الهمز واللمز
جاء في القرآن استعمال كل من الكلمتين مفردة عن الأخرى بما يدل على المغايرة.
ففي الهمزة قوله: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم:10-11] مما يدل على الكذب والنميمة.
وفي الهمزة قوله تعالى: {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات:11].
وقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة:58] مما يدل على أنها أقرب للتنقص والعيب في الحضور لا في الغيبة فتغاير الهمز في المعنى وفي الصفة والجمع بينهما جمع بين القبيحين فكان مستحقا لهذا الوعيد الشديد بكلمة ويل.
وقد قيل الهمز باليد وقيل باللسان في الحضرة والهمز في الغيبة.
وقيل الهمز باليد واللمز باللسان والغمز بالعين وكلها معان متقاربة تشترك في تنقص الآخرين.
إخوتي الإتصال عندي سيء جدا اليوم لذا فلتعذروني على التقصير
رحمك الله يا أم خالد
تفسير سورة الهمزة
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ}.
البسملة تقدم الكلام عليها. {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ} في هذه السورة يبتدئ الله سبحانه وتعالى بكلمة {وَيْلٌ} وهي كلمة وعيد، أي أنها تدل على ثبوت وعيد لمن اتصف بهذه الصفات. {هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} إلى آخره، وقيل: إن {وَيْلٌ} اسم لوادٍ في جهنم ولكن الأول أصح. {لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} كل من صيغ العموم، والهمزة واللمزة وصفان لموصوف واحد، فهل هما بمعنى واحد؟ أو يختلفان في المعنى؟ قال بعض العلماء: إنهما لفظان لمعنى واحد، يعني أن الهمزة هو اللمزة. وقال بعضهم: بل لكل واحد منهما معنى غير المعنى الاخر. وثم قاعدة أحب أن أنبه عليها في التفسير وغير التفسير وهي: أنه إذا دار الأمر بين أن تكون الكلمة مع الأخرى بمعنى واحد، أو لكل كلمة معنى، فإننا نجعل لكل واحدة معنى، لأننا إذا جعلنا الكلمتين بمعنى واحد صار في هذا تكرار لا داعي له، لكن إذا جعلنا كل واحدة لها معنى صار هذا تأسيسًا وتفريقًا بين الكلمتين، والصحيح في هذه الآية {لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} أن بينهما فرقًا: فالهمزة: بالفعل. واللمز: باللسان، كما قال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58]. فالهمز بالفعل يعني أنه يسخر من الناس بفعله إما أن يلوي وجهه، أو يعبس بوجهه. أو ما أشبه ذلك، أو بالإشارة يشير إلى شخص، انظروا إليه ليعيبه أو ما أشبه ذلك، فالهمز يكون بالفعل، واللمز باللسان، وبعض الناس - والعياذ بالله - مشغوف بعيب البشر إما بفعله وهو الهمَّاز، وإما بقوله وهو اللمَّاز، وهذا كقوله تعالى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} [القلم: 10، 11]. {الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ} هذه أيضًا من أوصافه القبيحة جماع مناع، يجمع المال، ويمنع العطاء، فهو بخيل لا يعطي يجمع المال ويعدده. {وَعَدَّدَهُ} وقيل: معنى التعديد يعني الإحصاء يعني لشغفه بالمال كل مرة يذهب إلى الصندوق ويعد، يعد الدراهم في الصندوق في الصباح، وفي آخر النهار يعدها، وهو يعرف أنه لم يأخذ منه شيئًا ولم يضف إليه شيئًا لكن لشدة شغفه بالمال يتردد عليه ويعدده، ولهذا جاءت بصيغة المبالغة {عَدَّدَهُ} يعني أكثر تعداده لشدة شغفه ومحبته له يخشى أن يكون نقص، أو يريد أن يطمئن زيادة على ما سبق فهو دائمًا يعدد المال. وقيل معنى {عَدَّدَهُ} أي جعله عُدة له يعني ادخره لنوائب الدهر، وهذا وإن كان اللفظ يحتمله لكنه بعيد، لأن إعداد المال لنوائب الدهر مع القيام بالواجب بأداء ما يجب فيه من زكاة وحقوق ليس مذمومًا، وإنما المذموم