أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ{1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ{2}
1-ألهاكم:
لو أدرت لسان العرب لم تجد ما يقوم مقام"ألهاكم"..فلا الشغل ولا الاشتغال ولا الانهماك ولا اللعب ولا غيرها تفي بالمقصود..
"ألهاكم"..وحدها دلت على الإفراط والتفريط معا..فالمتلبس باللهو حاصل منه دائما شيئان:
-إضاعة الوقت والجهد في ما هو باطل أو قليل العائدة.
-الغفلة عن واجب أو أمر أكثر فائدة..
فيكون اللاهي مسؤولا عن أمرين:
الوقت المهدور والواجب المتروك..


قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}
{أَلْهَاكُمُ} أي شغلكم ولهاه تلهيه أي علله.
ومنه قول امريء القيس:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
أي شغلتها.
و {التَّكَاثُرُ} المكاثرة ولم يذكر هنا في أي شيء كانت المكاثرة التي ألهتهم.
قال ابن القيم:
ترك ذكره إما لأن المذموم هو نفس التكاثر بالشيء لا المتكاثر به وإما إرادة الإطلاق ا ه.
ويعني رحمه الله بالأول ذم الهلع والنهم.
وبالثاني ليعم كل ما هو صالح للتكاثر به مال وولد وجاه وبناء وغراس.


ماهو حــــالنا في المكاثرة اليوم ...؟