قدمت قناة الاخبارية أدلة دامغة وتقارير طبية وآراء مختصين تفند إدعاءات العاملة المنزلية السيرلانكية التي أدعت بعد سفرها لبلادها تعرضها للتعذيب على يد كفيلها قائلة إن في جسمها 24 مسمارا جراء ذلك.واستضاف الزميل عبدالرحمن الحسين في حلقة من برنامجه نوافذ سعد البداح رئيس لجنة الاستقدام الذي قدم 3 تقارير طبية تؤكد عدم صحة الإدعاءات. واستطلع البرنامج استشاري في طب التخدير أكد استحالة تحمل جسم الإنسان للمسامير بالشكل الذي روج له، مبينا أن الجسم يقاوم هذه الأجسام فورا ويتعرض لالتهابات وتسمم بالدم بل حتى الموت وهو مالم يحدث.وقال مسؤول في أمن المطارات إن أجهزة التفتيش لايمكن أن تمرر مثل هذه الحالة.
وكانت الخادمة البالغة من العمر 49 سنة، قد ادعت وأبلغت العاملين بمستشفى كامبروبيتيا بسيريلانكا إن مخدومها أنزل بها هذه الإصابات كنوع من العقاب.
وأظهرت الاشعة السينية ان هناك 24 مسمارا وإبرة مغروسة في جسدها. وقال الاطباء إن ما بقى داخل جسمها لا يشكل خطرا مباشرا على حياتها.
وقال مسؤول في المستشفى إن طول الإبر يبلغ 5 سنتيمترات.
ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن الطبيب الذي أجرى العملية أن "العملية الجراحية ناجحة وانها تتعافى الآن".
وقد خضعت السيدة أرياواتي، وهي أم لثلاثة أطفال، لجراحة استغرقت ثلاث ساعات.
التقرير الرسمي
وجاء في التقرير الرسمي الذي قالت السفارة السريلانكية في الرياض إنها قدمته إلى السلطات السعودية أن الخادمة لاهادا توراجي داناريس ارياواتي البالغة من العمر ٤٩ عاما "أم لثلاثة أبناء" كانت قد قدمت إلى السعودية في مارس الماضي وعملت فيها لخمسة أشهر قبل أن تسافر عائدة إلى بلادها في الجمعة ٢٠ أغسطس الجاري، ولم تذهب فورا إلى المستشفى حتى بعد وصولها إلى منزلها الذي يبعد مئة كيلو متر جنوب العاصمة كولومبو بل انتظرت حتى الاثنين قبل توجهها إلى مستشفى كامبوروبيتيا (جنوب سريلانكا) حيث تم اكتشاف ٢٤ مسمار وإبرة في جسدها منتشرة في يديها وساقيها وجبينها نجح الأطباء في استخراج ١٣ مسمارا تتفاوت مقاساتها ما بين ٢٫٥ و ٥ سنتيمترات وخمس إبر يبلغ طول كل منها ٢٫٥ سنتيمتر في عملية استمرت لعدة ساعات فيما عجز الأطباء عن استخراج ٦ إبر في معصمها بسبب الخطر الكامن من عملية الاستخراج على الشرايين والأعصاب والتي قد تتسبب في أضرار. وسجلت ارياواتي ادعاءها على الكفيل لدى عناصر الشرطة السريلانكية التي وصلت إلى المستشفى والتي قالت فيها إن كفيلها وزوجته كانا يعاملانها بقسوة بالغة ويمنعونها من النوم وإنهما عذباها وأدخلا المسامير في جسدها بعد إحمائها على النار باستخدام قضيب معدني.
الرأي الطبي
وفي ذات السياق اعتبر عدد من الأطباء أن رواية الخادمة السريلانكية ارياواتي حول تعذيب كفيلها لها بغرس ٢٤ مسمارا في جسدها غير متوافقة مع الوضع الطبيعي للإنسان، وأوضح الأطباء أنه من المستحيل على الإنسان الطبيعي البقاء لمدة ٤٨ ساعة وفي جسده عدد كبير من الأجسام الغريبة التي بالتأكيد ستحمل جراثيم وميكروبات دون أن ترتفع درجة حرارته ويعاني من آلام بسبب تكون الالتهابات والصديد داخل الجسد في المناطق التي تتواجد بها الأجسام الدخيلة. وقالت الدكتورة زينب حمو استشارية طوارئ وباطنية في مستشفى الثغر بجدة إن جسم الإنسان قد لا يتفاعل مع إبرة واحدة لكن كمية كبيرة من المسامير والإبر لا يمكن في حالات الإنسان الطبيعي أن تبقى دون أن تتفاعل معها الكريات البيضاء وتحاول التصدي لها وطردها مما يسبب حمى وارتفاعا كبيرا في درجة حرارة الجسم وخمول وظهور أعراض لا يمكن إغفالها. وأوضحت الدكتورة حمو في حديثها إلى "الوطن" أنه في حالة الخادمة فإن المعلومات غير متوافقة مع الوضع الطبيعي للإنسان فلا يمكنها حتى لو تعرضت للتعذيب قبل يوم واحد من رحلة سفرها إلى بلادها أن تغادر دون أن تلفت نظر جميع من في المطار نظرا لحالتها الصحية التي يفترض أن تكون سيئة جدا، إضافة إلى الآلام المبرحة التي لا يمكن أن تحصل دون أن تنبه مسؤولي الأمن في المطار إلى وجود خطب ما في هذه المسافرة، وكيف أنها لم تشتك من هذه الآلام فور وصولها إلى المطار وكيف صبرت حتى وصولها إلى منزلها الذي يبعد أكثر من ١٠٠ كيلومترعن العاصمة كولومبو، ولماذا لم تشتك في الأيام الأولى من وصولها وانتظرت ثلاثة أيام حتى راجعت المستشفى المحلي هناك.
الحادث في وكالات الأنباء
نقلت وكالة الأنباء الألمانية في ٢٧ أغسطس عن متحدث باسم أحد المستشفيات في سريلانكا أن فريقا من الجراحين في كولومبو انتزع ١٨ مسمارا من جسد امرأة سريلانكية يزعم أنها تعرضت للتعذيب في السعودية من قبل صاحب المنزل الذي كانت تعمل لديه.
• في اليوم نفسه نقلت نفس الوكالة عن الخادمة إل.تي أرياواتي زعمها أن صاحب المنزل غرس ٢٤ مسمارا ساخنا في يديها وساقيها وأجزاء أخرى من جسدها.
• نشرت وكالة الصحافة الفرنسية ٢٦ أغسطس أن سريلانكية كانت تعمل خادمة في أحد المنازل في السعودية تعاني من ٢٤ مسمارا معدنيا غرست في أنحاء متفرقة من جسمها، أخضعت لعملية جراحية.
• نقلت وكالة رويترز في نفس اليوم عن مسؤولين سيرلانكيين قولهم إن زوجين سعوديين عذبا خادمتهما السريلانكية بعد أن شكت من كثرة أعباء العمل بأن دقا ٢٤ مسمارا في يديها وساقيها وجبينها
.. مليون خادمة يُستقدمن بـ 28 بليوناً ورواتبهن 6 بلايين
قال نائب رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام المنبثقة عن مجلس الغرف السعودية محمد المحمدي ووفقا لـ«الحياة» إن إحصاءات اقتصادية تقدّر حجم إنفاق السعوديين على العمالة المنزلية، خصوصاً الخادمات، بنحو 28 بليون ريال سنوياً، فيما يقدر عدد العاملات المنزليات في المملكة بنحو مليون نسمة.
وذكرت مصادر في مكاتب الاستقدام لـ«الحياة» أن السعوديين يدفعون 6 بلايين ريال سنوياً رواتب لعمالتهم المنزلية، فيما يتكبّدون خسائر بنحو 38 مليون ريال سنوياً بسبب هروب 7 آلاف عاملة منزلية من منازل كفلائهن.
وأوضح المحمدي أن سياسة الاستقدام الجديدة من إندونيسيا وسريلانكا تحتاج إلى تعاون الجهات المختصة ومكاتب الاستقدام. وذكر أن التطبيق يحقق نجاحاً منذ بدئه بعد الاتفاق على أن تكون أسعار الاستقدام من إندونيسيا 1800 ريال للخادمة ومن سريلانكا 3 آلاف ريال للمسلمة و2000 ريال لغير المسلمة.