أختي العزيزة الجراحة الكريمة المسلمة المؤمنة المحتسبة الصابرة
سلام الله يغشاك، ورحمته تحفك، ودعواتنا تهطل على روحك الطاهرة.... أما بعد..
ماذا يعني أن يحكم القاضي بصرف النظر عن قضيتك؟ ألا تخافين الله أختي الكريمة حين تقومين بالـ"عقوق" المركب، رغم بيان الحجة من أبيك ورفضه تزويجك لشخص من خارج اطار قبيلتكم حفظها الله، أين العروبة، والنخوة والشهامة؟ هل كنت تعتقدين أن القاضي حجرا ليس له قلب؟ أو "لا يعرف أصول العرب" وعادات الجاهلية الأولى؟ ماذا كنت تنتظرين منه؟ هل أمّلت النفس أن يهبك قيمة إنسان؟ ويحكم لك بحق تقرير حياتك التي وهبها الله لك؟ ويخرجك من عصمة أبيك الذي يراك جوهرة ثمينة، وألماسة غالية، تهبه وجبة دسمة كل نهاية شهر؟ ثم لمن تذهبين؟ لشخص لا يمت لقبيلتكم بصلة؟ دعي عنك المثالية، ستقولين أنه مسلم كفؤ وربما ناجح، وأنت متعلمة وطبيبة ، ولكن أظن مثلك يعي جيدا أن هذه قضايا هامشية تأتي بعد قضية القبيلة، ففي السفر العاشر من توراه التخلف والبداوة" لايجوز للمرأة الزواج من رجل خارج إطار القبيلة" ، ومثلك أبخص...
ليس هذا موضوعي وموضوع رسالتي، فأنا هنا جئت أحمل معي "كيس" أعذار نيابة عن المشائخ الأجلاء، والفضلاء من أصحاب العلم الشرعي، والتأثير في المجتمع، فهم-وأنت على علم- يجاهدون على كل "ثغر"، ويحاربون على كل "جبهة"، ويشتغلون على "جهة"، لرأب الـ"صدع" الذي صدع مجتمعنا، ويـ"كافحون" ما استطاعوا سبيلا، فنصفهم قد سدّ باب الكلباني، وفتواه الـ"شاذة"، وفي رواية "lesbian"، وراح يؤلف بابا جديدا في الفقه الإسلامي عنوانه: " سيب الأغاني يا واد يا أسمراني" ، وقد سخّر كل ما تبقى من حياته لهذا الباب، يرمي بثقله، وثقل من يعرف من الموثوقين والمختصين في علم "الردود على أقوال العبيد السود "، وهم يحرزون تقدما كبيرا فدعواتك لهم أختي...
أما النصف الآخر، فإنهم يدبجون البيانات الطنانة، "تأييدا ونصرة" لكل مفتي أو شيخ يبلغ من العمر عتيا، فيخرج بفتوى "شاذة"، ولكنها مطابقة لمواصفات هيئة الجودة والمقاييس الشرعية السعودية، فلا بد من مناصرة وتأييد، وخصوصا حين يكون الشيخ العجائبي ليس"بلون الشيكولاته"، ولم تمس فتواه التابوهات السعودية المعروفة "المرأة، والموسيقى" وما عداها فكلُّ يشذ على هواه، وكل ما كان الرأي غبيّا أكثر، كلما كانت الحاجة الى النصرة أكبر..
هذا الفريق المسؤول عن نصرة الشاطحين اقترح احدهم تسميته "الـ.د.لـ. ـو خ في نصرة الشاطح من الشيوخ"، وهم يبذلون أوقاتهم في هذا المجال ، ولقد تضاعف العمل والجهد، نتيجة تضاعف الشطحات، فدعواتك لهم بالمعونة..
أختي أظنك الآن تقدرين موقفهم من هذه الهجمة الشرسة على "ثوابت المجتمع"، وتقبلين عذرهم، فمن أنتِ يا أختي، أنت مجرد امرأة مقهورة، أو على الرواية السعودية "حرمة"، وإن كان تعذّر عليك الخروج الأول "من بيت أهلك لبيت زوجك"، فإن الخروج الثاني مازال متاحا حال مجيئه، "من بيتك إلى القبر"، وأٌقسم لك حتى القاضي سيتعاطف معك حينها، ولن يمنعك من هذا الخروج، لأن الموت على مايبدو من قبيلة أبيك والقاضي...
أختي: رددي معي.... تفووووو على مجتمع يترك امرأة ترسف في قيود القهر والغبن والظلم... تفووو على مجتمع نزعت منه الرحمة لتحل محلها القبلية والعصبية اللعينة...تفووو على من يأخذون المجتمع بعيدا عن قضايا الإنسان، إلى قضايا الترف والهوامش...
وعذرا حيث لا ينفع عذر.....
ناي/ف
للحزن أكثر
http://www.alwatan.com.sa/Nation/New...3&CategoryID=3