لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الايتام

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    الايتام

    الأيتام صنف من الضعفاء، والضعفاء – كما نعلم جميعا- أحوج الناس إلى الرحمة، فهم الذين فقدوا نصيرهم وفقدوا ظهيرهم وفقدوا أعطف الناس عليهم، فانطفأت الابتسامة من على وجوههم، وأحاطت بهم مصائب الحرمان واشتدت عليهم المحن والظروف العابسة.
    والسؤال الذي يطرح نفسه ونحن نتكلم عن هذه الفئة من المجتمع هو: كيف كان تعامل الإسلام مع اليتيم…؟
    سؤال عميق تتقاطع في الجواب عنه ألفاظ اللغة وأوامر الشرع وإرادة المجتمع المكلف.
    ففي ألفاظ اللغة وعندما أطلق القرآن الكريم وصف اليتيم بصيغة الإفراد والتثنية والجمع، وكرر لفظ اليتيم ومشتقاته أكثر من عشرين مرة في الكتاب العزيز كان المقصود من ذلك بيان أن صفة اليتم ليس فيها عيب ولا تهمة، وأن فقد الآباء والأقرباء ليس سخرية من القدر أو جبت احتقارا من البشر، فاليتيم شخص كامل في شخصيته، تام في إنسانيته، وبالتالي فلا مكان للشعور بالدونية أو الإحساس بالنقص لدى اليتيم.
    اليتيم كائن بشرى كريم
    ولذلك فإن سلام قدم هذه الفئة إلى المجتمع في أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية، ولم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر أو بقايا المجتمع كما هو شائع في مجتمعات أخرى، بل كان موضوعا لأية قرآنية كريمة رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية والدنيوية: وإن تخالطوهم فإخوانكم، نعم إنهم إخواننا، ومن هنا كانت الدعوة إلى مخالطتهم، والمبادرة بذلك من أفضل أساليب التطبيع الاجتماعي والدمج داخل المؤسسة الاجتماعية بدءا من المصافحة باليد كأبسط مظهر للمخالطة وانتهاء بالتزويج كاقصى مظهر لها مروراً بمنافع أخرى كالمؤاكلة والمشاربة والمساكنة وحسن العشرة، فالكل داخل في مطلق المخالطة والكل متحد في كسر الغربة النفسية التي قد يشعر بها هؤلاء وهم داخل المجتمع.
    يقول الرسول--: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات"، فأنظر أخي وتامل في هذا الحديث الشريف، يتيم وشعر وحسنات، فما هو الرابط المعنوي بينهما يا ترى…؟
    إنه النمو.. فاليتيم ينمو والشعر ينمو والحسنات تنمو وتزيد، وكما يخشى على الحسنات من السيئات وعلى نمو الشعر من الأوساخ والآفات، كذلك يجب أن نخشى على اليتيم من الإهمال والضياع، فرجل أشعث اغبر قبيح المنظر حاله هذه من حال المجتمع الذي لا يهتم باليتيم.
    اليتيم ليس عبئ على المجتمع
    لقد كانت نظرة الإسلام إلى مجتمع اليتامى نظرة إيجابية واقعية فاعلة،لعب فيها عنصر الإيمان وحافز الثواب دورا أسياسيا، فهم في المجتمع الإسلامي ليسوا عالة على المجتمع ولا عبئا على أفراده وإنما هم من المنظور الشرعي حسنات مزروعة تنتظر من يحصدها ليفوز بجوار الحبيب –صلى الله عليه وسلم- ورفقته يوم القيامة، يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة – وأوما بالوسطى والسبابة- امرأة ترملت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا، حافز الأجر هو الذي جعل الأم الصابرة تتعلق بأطفالها بعد وفاة زوجها في صورة مشرقة من عطف الأمومة على الطفولة فهجرت الزينة والتبرج ونزعت الراحة من نهارها والنوم من ليلها تحوطهم بأنفاسها وتغذيهم بدمها قبل حليبها حتى ذهبت نظارتها، لم يهزمها الموت بل اعتبرته جزاء من استمرار الحياة، فالآن يبدأ دورها، لم تكتف هذه الأم الطيبة بدور الأمومة بل إنها قرنت إليه كفالة الأيتام أيضا فمنحت لأيتامها بصمودها هذا أمتن عروة يستمسكون بها تغنيهم عن البحث خارجا عمن يأويهم، فشكر لها النبي- صلى الله عليه وسلم- ومدحها فجاءت جائزتها مجزية وثوابها مضاعفا.
    في عصرنا اليتيم ضحية المجتمع
    إن مظاهر الظلم والقهر والإهمال وكل الاضطرابات النفسية التي تحتل نفوس معظم الأيتام لا علاقة لها باليتم أو بفقد النسب بل هي من صناعة المجتمع الذي يهمل يتاماه، ولهذا فإن القرآن الكريم لم يخاطب اليتيم لأنه لا دور له فى ما حصل بل اليتم قدر من الله، وإنما انصرف بخطابه إلى المجتمع مباشرة يحمله وزر التفريط في فئة من أبنائه، واضعا بذلك أسس المعاملات التى تحمي اليتيم من كل أشكال الظلم الاجتماعي والقهر النفسي.
    اليتيم له الحق في حياة كريمة
    لقد خلق الله الأيتام للحياة فكيف يحل لنا وأدهم بالإذلال والإهمال…؟
    وإذا كان سبحانه قد جعل هذه الأغصان الخضراء للثمر فكيف نقطعها نحن ونجعلها للحطب..؟!!.
    إنه لا يصح شرعا ولا عرفا أن يحرم هؤلاء مرتين، مرة من حنان الأمومة وعطف الأبوة وأخرى من رحمة المجتمع ورعايته مع علمنا اليقيني بوجود أنفس رحيمة وقلوب عطوفة في مجتمعنا تتلهف كلها لخدمة اليتيم بان تمسح شعرة على رأسه أو دمعة من خده، ولئن كان التقصير فرديا في أغلب الأحوال إلا أن الخير باق في الناس إلى يوم القيامة.
    ختاما: مهما قلنا أو فعلنا فلن ندرك أبدا كيف هو شعور من يكتشف في لحظة أنه بدون أب أو أم…؟ ولن نعيش أبدا إحساس من أدرك في غفلة من المجتمع أنه مجهول الوالدين…؟ ولن نحصى مطلقا كم من الأطفال كتب عليهم ألا يروا آباءهم..؟ ولكننا قد ننجح إذا صحت منا النية واشتدت الإرادة في أن نكون ممن يمسحون دموع هؤلاء الصغار ويبلسم جروح الكبار منهم.
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Impossible
    تاريخ التسجيل
    12 2009
    المشاركات
    1,257

