لن: نسماح لأي فرد أن يفكر ويعلن أفكاره و يدعوا أليها كما يشاء ، على أن لايمس فكرة الحرية والأسس التي ترتكز عليها بالذات ، ولهذا تسعى المجتمعات الديمقراطية إلى مناوئة الأفكار الفاشستية و التحرير من حريتها أو القضاء عليها بالذات ؛ لأن هذه الأفكار تحارب نفس الأفكار الأساسية والقاعدة الفكرية التي تقوم عليها فكرة الحرية و الأسس الديمقراطية.
و الإسلام يختلف عنه في هذا الموقف ؛ نتيجة لاختلافه عنها في طبيعة القاعدة الفكرية التي يتبناها ، و هي :التوحيد وربط الكون برب واحد . فهو يسمح للفكر الإنساني آن ينطلق ويعلن عن نفسه ،ما لم يتمرد على قاعدته الفكرية التي هي الأساس الحقيقي لتوفير الحرية للإنسان في نظر الإسلام ، ومنحه شخصيته الحرة الكريمة التي لا تذوب أمام الشهوات ، ولا تركع بين يدي الأصنام ، فكل من الحضارة الغربية و الإسلام يسمح بالحرية الفكرية بالدرجة التي لا ينجم عنها خطر على القاعدة الأساسية ، وبالتالي على الحرية نفسها