,,
لو أخبرتكم سرًا أتتسع صدوركم له وتكتمونه ؟!
سأدّعي بأني سمعتُ : نعم .
إذًا فاسمعوا :
قبل قليل داهمتني تهمة واغتالت قلبي , كنتُ في حينها مستلقيــًا بخيالي - آه يا خيالي – كنتُ ألعب لعبة الأحرف وأمزجها في كلمات الهوى , كعادتي في أي لحظة كتابية أنفرد بها مع نفسي , وكعادتي منذ صغري , لم أكن أظن أن في لعبة الأحرف والهوى سيلا من التهم – يا لغبائي – بالله يا أنا كيف تكتب في الحب ولا تريد أن يتهمك الناس ؟! .
إن الكتابة عن الحب خطرٌ حتميّ , فكل كلمة لابد لها أن تنثر الشرر على قارئها , بل ولابد لها أن تترك سؤالاً في فمه كجبل أحد .
للأسف جُبل الكثير من القرّاء على تفسير ما يدور في فلك الكاتب , والبحث عن ماهيّة قلبه ومحاولة فك شفرة الكلمات لإيجاد أكثر المعادلات المؤدية للحل , وما تهمة ( حب امرأة ) إلا أقلـّها .
لا تستغربوا إن قلتُ بأني أكره خيالي , فهو السبب فيما أنا فيه من همّ , حتى أقرب الناس إليّ صدّقوا ما قد تناقلوه من حديث .
تهمة الحب بالرغم من جمالها إلا أنني أنفيها وبصدق , فالحب لم يكتمل جنينه بعدُ في قلبي فكيف تقولون أنكم رأيتم المخاض ؟! , ومتى في الأصل هزّت امرأة ٌ جذع قلبي حتى تساقط الهوى رطبــًا جنيــًا ؟! .
لا أنفي حبي للحب وتنكـّري في صورة قيس , ولا أنفي قراءتي لكتب الهوى , فهي زادي في رحلة الأدب , وما يغيض مشاعري حقــًا هي تلك المحاولات الفاشلة ممن يقرأ بثلاثة أعين , فالبعض يذهب لأبعد من ذلك , فيقول : هو يعشق هذه المرأة لا بل هذه , لا أظنه يقصد هذه أو هذه أو هذه .... , ونصيحتي لهؤلاء أن يرأفوا بتفكيرهم فهو أحوج لهم مني .
أظنكم تقولون ( لا يكتب في الحب إلا مجرّب ) وأقول لكم : بالله عليكم رجلٌ يعيش في ديوان مجنون ليلى , ماذا تتوقعون منه أن يكتب ؟!.
أكثر ما أخافه أن تنتشر سيرتي بباطلٍ محض , ثم إذا جئتُ لأختار شريكتي قالوا : ردّوه فهذا ممتليء بنون النسوة .
أجريمتي أنني أزور بستان خيالي وأقطف لكم من ألذ ما تشتهون من كلمات , ثم آتي لأجد ما وجدته منكم ؟!!
رحم الله من قال بغير ما ليس فيّ , وعفا عنه .
والسلام .
,,


رد مع اقتباس