الأخ الفاضل م برق مصحا .. تحية إجلال وإكرام لشخصكم الكريم
أخي العزيز لقد قرأت ردك ، الذي أسعدني وشرفني ، ولكن يا أخي أوافقك في بعضه ، وأخالفك في البعض الآخر منه .
نعم أوافقك إن المرأة ، هي المرأة بجمالها وطبيعتها الأنثوية لا تختلف من بلد لبلد آخر ، فجمال المرأة في دينها وخلقها وتربيتها وحسبها وطبيعتها ، وليس في انتمائها لبلد دون الآخر ، نعم بنات اليمن أو أي قطر آخر من بلاد الإسلام هن أخواتنا ، تربطنا بهم روابط الدين والعروبة واللغة .
ولكن يا أخي لكل مجتمع طبيعته وأعرافه وعاداته وتقاليده ، والتي من الصعب التعايش معها ، وألفتها ، والتعود عليها ، فلا يمكن للبنت اليمنية أن تتأقلم في السعودية ، نظراً لبعدها عن وطنها وأهلها ، مما ينتج عن ذلك الطلاق وتشتت الأسرة ، وضياع الأبناء ، والشواهد على ذلك كثير من القصص التي نسمع بها ونشاهدها في مجتمعنا ، ولعلك لا تنسى قصة معاوية رضي الله عنه عندما تزوج من ميسون البحدلية ، وكانت بديعة في جمالها فأسكنها القصر منعمة مكرمة ، ولكنها اشتاقت إلى حياتها في البادية فقالت :
لبيت تخفق الأرياح فيه ******* أحب إلى من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني ***** أحب إلى من لبس الشغوف
إلى أن قالت :
فما أبغي سوى وطني بديلاً ***** فحسبي ذاك من وطن شريف ..
وقيل إن معاوية سمعها تقول ذلك فطلقها ثلاثاً ، ثم سيرها إلى أهلها بنجد ، وكانت حاملاً بابنه يزيد ، فولدته في البادية ، وأرضعته سنتين ، ثم أخذه معاوية .
ولا تنسى يا أخي الكريم إننا نناقش قضية وطنية وهي ترك بنت الوطن للعنوسة والزواج من الخارج ، نعم أنا أرى إن للرجل العذر إذا رفض من بنت الوطن أن يتزوج من الخارج .
شكراً لك وأسعدني تواصلك