العاشرة : (( هيئ الأسباب المعينة لتحصيل الأجر )) :
هذه مسألة ضرورية ودليل على حرص المسلم لكسب الثواب من الله : وهي أن تهيئ السبب المعين على اكتسبا الدرجات ومثال ذلك أن تجعل في مجلسك أو سيارتك من الكتب والأشرطة النافعة ما يمكن أن تقدمه هدية للناس إذا سنحت الفرصة وهذا تفكير إيجابي لتحصد الأجر ، والدال على الخير كفاعله .
فائدة : استمع إلى شريط (( المحرومون )) للشيخ إبراهيم الدويش .
والآن حان الوقت للتعرف على طرق عملية لكسب أكبر قدر ممكن من الأجور والحسنات .
ثلاثون طريقة لتحصيل الأجر والثواب من الله تعالى
الطريقة الأولى : ( الالتزام بالواجبات والفرائض ) :
ليس أحب إلى الله من أن يلتزم المؤمن بالفرائض والواجبات . فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- : (( يقول الله تعالى : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه )) رواه البخاري .
فالاستقامة على الفرائض من أفضل الطرق العملية لكسب الأجر ؛ لأنها أحب إلى الله تعالى وهي التي سيحاسب الإنسان عليها أمام الله يوم القيامة .
الطريقة الثانية : ( تكثير النيّات الحسنة في الطاعة الواحدة ) :
إن الطاعة الواحدة يمكن أن يُنوى بها خيرات كثيرة ، فيكون له بكل نيّة ثواب .
* مثال على ذلك ( القعود في المسجد ) فإنه طاعة ، ويمكن أن ينوي بها نيّات كثيرة منها : -
أ) أن ينوي بدخوله انتظار الصلاة .
ب) ومنها الاعتكاف وكف الجوارج.
جـ) ومنها دفع الشواغل الصارفة عن طاعة الله تعالى بالانقطاع إلى المسجد .
د) وإلى ذكر الله فيه ، ونحو ذلك .
فهذا طريق تكثير النيات في الطاعة الواحدة - وقس على ذلك سائر الطاعات ، إذ ما من طاعة إلاّ وتحتمل نيات كثيرة .
* وعلى هذا المثال - أيها الأخ الحبيب - ينبغي أن تقيس كافة الطاعات ، فتحدث لكل طاعة عدداً من النيّات الحسنة الصالحة فتصبح الطاعة الواحدة طاعات متعددة يتضاعف بتعددها الثواب .
فكثرة النيّات للطاعة الواحدة يملأ القلب بالخير إن شاء الله تعالى .
الطريقة الثالثة : ( المجتمع محراب للتعبد ) الجماعية )) :
إن الذي أعطاه الله تعالى فقهاً في الدين وهداه سبيل الرشاد يدرك أن المجتمع كله يعتبر فرصة طيبة ومجالاً واسعاً لأعمال البر وميداناً رحباً لاكتساب الأجر والثواب .
ذلك أن المجتمع هو المجال للدعوة إلى الله تعالى ، وإلى إعلاء كلمة لا إله إلاّ الله وغرسها في النفوس غرساً طيباً مثمراً .
ومن مجالات التعبد في هذا المجتمع الواسع ما يلي :
1- إلقاء السلام 2- النصيحة 3- الكلمة الطيبة
4- النهي عن المنكر 5- إزالة الأذى عن طريق الناس
6- عيادة المريض 7- تفقد الغائب 8- المشاركة في الأفراح والأحزان
9- إغاثة الملهوف 10- إكرام اليتيم ....إلخ .
وهكذا نجد المجتمع محراباً واسعاً لخير عبادة وأحسن عمل يتقرب به المسلم إلى الله تعالى لا يجده المرء عندما يكون وحده منعزلاً عن المجتمع .
الطريقة الرابعة : ( اغتنام الأوقات اليومية الفاضلة ) :
إن إيقاع العبادات في أوقاتها الفاضلة التي ندب الشارع الحكيم إلى إيقاعها فيها يحصّل به المرء أجراً وثواباً عظيماً - لا يحصله لو أوقع تلك العبادة في غير ذلك الزمن الفاضل ، وهذا من فضل الله ورحمته - ومن الأوقات الفاضلة في هذا اليوم : -
أ) ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس قدر رمح .
ب) إجابة المؤذن للصلوات الخمس .
جـ ) الدعاء بين الأذان والإقامة .
د) استغلال الثلث الأخير من الليل بالصلاة والدعاء والاستغفار .
هـ ) التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير طوال اليوم .
* فالاهتمام بهذه الأوقات الفاضلة بفعل الطاعة فيها مكسب عظيم لتحصيل الأجر من الله تعالى .
الطريقة الخامسة : ( الحرص على الأعمال التي يجري ثوابها إلى ما بعد الممات ) :
إن من عظيم فضل الله تعالى على هذه الأمة القصيرة أجالها ( أن دلها على أعمال يستمر ثوابها إلى ما بعد الممات ) قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه ابن ماجه (( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره ، وولداً صالحاً تركه ، ومصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه ، أو بيتاً لابن السبيل بناه ، أو نهراً أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته )) .
فاحرص أخي المسلم بالعمل بأي هذه الأعمال التي يجري ثوابها بعد الممات حتى لا تنقطع سنتك بانقطاع أجلك .
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى - بتصرف { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } [ يسّ : 12 ] ( وهي آثار الخير وآثار الشر التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد مماتهم ... ) .

فكل خير عمل به أحد من الناس بسبب علم العبد أو تعليمه أو نصحه أو أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر أو علم أودعه عند المسلمين في كُتب ينتفع بها في حياته وبعد موته ، أو عمل خير من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إنسان اقتدى به غيره أو عمل مسجداً أو محلاً من المحال التي يرتفق بها الناس فإنها من آثاره التي تكتب له وكذلك عمل الشر ) .
لعمري إنها من أفضل الطرق لكسب الحسنات وأنت في قبرك ، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت .
* قُم بزيارة أحد مكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية أو الندوة العالمية للشباب الإسلامي أو ما شابهها من جمعيات خيرية موثوقة لتطلع عندهم على مختلف مشاريع الأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات كالصدقات الجارية - فالهدف يا أخي كيف نكسب حسنات أكثر يوم القيامة .
الطريقة السادسة : ( الحرص على هداية الآخرين ) :
الدعوة إلى الله من أجل العبادات التي تقرب إلى الله فهي وظيفة الأنبياء والمرسلين - فالدعوة وهداية الناس طريق موصل لكسب الأجر وحظ وافر من الحسنات - مصداقاً لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ....) الحديث رواه مسلم .
فإنك إذا دللت إنساناً على الله ثم استقام فلك مثل صلاته وتسبيحه وجمع صالح أعماله لا ينقص من أجره شيئاً - وإذا دعا بدوره أناساً فتابوا فلك مثل أجورهم ولو كنت في قبرك وهكذا فإنه يسجل لك أجور خلق كثير ، فكأنك رزقت أعماراً كثيرة ، والدال على الخير كفاعله .
* اجعل نصب عينيك شخصاً وادعه إلى الله تعالى فإن أخلصت في دعوتك له ورزقك الله التوفيق فلك مثل أجر عمله إلى يوم القيامة .
* ألا تستنتج أخي المسلم أن مجال ( الدعوة إلى الله وهداية الآخرين ) هو أكبر وأخصب مجال يمكن أن تكسب فيه أجراً وثواباً من الله تعالى .
الطريقة السابعة : ( اغتنام الوقت الواحد في أكثر من عبادة ) :
فن تحصيل الأجر في الوقت الواحد في أكثر من عبادة لا يعرفه إلاّ من يحملون هم الآخرة وما أعده الله تعالى في الجنات من الخيرات وقدوتهم في هذا المجال هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : (0 إن كنا لنعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس يقول : (( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور مائة مرة )) رواه أحمد والترمذي .
فتأمل أخي كيف اغتنم المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الوقت الواحد في عبادتين هما : -
* ذكر الله تعالى واستغفاره .
* الجلوس مع الصحابة وتعليمهم أمر دينهم والاستماع إلى مشاكلهم .
* مثال تطبيقي على الطريقة : إذا ذهب المرء إلى المسجد ماشياً على قدميه ، فإن هذا الذهاب وتلك الخطوات عبادة في حد ذاتها يؤجر عليها العبد ، لكن يمكنه استغلال هذا الوقت أيضاً في الإكثار من ذكر الله أو في قراءة القرآن عن ظهر قلب ، وحينئذ يكون قد اغتنم الوقت الواحد في أكثر من عبادة .
الطريقة الثامنة : ( إشعار الناس المحيطين بك بحرصك على فعل الخير ) :
المقصود من هذه الطريقة : أن يحرص المرء على إشعار من حوله من الناس المحيطين به بحرصه الشديد على كسب الحسنات وفعل الخيرات التي تقربه إلى الله تعالى .
لماذا هذا الإشعار ؟
1- ليكون قدوة حسنة لغيره فيعمل بعمله فيكون له بذلك أجر ، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده .
2- وتكون علامة خير يُعرف بها - فإن كان صاحب مال مثلاً وكان معطاء في وجوه الخير والإحسان يكون هذا علامة لكثير من الناس لإخباره بمشاريع الخير - فيكون مكسباً له في تحصيل الأجر - ولكن كل هذا لابد فيه من الإخلاص لله تعالى وابتغاء مرضاته .
الطريقة التاسعة : ( طريقة الأعمال ذات الأجور المضاعفة ) :
من الطرق لكسب أكبر قدر ممكن من الأجر في أقصر فترة زمنية ممكنة طريقة (( الأعمال ذات الثواب المضاعف )) ومن هذه الأعمال ذات الأجور المضاعفة : -
1- الصلاة من الحرمين .
2- المحافظة على صلا الجماعة في المسجد .
3- التحلي ببعض آداب الجمعة مثل :
أ) الغسل . ب) التبكير جـ) المشي إلى المسجد
د)الدنو من الإمام هـ) الاستماع للخطيب وعدم اللغو .
- فمن عمل بهذه الآداب كان له بكل خطوة عمل سنة ، أجر صيامها وقيامها كما ورد في لحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو حديث صحيح .
4) حضور دروس العلم والمحاضرات في المسد .
إن حضورك لكل درس أو محاضرة تقام في المسجد تنال به ثواب حجةٍ كاملة ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (( من غدا إلى المسجد لا يريد إلاّ أن يتعلم خيراً أو يُعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته )) . خرجه الطبراني بسند لا بأس به .
5) العمرة في رمضان . 6) الصلاة في مسجد قباء
7) تفطير الصائمين 8) قيام ليلة القدر
9) العمل الصالح في عشر ذي الحجة .
10) الذكر المضاعف ( سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ومداد كلماته ) .
11) الاستغفار للمؤمنين ، قال -صلى الله عليه وسلم- : (( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات ، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة )) [ رواه الطبراني وحسنه الألباني ] .
الطريقة العاشرة : ( اغتنام المناسبات الأسبوعية الفاضلة ) :
من رحمة الله بعباده أن جعل لهم خلال الأسبوع أوقات فاضلة لها من المزايا ما ليس لغيرها من بقية الأسبوع .
ومن أهم هذه المناسبات الأسبوعية الفاضلة :
أ) صوم يومي الاثنين والخميس .
ب) يوم الجمعة - ويستغل هذا اليوم بما يلي :
1- قراءة سورة الكهف
2- الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
3- الاغتسال يوم الجمعة
4- التطيب والتسوك
5- الاجتهاد في الدعاء لأجل موافقة ساعة الإجابة
6- التبكير لصلاة الجمعة والمشي إليها .