بالأمسِ ..انسقتُ أتفقّد قريتنا ,
أتفرّسُ أيّ شعلةٍ بزواياها ,
أتفحّصُ باحِثاً عن مساءاتنا السّامِرة ,
أيامنا الجميلة ..
ليالينا الكرنفاليّة ..
استرجعتُ بذاكرتي ومخيّلتي ,
أرواحُنا الطّاهرة ..
براءاتنا العفويّة ..

فما استفقتُ إلاّ على صوتٍ رخيمٍ لشيخٍ كانَ نائماً بجوارِ المسجد :
هل بكَ حاجةٌ أو بكَ لمم ؟

هذا الصوتُ والأستفهامُ آلمني بقدرِ ما آنسني .!
قبلَ عقدٍ من الزمنِ .. كانتْ قريتنا تعجّ بالصّخب اللذيذ ,
عنفوانها لا يُقارعُ بأيّ هناء .
منازلها لا يكاد يتواجدُ بها أيّ رجل , جميعهم يملأ أزقّة القرية .
كنّا نتساءلُ عن أيّ غائبٍ في أيّ ليلة ؛ فالأجواء كانت لا تحتملُ التغيّب .

والآنَ .. أجدُ هذا الشيخَ يستفهمُ عن تواجدي هُنا .!!
.
.