وما أخشاه أختي الكريمة أننا وأقصد أنا وانتِ وهو وهي (ننفخُ)
في قربة مخروقة .! فالفاس قد وقع في الرأس .. وقد سبق لي قبل
سنوات عدة وحذرتُ من وقوع الفأس عبر مقال كتبته ونشر في صحيفحة
عكاظ عن مظاهر الأعراس وما يقع فيها من بذخ وإسراف وتقاليد
ما أنزل الله بها من سلطان وتخوفتُ من أن تتطور هذه المظاهر مستقبلاً
ولا نستطيع بعد ذلك التصدي لها ومما قلته يومها : (لنحذر هذه التقاليد
والمفاخرة والبذخ والتبذيرفي أعراسنا ، وإلزام العريس بطلبات تُثقلُ كاهله
فكلُ ذلك سينعكس على العرسان ومن ينتظر دوره ... لنحذر حتى لا يقع
الفأس في الرأس .!

وهاهي اليوم أختي الفاضلة .. أعراسنا تسيرُ كما وصفتي فأجدتي
بلا هوية .! نعم بلا هوية ولا طعم أولون .. أعراس جُلّها تُنظم بطقوس
وبرتوكولات لاتمتُ لديننا وأعرافنا ومجتمعنا بأدنى صلة ، تقاليد عمياء
وبذخ وإسراف ، أعراس تسير بلا حكمة بل بالمفاخرة ، أعراس لا تخلو
ورب الكعبة من الإستعراض لما قُدم فيها وهذا هو الهدف أولاً الرياء
فقط ولا غيره للسمعة ونقل الخبر .
أعراس لا تخلو ورب الكعبة من قلة الأدب والحشمة والحياء كما تفضلتي
في موضوعك القيّم .
هل وصل الوعي بنا لهذه الدرجه .؟ وهل اعتقادنا أن سعادة العروسين
ونجاح عرسهما في جلب الأتعاب المادية المرهقة والتنصل عن مبادىء
ديننا الحنيف وتعاليمه السماوية .؟

لقد كثرت أختي الكريمة مثل هذه الأعراس وبهذه الطقوس الخارجة عن
مجتمعنا وما ألِفه، وسببُها ومن بدأ وابتدعها أسرٌ غير صامطية (تصمطوا)
هنا وقلدوا أهلهم هناك ونقلوا لنا في المجتمع والأعراس كل ماهبّ ودب .
ولا ننكرأن هذا النقل الرديء أثّر على بعض الأسر هنا وأصبحو مقلدين.
لقد كنا ولا زلنا ننكر تلك الطقوس ومايتبعها ، وإلاّ ما الهدف من تلك
الليالي الحمراء في أعراسنا .؟ الفرق الموسيقية ، الرقص بأنواعه ، إدخال
الشاب على خطيبته دون مراعاة للحلال والحرام ... الخ تلك السخافات.
أن مثل تلك الأعراس سعادة مؤقته لاتدوم ، وقد شهدتُ على واحدٍ منها،
فلم يمضي إلاّ أسبوعاً واحداً وانفضّ المولد ولم يكن سيد الموقف إلاّ
الطلاق وبلا رجعة .

ولاننكر أيضاً أن هناك من الأسر في مجتمعنا تمضي أعراسهم بكل يسر
وسهولة ، لا بذخ ولا مفاخرة وبحياء وحشمة وأدب ، هدفهم الستر لأبنائهم
وبناتهم ، وهذه هي الأعراس التي يكتب الله لها النجاح والسعادة ،
فكلما تيسر الزواج كلما لفته البركة من الله .
بالتفاهم والوعي وإدراك خطورة الأمر من الأسر الكريمة في مجتمعنا
سينقلب الحال .. وللأب الكلمة الفيصل إذا شعر وأحسّ بحقوق ابنته
وابنه ، وليكن ذو نظرة بعيدة .. فسعادة الأبناء لم ولن تشترى بالمفاخرة
والتبذير .. وتعاليم الدين والعمل بها نجاح ضمنه جلّ وعلا .

أختي الفاضلة ابتسامة الوليد / قد يكون لم أأتي بجديد فأنتي وبلا شك
كتبتي موضوعاً وطرحتي هماً تناوله قلمك المبدع من كل زاوية ولم
تدعي لي متنفساً أو مدخلاً أنطلق من خلاله .. كتبتي فأوفيتي فشكراً لك
وتقبلي مروري المتواضع .