    رد: الايتام

    ذلك الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه، فيرشده إلى أن يمسح على رأس اليتيم، إن قصد الإنسان بيت اليتيم، وسعيه، وكل خطوة يخطوها ابتغاء الأجر والثواب فيها ترقيق للقلوب، وإن سعي الجوارح للخير دائما فيه ما يلين ذلك القلب، وإن كان القلب هو ملاك الإنسان كله، فإن الجوارح العاملة بالخير تجعل سيدها في أحسن هيئة، وأفضل حال، بل تجبره على أن يكون حسنا كما الجوارح حسنة، فسعي القدم إلى بيت اليتيم، والجلوس معه، والحنو عليه، بمد اليد إلى رأسه، والمسح على شعره تعويضا له عن حنان الوالد الذي فقده، وأثر ذلك على قلب الطفل اليتيم من الراحة والطمأنينة والسكينة، فكان الجزاء من جنس العمل، راحة للبال، ولينا للقلب، وسعادة للنفس، وكما قال ربنا: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).

    فجزاك الله خير اختي خزامى
    impossible
    كان هنا ...

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: الايتام

    مشكوور الف شكر اخي الكريم
    مداخله رائعه وتذكير منك جزاك الله عنه خير الجزاء
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: الايتام

    بالرغم إن المصطلح الشرعي لليتيم هو من فقد أبوه وهو صغير
    إلا إني أرى إن فقدان الأم أعظم واكثر وقعا على النفس ويترك
    اثرا وجرحا من الصعب جدا التغلب عليه بسهولة
    وكيف لا وانت تفقد الحنان والعطف واللمسة الحانية والكلمة الهادئة
    التي تشعرك بوجودك وتشعرك إن هناك عينا ترعاك وقلبا يخاف عليك
    ووجدانا يشتاق لك فهي البلسم للجروح والأذن التي تسمع منك والقلب
    الذي يحتويك والفؤاد الذي يضلك ويضمك عند حاجتك وآلامك .

    تحياتي وتقديري اختي ( خزامى )

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: الايتام

    الشفق

    اولا الف شكر مرورك
    ثانيا صدقت الام فقدها اكبر واليتيم يتيم الام لانها الشخص الذي يحتويه ويفهمه
    الف شكر لك مره ثانيه تحياتي وتقديري
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية شماغ البسام
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    المشاركات
    43

    رد: الايتام

    رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام واوصى بليتيم

    دليل على ذالك

    عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري
    ........................

    قال النبي صلى الله عليه وسلم من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد
    ............................
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له:إن أردت تليين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم. رواه أحمد
    ... ... ... ... ...

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: الايتام

    اخي الكريم جزيت خير الجزاء على التذكير بهذه الاحاديث النبويه الرائعه
    التي نغفل عنها كثيرا

    احترامي وتقديري لك اخي الكريم
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الياقوتة
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    04 2010
    الدولة
    لستُ ببعيد ..~
    المشاركات
    3,242

    رد: الايتام

    إن مظاهر الظلم والقهر والإهمال وكل الاضطرابات النفسية التي تحتل نفوس معظم الأيتام لا علاقة لها باليتم أو بفقد النسب بل هي من صناعة المجتمع الذي يهمل يتاماه، ولهذا فإن القرآن الكريم لم يخاطب اليتيم لأنه لا دور له فى ما حصل بل اليتم قدر من الله، وإنما انصرف بخطابه إلى المجتمع مباشرة يحمله وزر التفريط في فئة من أبنائه، واضعا بذلك أسس المعاملات التى تحمي اليتيم من كل أشكال الظلم الاجتماعي والقهر النفسي.


    ************************




    أحسنتِ أختي الخزامى في اختيار الموضوع

    اليتيم من عاش يدا مبتورة عن جسد المجتمع ..
    فاقدا الروح التي تمده بالحياة والحياة التي أوجدته ..

    ولكن ما يزيد يتم اليتيم ضراوة الحياة من حوله ..

    نحن من يجعل اليتيم يتيما..
    ونحن من يجعله غير ذلك ..

    أعرف أيتاما يعيشون مع أهلهم لا يشعرون أبدا بما فقدوه..
    لما وجدوه من حنان واهتمام يفوق أحيانا حنان الوالدين واهتمامهم ..
    وأعرف أيتاما يعيشون في كنف أبيهم للأسف ..

    أشكرك غاليتي
    رحمك الله يا أم خالد

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •