الطريقة الحادية عشرة : ( طريقة التسخير ) :
نقصدبمصطلح التسخير ( توظيف المؤمن لطاقاته وإمكاناته ، وما آتاه الله من النعم في خدمةدينه وإخوانه المؤمنين ) .
وبعبارة أخرى ( أن يسخر المسلم كل شيء في سبيل اللهتعالى ) .
* مجالات التسخير :
أ) التسخير الخَلقي : السمع - البصر - الفؤاد - العقل وغيرها من المسخرات الخلقية
ب) التسخير الاكتسابي : وهي التي يمكن أنيبتكرها الإنسان ويسخرها في الغرض الذي جاء به الإسلام - كتسخير الفرص والمناسباتوالعلوم والابتكارات والأوقات في خدمة الإسلام وأهله .
* وبهذا التسخير : يتحققكمال الشكر ، وتمام الأجر ومناط التوفيق والنصر .
الطريقة الثانية عشر : ( تحويل العادات إلى عبادات بالنية الصالحة ) :
جميع الأعمال المباحة التي يقوم بها المرء المسلميمكن تحويلها إلى طاعات و قربات يحصل المرء بسببها آلاف الحسنات بشرط ( أن ينويالمسلم عند قيامه بهذه الأعمال المباحة التقرب إلى الله والتعبد بذلك ) فما من شيءمن المباحات والعادات إلاّ ويحتمل نية أو نيات تصير بها قُربات وينال بها معاليالدرجات من رب الأرض والسماوات .
قال بعض السلف : ( إني لأستحب أن يكون لي فيكل شيء نيّة ، حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء ) وكل ذلك مما يمكن أن يقصدبه التقرب إلى الله تعالى .
مثال تطبيقي للطريقة :
1- أن أن يتطيّب - وينوي بالطيب اتباع السنة ،واحترام المسجد ، ودفع الروائح الكريهة التي تؤذي مخالطيه .
2- أن يقصد بأكلهوطعامه التقوّي على طاعة الله تعالى فلا ينبغي أن يحتقر العبد الخطوات واللحظاتوفضل الله واسع .
* قال بعض السلف ( من سرّه أن يكمل له عمله فليحسن نيته ، فإنالله عز وجل يأجر العبد إذا حَسُنت نيّته حتى باللقمة ) .
الطريقة الثالثة عشرة : ( اغتنام المناسبات السنوية الفاضلة) :
هناك مناسبات فاضلة لا تتكرر في العام إلاّ مرةواحدة فينبغي على المسلم الحريص على تحصيل الأجر ألا يدعها تفوته ، فلعله لا يدركهافي العام القادم ، ومن هذه المناسبات :
1- شهر رمضان . 2- العشر الأوائل من ذيالحجة.
3- شهر المحرم 4- يوم عرفة
5- يوم عاشوراء 6- شهر شعبان
7- العشرالأواخر من شهر رمضان 8- قيام ليلة القدر .
* فضع لك يا أخي برنامجاً ذاتياً لكلمناسبة من هذه المناسبات واستغلها في طاعة الله تعالى .
فالعبادة تفضل في الزمنالفاضل .
الطريقة الرابعة عشرة : ( عن طريق الإعانةوالمساعدة ) :
مثل :
من أعان مسلماً على الجهادبأن هيأ له ما يحتاجه في سفره أو قام بشؤون عياله حالة غيابه كان له مثل أجرهوجهاده ، ومثل من أعان على الجهاد كل من أعان على خير.
* وكذلك من كان سبباً فيطاعة أو أعان عليها حصل له من الأجر كما لو باشرها .
ويشهد لذلكقوله -صلى الله عليه وسلم- : (( من جهّزغازياً في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا )) [ متفق عليه ] .
قال الإمام النووي - رحمه الله - في قوله -صلىالله عليه وسلم- : فقد غزا )) أي يصل له له أجر بسبب الغزو .
* صور للإعانة والمساعدة :
أ- بالمال كمافعل عثمان بن عفان رضي الله عنه حين جهّز جيش العسرة .
ب- بالرأي والمشورة كمافعل سلمان الفارسي رضي الله عنه يوم الخندق .
ج- بالدعوة ونشر العلم وتعليمالناس كما فعل مصعب بن عمير رضي الله عنه في المدينة .
فكن أخي المسلم معيناًونصيراً لأخوانك المؤمنين فلك بذلك الأجر الكبير والثواب الجزيل .
الطريقة الخامسة عشرة : ( تنويع مجالات العبادة ) :
إن مجالات الخير وأبواب الطاعة كثيرة متنوعة ، وحال المؤمن الصادق ،له من كل غنيمة سهم من الخير ليكون من أهله يوم القيامة. يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( أعلم أنه ينبغيلمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من أهله ) أ هـ .
