كنت قبل فترة أتذمر من وضعي كثيرا لدرجة أني أصبحت أشعر بالظلم من كل شيء
وفي ليلة كانت لا تقل تذمرا عن ليالٍ سبقتها ذهبت إلى أحد محلات الوجبات السريعة فدخل شخص أعتقد أنه في العقد الثاني من عمره أو يزيدون كانت فانلته ممزقة ناهيك عن أنها نسائية أيضا ، وكان يرتدي - بنطلون - يكاد لا يستره جيدا
فطلب من العامل أن يعطيه ما يأكله ، لم يتوانى العامل وأكرمه بما يستطيع ، خرج هذا الشخص ببطء شديد يؤلمني ، كبطء أنفاس حارة خرجت من رئتي بألم ، لا أدري ماذا حل بي ولكني أعلم جيدا أني حمدت الله كثيرا في سري ..... كثيرا جدا
ولا أذكر أني حمدت الله بصدق أكثر من تلك الليلة ، أخذت بعض الوقت مع نفسي قبل أن أخرج وبعد أن خرجت أدخلت يدي في جيبي لأخرج مفتاح سيارتي فوقعت عيني على ذلك الشخص وقد كان منكمشا في زاوية مظلمة أعتقد أنها ناسبته لينام بها
تأملته قليلا ثم مضيت إلى سيارتي لأخرجها من موقفها وذهني شارد في حياة الشخص ذاته فمر شاب أرعن وأطلق بوق سيارته لينبهني بأني قد خرجت في الوقت الخاطئ ، فما كان من ذلك الشخص المشرد إلا أنه رفع رأسه معترضا على بوق السيارة الذي أزعحه بعد أن دخل في مقدمات النوم ، ثم أعاد ركن رأسه إلى الجدار لينام مجددا
عدت تلك الليلة إلى الشقة فوجدت نِعم كثيرة لم أكن أعرفها ، فلدي نور أستطيع أن أطفيه متى أردت ، ولدي مكيف ولدي باب أغلقه خلفي وأنام ولدي سريري ولدي قوة تجعلني أخرج لمن أزعج نومي وأنهيه عن ازعاجي

أشياء كثيرة لا نفتقدها إلا عندما نفقدها ، فحري بنا أن نحافظ عليها كما يجب