذه التحف من كل جانب لدرجة الاحتياج لكيس مناسب لجمعها عند المغادرة وقد رأيت هذا بأم عيني وشعرت بالحرج من تقليدهم في مسألة الكيس فقدمت ما أمامي من تحف لأطفال كانوا حولي مع ابتسامة حانية.
أما الولائم في كل الليالي الخمس فهي بلا هوية أيضا تشفق لحال الأب وهو يتنقل للحجز من المطاعم الشعبية للمطاعم الشامية لمنادي اللحم والأرز وتشفق لحال الأم وهي من هاتف لآخر ومن بيت للآخر تتفق مع المختصات ببعض الأكلات الشعبية الموروثة مع تكليف مادي باهض لتُدعى الحاضرات على تلك الوليمة المهيبة فترى تلك (الحيسية )وبجانبها طبق من ورق العنب وذلك (المغش )وبجانبه صينية المعكرونة بالباشاميل وفي الجهة الأخرى يجذبك طبق التبولة الشامية وخلفه (اللحوح والحلبة )وبجواره مسقعة الباذنجان وفي الركن تقبع صينية المرسة قدانعكست الأضواء المشعة بعسلها وسمنها وتجاورها فطائر السبانخ والزعتر وبنت الصحن قد حاذاها المرشوش بالمرق
ودائماً مانُدعى لولائم سورية ومصرية ويمنية من بعض زميلات العمل أو الجارات ولم نجدهم إلا معتزات بتراثهن ولا يخلطوا معه أي طبق لامن أطباقنا ولا من أطباق دول أخرى.
وضاعت هوية الأعراس
فهل من وقفة حازمة ياأيها الآباء وترك هذه الغفلة عن عالم النساء والعودة لقيادة أمور الأسرة مسترشدين بقوله تعالى {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
وهل من تعقل أيتها الأمهات وإخضاع كل مايدخل لمجتمعنا لآداب ديننا الحنيف أولاً ثم لعاداتنا وموروثاتنا الصحيحة الغير متعارضة مع الدين ثانياً وترك الانجراف وراء كل ناعق.
هل من نظام ياأولياء الأمر يشمل جميع صالات واستراحات الأفراح بتحديد المواعيد فيها كحد أقصى الثانية صباحا ومنع دخول الرجال لصالات النساء و التصوير فيها سواء المتحرك أوالثابت ومنع جوالات الكاميرا بصورة أضبط مما نراه فمرة نجد في بداية السهرة فتاة تسأل بابتسامة عريضة معاك جوال كاميرا؟ لتأتيها الإجابات طبعاً حسب الأخلاقيات ومرات لاتوجد هذه المفتشة نهائياً . في منطقة عسير توجد في صالات الأفراح مفتشات بلبس عسكري في غرفة صغيرة هي الممر الرسمي للصالة تقوم بتفتيش النساء بجهاز التفتيش الموجود في المطارات.
وهل من تنظيم مريح ياأصحاب صالات الأفراح يكون فية الدخول بكارت الدعوة ويمنع فيه أصطحاب الأطفال ويكون المنع لجوالات الكاميرا حقيقياً لاصورياً
ولابد من متابعة صارمة لكل هذا من هيئة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر
وهل من توعية جادة ياخطباء المساجد وتخويف من غضب الله وتضييع الأمانة في الأهل.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
اليكم بعض من صور الضيافة المرهقة