«فتيات جازان» يتجاوزن المألوف ويدخلن مهنة الرجال بتصميم وعزيمة
![]()
جانب من الفتيات اللاتي يعملن باحتراف داخل الورشة
جازان، تقرير ـ عبدالله السروري
لم تعد مهنة النجارة والسباكة، والإبداع في فن الديكور، وصنع الستائر المنزلية، و"الكنبات"، والأسرة الخشبية الجميلة، حكراً على الرجال، بل استطاعت المرأة في جازان اقتحام هذا المجال المهني الذي يتطلب مجهوداً بدنياً عالياً، بعد أن قامت "عائشة الشبيلي" من افتتاح ورشة عمل تختص بالفتيات، واستقطاب المئات من العاطلات وتعليمهن وتدريبهن على امتهان هذه المهن، ودفعهن إلى سوق العمل والإنتاج بكل تحد وجدارة.
مهنة شريفة
وأكدت "عائشة الشبيلي" صاحبة هذه الورشة أن فكرة إنشاء هذه الورشة وفتحها كانت قبل خمس سنوات، حينما فكرت في أن تكون الفتاة منافسة للرجل في اكتساب مهنة شريفة، تدر عليها وعلى أسرتها دخلاً جيداً، في مهن يدوية، بعيداً عن التخصصات العلمية الأخرى، ورأيت أن الفتاة بالممارسة والتشجيع تستطيع أن تكون يداً عاملة منتجة في مجتمعها، مضيفة، صممت على افتتاح ورشة عمل صغيرة، تتدرب فيها الفتاة على مهن احتكرها الرجال، وخصوصاً العمالة الوافدة، مثل: صنع أثاث المنازل من ديكور وستائر من القماش، وأسرة من الخشب، وقمت بإحضار المواد اللازمة للصناعة والتأثيث، وكتب خاصة عن التدريب على هذه المهن اليدوية، وقمت بتوزيع منشورات خاصة للفتيات في منازلهن.
إقبال كبير
وأضافت أن الإقبال كان سريعاً من أعداد كبيرة من الفتيات يفوق العدد المطلوب، حيث انخرطن في الورشة بكل جدية وحماس، حتى أجدن هذه المهن، وأنتجن العديد من الستائر، والأسرة الخشبية، و"كنبات" المجالس المنزلية لتصدر إلى الأسواق وتباع بأسعار جيدة، يعود ربحها إلى هؤلاء الفتيات اللاتي كن يعيشن أوضاعاً معيشية ومادية صعبة جداً، والآن تحسنت أوضاعهن بعد اكتسابهن هذه المهن والحرف اليدوية.
فتاة تدرب زميلاتها على العمل
مهنة جميلة
وتقول "م. ت" تحمل الشهادية الثانوية: إنني كنت أحلم بالحصول على وظيفة أقضي بها على شبح البطالة، التي كنت أعانيها؛ لأساعد عائلتي التي كانت تعاني ظروفاً مادية، والحمد لله اكتسبت مهنة جميلة في صناعة الديكور والأثاث المنزلي.
تحسين الدخل
وتضيف "ص . م" من محافظة أبوعريش أنها بعد سماعها عن افتتاح هذه الورشة التي تختص بتدريب المرأة على فن صناعة الديكور والأثاث المنزلي، انخرطت داخلها بعد دفع رسوم القبول الرمزية، واكتسبت مع زميلاتها مهناً ساعدتها على تحسين دخلها المادي، وتجاوز ظروف الحياة المعيشية الصعبة.
شراء إنتاجنا
وأوضحت "س.ح.م" من محافظة صبيا أنه بعد دخولي هذه الورشة استمررت في التدريب على أيدي زميلاتي السابقات لمدة ثلاثة أشهر، وبعد هذه الفترة المكثفة من التدريب على فترتين صباحاً ومساءً، وبرسوم مالية في متناول اليد، استطعت أن أشارك زميلاتي من الفتيات العاملات داخل الورشة في صنع كثير من أثاث المنازل التي لاقت إقبالاً كبيراً من الأسر والعوائل، اللاتي يزرن الورشة لشراء إنتاجنا.