ولأن الإسلام الحنيف يريد من المسلم أن يبلغ الكمال المقدور له بتناسق وفي جميعشؤونه فلا يقبل على جانب واحد من العبادة ويترك الباقي ، وعلى هذا الأساس فهمالصحابة الكرام مثالية الإسلام فلم تأسرهم عبادة ، وإنما تقلبوا في جميع العبادات ،فعند الصلاة كانوا في المسجد يصلون ، وفي حلقات العلم يجلسون معلمين أو متعلمين ،وعند الجهاد يقاتلون ، وعند الشدائد والمصائب يواسون ويساعدون .
وهكذا كانشأنهم في جميع الأحوال فبقدر تنوع مجالات العبادة يكون الأجر والثواب من الله تعالى .
الطريقة السادسة عشرة: (عن طريق استشعار نية الخيروإشغال القلب بذلك)( ):
قال -صلى الله عليه وسلم- : فيمايرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : (( إن الله كتبالحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالىعنده حسنة كاملة ... )) الحديث متفق عليه .
ففي الحديث أن من همّ بحسنة كُتبت له حسنة وإن لم يعملها ، لأنالهمّ بالحسنة سبب إلى عملها وسبب الخير خير .
فمن صدق في نيته وأخلص فيها للهعلت درجته وزاد ثوابه وعظم أجره وارتفعت منزلته .
ويدل على ذلك أيضاً قوله -صلى الله عليه وسلم- : (( ... وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية ، يقوللو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء )) .
فأشغل قلبك بنية الخير فما دمت تنوي الخير فأنت بخير .
الطريقة السابعة عشرة : ( اختيار أفضل العبادة إلىالله تعالى ) :
لاشك في تفاضل الأعمال الصالحة من حيث الأجر والثواب والقاعدة فيأفضل العبادة ما قالهابن القيم رحمه الله تعالى : ( إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هومقتضى ذلك الوقت ووظيفته ) .
أمثلة على القاعدة :
1- الأفضل في أوقات الصلاة إيقاعها على أكملالوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت .
2- الأفضل في وقت حضور الضيف : القيامبحقه والانشغال به .
3- الأفضل في أوقات الأذان الاشتغال بإجابة المؤذن .
4- الأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه .
5- الأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والاستغفار .
* وعلىالمسلم أن يتحرى ما هو الأحب لله تعالى في هذا الظرف القائم فيسرع إليه ويفضله علىما سواه .
الطريقة الثامنة عشرة : ( عن طريق نفعالأقارب والأرحام ) :
إن الصدقة على الأقاربأفضل من الصدقة على الأجانب إذا كانوا محتاجين لأن فيها أجرين أجر الصدقة وأجرالقرابة . كما في قصة ميمونة حين أعتقت الجارية (( لو أعطيتها أخوالك كان أعظملأجرك )) رواه مسلم .
وقال -صلى الله عليه وسلم- :(( الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحمن اثنتانصدق وصلة )) رواه الترمذي .
فعلى الانسان أنيختار من وجوه البر ما يكون أكثر ثواباً والصدقة على الأرحام أجرها مضاعف لأن فيهاأجر الصدقة وأجر الصلة .
الطريقة التاسعة عشرة : ( عنطريق التحسر على فوات الأجر ) :
من علامات صحة قلبالمؤمن أنه إذا فاته ورده أو طاعة من الطاعات وجد لذلك حسرة على فوات الأجر،كما في قصة ابن عمر رضي الله عنه : عندما سمع أبا هريرةيحدث بحديث(( من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثمتبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد ، ومن صلى عليها ثم رجعكان له من الأجر مثل أحد )) ،فقال ابن عمر رضي الله عنهتأسفاً وحسرة على فوات الأجر(( لقد فرطنا في قراريطكثيرة )) رواه مسلم .
قال النووي رحمه الله تعالى : (( وفيه ما كان الصحابة عليه من الرغبة في الطاعاتحين يبلغهم والتأسف على ما يفوتهم منها .
الطريقةالعشرون : ( عن طريق التصنيف والتأليف ) :
قال -صلىالله عليه وسلم- : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّمن ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له )) رواه مسلم .
ولهذا دأب كثير من أهل العلم على تعليم الناس أمردينهم وتدوين ما تعلموه ليبقى ذخراً للأجيال التي بعدهم مبتغين دوام الأجر من اللهتعالى ، فإذا لم تستطع يا أخي أن تؤلف بعض الرسائل أو الكتب فادعمها مادياً وانشرهابين الناس بالإهداء لهم .
* لفـتـــــة :
تفكر أخي الحريص على تحصيل الأجر بالصحابي أبي هريرةرضي الله عنه الذي روى لنا أكثر من خمسة آلاف حديث يقراها معظم المسلمين اليوم فيمعظم كتب الحديث تفكر في ثوابه وتأمل وسوف تجد النتيجة !!