أن يكون أكبر هم الإنسان هو المال، يتردد إليه ويعدده، وينظر هل زاد، هل نقص، فالقول بأن المراد عدده أي: جمعه للمستقبل قول ضعيف. {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} يعني يظن هذا الرجل أن ماله سيخلده ويبقيه، إما بجسمه وإما بذكره، لأن عمر الإنسان ليس ما بقي في الدنيا، بل عمر الإنسان حقيقة ما يخلده بعد موته، ويكون ذكراه في قلوب الناس وعلى ألسنتهم، فيقول في هذه الآية: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} أي: أخلد ذكره أو أطال عمره، والأمر ليس كذلك. فإن أهل الأموال إذا لم يُعرفوا بالبذل والكرم فإنهم يخلدون لكن بالذكر السيىء. فيقال: أبخل من فلان، وأبخل من فلان ويذكر في المجالس ويعاب، ولهذا قال: {كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} {كَلاَّ} هنا يسميها العلماء حرف ردع أي: تردع هذا القائل أو هذا الحاسب عن قوله أو عن حسبانه. ويحتمل أن تكون بمعنى حقًّا "يعني حقًا لينبذن" وكلاهما صحيح، هذا الرجل لن يخلده ماله، ولن يخلد ذكراه، بل سينسى ويطوى ذكره، وربما يذكر بالسوء لعدم قيامه بما أوجب الله عليه من البذل. {لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} اللام هذه واقعة في جواب القسم المقدر، والتقدير "والله لينبذن في الحطمة" أي: يطرح طرحًا. وإذا قلنا: أن اللام لجواب القسم صارت هذه الجملة مؤكدة باللام، ونون التوكيد، والقسم المحذوف. ومثل هذا كثير في القرآن الكريم، أي تأكيد الشيء باليمين، واللام، والنون. والله تعالى يقسم بالشيء تأكيدًا له وتعظيمًا لشأنه. وقوله: {لَيُنبَذَنَّ} ما الذي يُنبذ هل هو صاحب المال أو المال؟ كلاهما ينبذ، أما صاحب المال فإن الله يقول في آية أخرى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13]. أي: يدفعون، وهنا يقول: "ينبذ" أي يطرح في الحطمة، والحطمة هي التي تحطم الشيء، أي: تفتته وتكسره فما هي؟ قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} وهذه الصيغة للتعظيم والتفخيم {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} هذا الجواب أي: هي نار الله الموقدة. وأضافها الله سبحانه وتعالى إلى نفسه؛ لأنه يعذب بها من يستحق العذاب فهي عقوبة عدل وليست عقوبة ظلم. أي: نار يحرق الله بها من يستحق أن يُعذب بها، إذًا هي نار عدل وليست نار ظلم. لأن الإحراق بالنار قد يكون ظلمًا وقد يكون عدلًا، فتعذيب الكافرين في النار لا شك أنه عدل، وأنه يُثنى به على الرب عز وجل حيث عامل هؤلاء بما يستحقون. وتأمل قوله: {الْحُطَمَةُ} مع فعل هذا الفاعل {هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} حطمة، وهمزة لمزة، على وزن واحد ليكون الجزاء مطابقًا للعمل حتى في اللفظ {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} أي: المسجّرة المسعرة. {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ} الأفئدة جمع فؤاد وهو القلب. والمعنى: أنها تصل إلى القلوب - والعياذ بالله - من شدة حرارتها، مع أن القلوب مكنونة في الصدور وبينها وبين الجلد الظاهر ما بينها من الطبقات لكن مع ذلك تصل هذه النار إلى الأفئدة. {إِنَّهَا عَلَيْهِم} أي: الحطمة وهي نار الله الموقدة أي على الهمَّاز واللمَّاز الجمَّاع للمال المناع للخير، وأعاد الضمير بلفظ الجمع مع أن المرجع مفرد باعتبار المعنى، لأن {لِّكُلِّ هُمَزَةٍ} عام يشمل جميع الهمَّازين وجميع اللمَّازين {مُّؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة، مغلقة الأبواب لا يُرجى لهم فرج - والعياذ بالله - {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} يعني: يرفعون إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج ثم بعد ذلك يركسون فيها ويعادون فيها، كل هذا لشدة التعذيب؛ لأن الإنسان إذا طمع في الفرج وأنه سوف ينجو ويخلص يفرح، فإذا أعيد صارت انتكاسة جديدة، فهكذا يعذبون بضمائرهم وأبدانهم، وعذاب أهل النار مذكور مفصل في القرآن الكريم والسنة النبوية. تأمل الان لو أن إنسانًا كان في حجرة أو في سيارة اتقدت النيران فيها وليس له مهرب، الأبواب مغلقة ماذا يكون؟ في حسرة عظيمة لا يمكن أن يماثلها حسرة. فهم - والعياذ بالله - هكذا في النار، النار عليهم مؤصدة {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} أي: أن هذه النار مؤصدة، وعليها أعمدة ممدة أي ممدودة على جميع النواحي والزوايا حتى لا يتمكن أحد من فتحها أو الخروج منها. حكى الله سبحانه وتعالى ذلك علينا وبينه لنا في هذه السورة لا لمجرد أن نتلوه بألسنتنا، أو نعرف معناه بأفهامنا، لكن المراد أن نحذر من هذه الأوصاف الذميمة: عيب الناس بالقول، وعيب الناس بالفعل، والحرص على المال حتى كأن الإنسان إنما خلق للمال ليخلد له، أو يخلد المال له، ونعلم أن من كانت هذه حاله فإن جزاءه هذه النار التي هي كما وصفها الله، الحطمة، تطلع على الأفئدة، مؤصدة، في عمد ممدة. نسأل الله تعالى أن يجيرنا منها، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والاستقامة على دينه.
أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
سورة الهُمزة
هذه السّورة، وهي من السور المكّية، تتحدث عن اُناس كرسوا كلّ همهم لجمع المال، وحصروا كلّ قيم الإنسان الوجودية في هذا الجمع. ثمّ هم يسخرون من الذين لا يملكون المال وبهم يستهزئون.
هؤلاء الأثرياء المستكبرون والمغرورون المحتالون أسكرهم الطغيان فراحوا يستهينون بالآخرين ويعيبونهم، ويتلذذون بما يفعلون من غيبة واستهزاء.
السّورة تتحدث في النهاية عن المصير المؤلم الذي ينتظر هؤلاء، وكيف أنّهم يلقون في جهنّم صاغرين، وأنّ نار جهنّم تتجه بلظاها أوّلاً إلى قلوبهم المليئة بالكبر والغرور، وتحرقها بالنّار، بنار مستمرة.
فضيلة السّورةورد في فضيلة هذه السّورة عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من قرأ سورة الهمزة اُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمّد وأصحابه.
وعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «من قرأ ويل لكلّ همزة في فريضة من فرائضه، نفت عنه الفقر وجلبت عليه الرزق وتدفع عنه ميتة السوء.
سبب النّزول
قال جمع من المفسّرين إنّ آيات هذه السّورة نزلت في (الوليد بن المغيرة) الذي كان يغتاب النّبي ويطعن فيه ويستهزيء به.
وقيل إنّها نزلت في أفراد آخرين من رؤوس المشركين وأعداء الإسلام مثل (الأخنس بن شريق) و(اُمية بن خلف) و(العاص بن وائل).
ولكن، إنّ قبلنا أسباب النزول هذه فلا ينفي ذلك شمولية مفاهيم الآيات، بل إنّها تستوعب كلّ الذين يحملون هذه الصفات.
الويل للهمّازين واللمّازين
تبدأ هذه السّورة بتهديد قارع وتقول:
(ويل لكلّ همزة لمزة)... لكلّ من يستهزيء بالآخرين، ويعيبهم، ويغتابهم، ويطعن بهم، بلسانه وحركاته وبيده، وعينه وحاجبه.
«الهمزة» و«اللمزة» صيغتا مبالغة، الاُولى من الهمز، وهي في الأصل الكسر. العائبون المغتابون يكسرون شخصية الآخرين، ولذلك اُطلق عليهم اسم (الهمزة).
و«اللمزة» من اللمز، وهو اغتياب الآخرين، والصاق العيوب بهم.
للمفسّرين آراء متعددة في معاني هاتين الكلمتين، هل معناهما واحد، وهو المغتابون النّاس العائبون عليهم، أو إنّ معناهما مختلف. قال بعضهم إنّ معناهما واحد، وذكرهما معاً للتأكيد.
وقيل: الهمزة هوالمغتاب، واللمزة: العائب.
