*(أخواني .. أخواتي)*
حين نكون في مقتبل العمر في مرحلة ماقبل النضج يغمرنا اعتقاد بأن السعادة تكون في الصحة والجمال والمال وكل الأشياء التي يمكن أن نستحوذ عليها . وحين ننضج وتظهر لنا الأمور على حقيقتها نكتشف على سبيل التدرج أن السعادة في العطاء وفي جعل الناس حولنا سعداء ..
في مرحلة ماقبل النضج نظن أن العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم المال لمن يحتاج إليه. وحين نكبر وننضج يتبين لنا أن العطاء الحقيقي ليس عطاء المال .. وإنما أشياء أخرى أهم من المال أتعرفون ماهي ؟أنها أشياء تتصل بالروح والعقل والخبرة والوقت .
نحن نعطى عطاء حقيقيا حين ندعو بإلحاح لأخ في ظهر الغيب .
... نحن نعطى عطاء حقيقيا حين نعفوا عمن أساء إلينا . وتصبح قلوبنا صافيه ونقيه نحوه .
...نحن نعطى عطاءحقيقيا حين نقبل عذر من يعتذر إلينا ونقيل عثرته .
...نحن نعطى عطاء حقيقيا حين نقدم فكرة عظيمه تغير حياة أنسان نحو الأحسن والأفضل .
نحن نعطى عطاء حقيقيا حين نكون مواطنين صالحين . نسهم في حمل أعباء الوطن .
.. نحن نعطى عطاء حقيقيا حين يشعر من يحتك بنا أن الحياة تكون رائعة حين يكون في جوارنا .
..نحن نعطي عطاء حقيقيا حين نتنازل عن شيء من وقتنا لتقديم خدمة أخوية ..
.. نحن نعطي عطاء حقيقيا حين نقدم الإحترام لمن لا يستحقه . وذلك لأن طبيعتنا تأبى غير ذلك .
إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يكونوا يملكون المال . بإستثناء حالات قليلة .ولم تكن الأشياء هي أعظم ما قدموه لأممهم لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف والغايات الكبرى .
وهذا يعني بالنسبة لنا :
1ـ أن نعمل كل مافي وسعنا لإسعاد من حولنا فذلك قمة العطاء ..
2ـ حين نقدم لمسلم خدمة بإخلاص فإننا نقدم لأنفسنا لإننا بذلك نتأهل لإستقبال رضا الرحمن ..
3ـ التبسم وحسن الإستقبال والتعاطف والإهتمام والمودة من أكثر ما يحتاج إليه الناس وهي يجب أن تكون أكثر ما نجود به ..
(وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)
منقول بإختصار من كلام الدكتور عبد الكريم بكار