يبقى الحزن حبيس النفوس لا تغيره الآيام ولا تأثر فيه تقلب الأحوال وتبدل الأحداث
فالحزن لا يقاس على البكاء فقط فقد تكون هناك حرقة تأجج القلوب وتدمي العيون
وتشعرنا بخيبة الأمل وفقدان كل جميل .
نعم لا تموت نفسا وراء أخرى ولم نسمع أن قتل أحد نفسه رغبة في اللحاق بميت غال على قلبه
بل وبكل أسف حتى الدموع اصبحت تعز عند البعض فلا تكاد تسقط إلا نادرا وحتى الحزن أصبح
مجرد تمثيلية تراجيديا سرعان ما تنتهي حلقاتها بعد أن يؤدي كل ممثل دوره ولعل ما نشاهده
في المقابر ومجالس العزاء خير دليل على ذلك ، فذلك يتحدث في أمور الدنيا من أسهم واراضي
ومصالح شخصية وكأنه نسى نفسه إنه في مقبرة ويداه تنفظ التراب بعد دفن ميت .
أما مجالس العزاء فلقد اصبحت شبيهة بالمقاهي والمطاعم سوالف وضحك بأعلى الصوت وأكل وشرب
أنا لا اطالب بالنياحة ولا شق الثباب ولا لطم الخدود ولكن أليس من حق ذلك الميت
أن نترحم عليه ونحفظ له ولو بعض الذكريات داخل القلوب ولو بدعوة صادقة أو صدقة جارية
قد يكون النسيان نعمة ومنة من الله لكن أن يصبح تذكر الأحباب لا يحدث إلا في المناسبات
فذلك أمر محزن للغاية .


شكرا لك ( خزامى )