وقيل: الهمزة هم العائبون بإشارة اليد والرأس. واللمزة من يعيب بلسانه.
وقيل: الاُولى إشارة إلى العائب في حضور الشخص، والثّانية للعائب في الغيبة.
وقيل: الاُولى تعني العائب في العلن، والثّانية للعائب في الخفاء، وبإشارة العين والحاجب.
وقيل: إنّ الإثنتين بمعنى الذي ينبز النّاس بالقاب قبيحة مستهجنة.
وعن ابن عباس في تفسير الكلمتين قال: «هم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الناعتون للناس بالعيب»
أراء اللغويين في ( الهمز واللمز )
يرى اللغويين أن الكلمتين يستفاد أنّهما بمعنى واحد. ولهما مفهوم واسع يشمل كلّ ألوان إلصاق العيوب بالنّاس وغيبتهم والطعن والاستهزاء بهم، باللسان والإشارة والنميمة والذم.
التعبير بكلمة (ويل) يحمل تهديداً شديداً لهذه الفئة. والقرآن يتشدّد تجاه هؤلاء الأفراد ويذكرهم بعبارات لا نظير لها في ذكر سائر المذنبين. فحين يذكر المنافقين الذين يسخرون من المؤمنين يتهددهم بعذاب أليم ويقول: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر اللّه لهم).
مثل ذلك ذكره القرآن بشأن المنافقين المستهزئين بالنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في الآية (5) من سورة (المنافقون).
الإسلام، أساساً، ينظر إلى شخصية الإنسان وكرامته باحترام بالغ، ويعدّ أيّ عمل يؤدّي إلى إهانة الآخرين ذنباً كبيراً، وورد عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أذل النّاس من أهان النّاس».
في هذا المجال ذكرنا شرحاً أوفى في تفسير الآيتين (11 و12 من سورة الحجرات).
ثمّ تذكر الآية التالية منبع ظاهرة اللمز والهمز في الأفراد، وترى أنّها تنشأ غالباً من كبر وغرور ناشئين بدورهما من تراكم الثروة لدى هؤلاء الأفراد، وتقول: (الذي جمع مالاً وعدّده) بطريق مشروع أو غير مشروع.
إعراب سورة الهمزه
آ:1 {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}
"ويل": مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة لأنه دعاء، "لمزة" نعت.
آ:2 {الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ}
"الذي": بدل من "كل همزة".
آ:3 {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}
جملة "يحسب" حال من فاعل "عدَّده"، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ حسب.
آ:4 {كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}
الجملة جواب القسم، وجملة القسم المقدرة مستأنفة.
آ:5 {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ}
جملة "وما أدراك" مستأنفة، وجملة "ما الحطمة" مفعول به ثان لـ "أدراك".
آ:6 {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ}
"نار": خبر لمبتدأ محذوف أي: هي، والجملة مستأنفة، "الموقدة": نعت.
آ:7 {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ}
"التي": نعت.
آ:8 {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}
الجار "عليهم" متعلق بـ "مؤصدة"، والجملة مستأنفة.
آ:9 {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}
]الجار "في عمد" متعلق بمحذوف خبر ثان لـ "إن".
أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
( وَيْلٌ ) من أودية جهنم :
قال الطَّبَريُّ - رَحِمَهُ اللهُ - : (( وَ يْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)) الْوَادِيَ يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ وَ قَيْحِهِمْ .
و نعوذ بالله من الكِبْرِ ..
فإنه يؤدِّي لبُطلان الأعمال الصالحةِ ثُمَّ إلى الخلودِ في النَّارِ و الشُّربِ من عُصارةِ أهلها ..
قال - - : ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ
يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ
يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ ) [حسن صحيح : سنن الترمذي : 2492 ]
لا أدري كيف أشكركم جميعا على متابعة الموضوع ..
ويعلم الله انه ما منعني من التواجد إلا انقطاع الإتصال المتكرر..
لكن يقيض الله في كل مكان من يرفع ذكره دائمـــا إذا صدقت النية ..
وكنتم أنتم .. لا عدمتكم .. بارك الله فيكم وجعل ذلك مثقلاً لموازينكم .. ورزقكم من حيث لا تحتسبون فوق ما تتمنون ..
