هضم السكريات وامتصاصها

* وحينما يُقال بالجملة “كربوهيدرات” فإن المقصود هو المركبات الكيميائية المحتوية

على الكربون والهيدروجين والأوكسجين.

ومن بين أنواع الكربوهيدرات، هناك سكريات أحادية بسيطة التركيب

مثل سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز. أي سكريات مكونة من مركب سكري واحد.

وهناك سكريات ثنائية، مكونة من اتحاد وترابط مركبين سكريين أحاديين.

مثل سكريات السكروز، كالذي في سكر قصب السكر، والمالتوز.

وهناك سكريات عديدة، أي سلسلة أو سلاسل مكونة من اتحاد عدد كبير من السكريات الأحادية.

مثل النشويات الموجودة في البطاطا ولب القمح والذرة وغيرهما من الحبوب.

وهناك السكريات المعقدة، والتي تظهر على هيئة ألياف نباتية، بنوعيها الذي لديه القدرة

على الذوبان في الماء لتشكيل سائل غروي، والنوع غير القابل للذوبان في الماء

والذي هو مثلاً في نخالة القمح وغيره من القشور الصلبة للمنتجات النباتية.

وأحدنا حينما يتناول الكربوهيدرات، فإن الجهاز الهضمي يعمل على تفتيت تلك الكربوهيدرات

إن أمكنه ذلك، وصولاً إلى توفيرها على هيئة سكريات أحادية. وهنا فقط تستطيع الأمعاء

امتصاص تلك الهيئة البسيطة الأحادية من السكريات.

وما يلزم لإتمام عملية التفتيت والهضم، ثلاثة أمور.

الأول، هو الوقت اللازم للوصول إلى الأمعاء. والثاني، توفر الأنزيمات الهاضمة للسكريات

أي التي تفرزها الغدد اللعابية والبنكرياس وخلايا الأمعاء.

والثالث، توفر أسطح سليمة في بطانة الأمعاء قادرة على إتمام عملية الامتصاص.

ولذا نلحظ أن الوقت يختلف، أي يطول بدرجات متفاوتة

لهضم السكريات الثنائية عن هضم السكريات العديدة.

وهناك سكريات لا تحتاج إلى هضم بل يتم امتصاصها بسرعة متى ما وصلت إلى أسطح

الامتصاص في الأمعاء، مثل السكريات الأحادية.

وهناك سكريات لا يملك الجهاز الهضمي في جسم الإنسان القدرة على تفتيتها وهضمها البتة

مثل الألياف النباتية.
كما أن الوقت يختلف، بحسب سرعة إفراغ المعدة لما فيها من أطعمة، ودفعها إلى الأمعاء.

ولذا لو تأخر إفراغ المعدة بفعل عوامل عدة، فإن امتصاص الأمعاء، حتى للسكريات الأحادية

سيتأخر. ومن أهم العوامل المُعيقة لسرعة إفراغ المعدة

وجود الدهون في المعدة وامتلاء المعدة بالطعام الكثير.

وعليه، فإن حاجة الجسم إلى السكريات، والوقت الذي نحتاج فيه إلى تواصل واستمرارية

إمداد الجسم بالسكريات، هما ما يُحدد نوعية الغذاء السكري الذي علينا تناوله.

ولذا، فإن وقت إفطار الصائم، بعد الصيام لساعات، يتطلب تناول سكريات سهلة الامتصاص

كما يتطلب تهيئة الظروف لذلك. بينما في وقت السحور

الذي يُحاول المرء فيه تناول أطعمة سكرية تتطلب هضماً بطيئاً

كي يُمكن إمداد الجسم طوال ساعات الصوم بالسكريات، يتطلب تناول السكريات العديدة أو الثنائية.