لثلاثِ ليالٍ متتالية أحسستُ أنني لا أساوي شيئاً في هذه الدنيا دون أم (يحيى) حبة القلب وسويداء العيون بسبب وعكة ألمّت بها فأوجعتني حدّ العظم والنخاع .
لِثلاث ليالٍ افتقدتُ الحيوية والحب والسعادة وقيادة البيت.. لثلاث ليالٍ كنتُ استرجع شريط الذكريات ... ذكريات جمعتني بالحب والإرتباط والتضحية والسعادة لأكثر من خمسة وعشرين عاماً .. ذكريات جمعتني بمن أحببتُ أولاً وأخيراً وما أجمله وأطهره وأسعده من حبٍ أبدي .
لثلاثِ ليالٍ متتالية أجهَدتني الأفكار وعصفت بي الوساويس هنا وهناك وتخيلتُ أن الفراق أزفَ وسألتُ نفسي ماذا وكيف سأكون بعدها .؟ تُرى من سيُهديني الفرح من أنياب الحزن بعدك أيتها الحبيبة .؟ ومن سيفرح لي قبل فرحي بعدكِ أيتها الصادقة النقية .؟ ومن سيحتمل بعدك ِ حماقاتي وغضبي وصُراخي الطفولي .؟
أعلمُ يا صفائي ونقائي صبرُكِ وقوة تحملك على النازلات .. فهيا انهضي واملئي أركان البيت فرحاً وحباً وبهجةً .. انهضي يا حدقات عيوني لأرى ستائر وأرائك بيتنا ترقص طرباً بعد أنينٍ وحزن التفت فيه .
انهضي يا حبة القلب فقد افتقدتكِ حديقة بيتنا ووريقات فُلتنا وزهرات ياسمينتنا... انهضي ياسعادتي وفرحي فلازلتُ طفلاً أحتاجُكِ كحاجةِ (ريفان) و(خالد) إليك ... انهضي يا ظلي وسمائي وامطري سعادتنا فرحاً وسرورا.. هيا انهضي فليس لي في هذه الدنيا سواك .
والله لو أشعلتُ لكِ أصابعي لتُضيء طريقكِ ما أوفيتكِ حقك .. والله لو فرشتُ لك الأرض ورداً وزهوراً ما وصلتُ جزءاً من وفائك وطيبة قلبك.
سلمتِ من كل شر.
أصدقُ القول :
إظفر بذات الدين تربت يداك .