مــــــنـــــــاجــــــاة
آه.. أول ما يلفظ بها لساني في كل يوم وشمسه لم تزل في خدرها.. استعدادا لكوامن هذا اليوم إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
باسم الله أحرك مجدافي ..وأسير بنوره لأشق طريقي..
تصاحبني صدى أمواجه ؛ليبوح لي ببعض أشجانه ..!
فألق بشباكي دا خله ..فيثور رافضا إياها ولسان حاله يقول :
لا يغرك اتساع مدادي وضياع حدودي فأنا أما شباكك أرفع راية الإنهزام !!
ألقيها متوسلة إليه أن يحملها عني..فقد ثقل كاهلي ..انحنى ظهري ...وهرمت أعضائي وأنا
زهرة لم تتفتح بعد !
فيهدأ راثياً باكياً حالي ..ثم يتموج صارخاً .. هارباً يكرر رفضه..ملقياً بشباكي ..
حينها أمسك بزمام مركبتي ..حاملةً معي ما تبقى من حطام الأمل ..مخلفةً ورائي قطرات من
دنيا الأحزان .
وبينما أسير.. إذ بي أسمع صدىً من صدى الآهات.فأقلب ناظري ..
إلى أن أرتفع إلى الأعلى..إلى السماء فرأيته مستصرخاً بل محذراً..
من أن سيري في الدأماء سير عصيب .
ناجيته :
يا هذا أتعلم من أنا ؟ ومالذي أحمله معي ؟...
فانثنى مطرقاً رأسه ..والدموع تسيل من عينيه كي تصبح لغيري منارة من منارات الهداية ،
(فهل ياترى رثى لحالي ؟!)
وبعد تعثر شديد يصرح قائلا :
عذرا فحالي ليس عنك ببعيد...
فالسكون له ثورات ..!وقد هاجت ثورته الأولى بمجرد أن لمح طيفك ..
لكل حديث يسر به للآخر ..أما نحن فحديثنا واحد ..
حدثته :
لم تغيرك الحياة ...
فأنت كما أنت منذ أن خلقت ..فسبحان الله ..
إن الناظر إليك يظن أنك عالم من دنيا السعادة ..وكأنك المنفرد بهذا العالم !!...
ولكن رؤيتي لك تبرهن على أن ماسمعته كان خاطئا ..؛
بعد أن جفف دموعه همَّ بقوله :
بمن سأبدأ ؟
وعن ماذا سأتحدث ؟؟!!
ليت شعري ..
شلّ لساني ..وتبعثرت كلماتي ...!!
فبأي حرف أصوغ لك معنا من معاني حزني ...؟
وأيٌ منها يستطيع وصفه عني ...!؟
هكذا نحن ..
منذ أن تعامينا ..بل والله تناسينا والضياع سائد بيننا ..
فإلى متى ؟
إلى متى يا أمة محمد هذا الضياع ؟
وفي أي زمن يكون الاستقرار ؟؟؟!!....
|
 |
رد مع اقتباس