رحمك الله يا أم خالد
جزاكم الله خير وجعلها الرحمن في مواضيع حسناتكم جميعا
سمى الله النار بالحطمة لأنها تهشم ما يقع فيها ووصفها الله بأنها نار شديدة الحرارة
وتشرف على قلوب الكفار فتحرقها وهي ملتهبة وإنها مغلقة على من يعذب فيها .
لي سؤال لماذا وصف الله النار بهذا الوصف ( إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة ) ؟
حادي الأرواح ج1/ص39
وهي مؤصدة في عمد ممددة قد جعلت العمد ممسكة للأبواب من خلفها كالحجر العظيم الذي يجعل خلف الباب
{مُّؤْصَدَةٌ} أي مطبقة من أصدت الباب / وأوصدته لغتان ، ولم يقل : مطبقة لأن المؤصدة هي الأبواب المغلقة ، والإطباق لا يفيد معنى الباب.
لآية تفيد المبالغة في العذاب
{مؤصدة} أي: مغلقة، مغلقة الأبواب لا يُرجى لهم فرج ـ والعياذ بالله ـ {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها}
[السجدة :20] يعني: يرفعون إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج ثم بعد ذلك يركسون فيها ويعادون فيها، كل هذا لشدة التعذيب؛ لأن الإنسان إذا طمع في الفرج وأنه سوف ينجو ويخلص يفرح، فإذا أعيد صارت انتكاسة جديدة، فهكذا يعذبون بضمائرهم وأبدانهم، وعذاب أهل النار مذكور مفصل في القرآن الكريم والسنة النبوية. تأمل الان لو أن إنسانًا كان في حجرة أو في سيارة اتقدت النيران فيها وليس له مهرب، الأبواب مغلقة ماذا يكون؟ في حسرة عظيمة لا يمكن أن يماثلها حسرة. فهم ـ والعياذ بالله ـ هكذا في النار، النار عليهم مؤصدة {في عمد ممددة} أي: أن هذه النار مؤصدة، وعليها أعمدة ممدة أي ممدودة على جميع النواحي والزوايا حتى لا يتمكن أحد من فتحها أو الخروج منها. حكى الله سبحانه وتعالى ذلك علينا وبينه لنا في هذه السورة لا لمجرد أن نتلوه بألسنتنا، أو نعرف معناه بأفهامنا، لكن المراد أن نحذر من هذه الأوصاف الذميمة: عيب الناس بالقول، وعيب الناس بالفعل، والحرص على المال حتى كأن الإنسان إنما خلق للمال ليخلد له، أو يخلد المال له، ونعلم أن من كانت هذه حاله فإن جزاءه هذه النار التي هي كما وصفها الله، الحطمة، تطلع على الأفئدة، مؤصدة، في عمد ممدة. نسأل الله تعالى أن يجيرنا منها، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والاستقامة على دينه.
ابن عثيمين
وننتظر بيانك أستاذنا ..
رحمك الله يا أم خالد
شكرا لك أختي الفاضلة ياقوتة متألقة على إيضاحك
لكن اريد أن أوضح الأمر بإيجاز:
( إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة)
قال مؤصدة بمعنى إنها مقفلة ومطبقة من جميع الجهات ليدل
على شدة حرارة هذه النار فهي مثل الفرن عندما يكون حاميا
ومقفلا من جميع الجهات .
أيضا كلمة ( عمد ممدة ) اي اعمدة طويلة من النار وهذا إشعار باليأس
من التخلص أو الخروج منها .
أي: أما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه، ورحمته بعباده، وأدلة توحيده، وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما فعله الله بأصحاب الفيل، الذين كادوا بيته الحرام وأرادوا إخرابه، فتجهزوا لأجل ذلك، واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه، وجاءوا بجمع لا قبل للعرب به، من الحبشة واليمن، فلما انتهوا إلى قرب مكة، ولم يكن بالعرب مدافعة، وخرج أهل مكة من مكة خوفًا على أنفسهم منهم، أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة، تحمل حجارة محماة من سجيل، فرمتهم بها، وتتبعت قاصيهم ودانيهم، فخمدوا وهمدوا، وصاروا كعصف مأكول، وكفى الله شرهم، ورد كيدهم في نحورهم، [وقصتهم معروفة مشهورة] وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصارت من جملة إرهاصات دعوته، ومقدمات رسالته، فلله الحمد والشكر.
تفسير السعدي ..
رحمك الله يا أم خالد