56ـ لبابة بنت الحارث
لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت التي قبلها وهي لبابة الصغرى وأنها تلقب العصماء وأمها فاختة بنت عامر الثقفية وهي والدة خالد بن الوليد الصحابي المشهور قال أبو عمر في إسلامها وصحبتها نظر وأقره بن الأثير وهو عجيب وكأنه استبعده من جهة تقدم وفاة زوجها الوليد أخبرني ان تكون ماتت معه أبو بعده بقليل وليس ذلك بلازم فقد ثبت أنها عاشت بعد وفاة ولدها خالد ولها في ذلك قصة فذكر أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح عن محمد بن إسحاق قال لما مات خالد بن الوليد خرج عمر في جنازته فإذا أمه تندبه وتقول :
أنت خير من ألف ألف من القوم
إذا ما كنت في وجوه الرجال
قال فقال : عمر صدقت وإن كان لكذلك وقال سيف بن عمر في الردة والفتوح بسند له ذكر فيه قصة عزل خالد وإقامته بالمدينة قال فلما رأى عمر أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحج فخرج معه خالد بن الوليد فاستسقى خارجا من المدينة فقال احذروني إلى مهاجري فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل فلقى عمر لاق وهو راجع من الحج فقال له ما الخبر فقال خالد لما به فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع فلما جهز بكته البواكي قيل له ألا تنهاهن فقال وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه وتقول أنت خير من ألف ألف البيت المتقدم وبعده :
أشجاع فأنت أشجع من ليث
صهر بن جهم أبي أشبال
أجواد فأنت أجود من سيل
أتى يستقل بين الجبال
فقال عمر : من هذه ؟ فقيل أمه فقال أمه والإله ثلاثا وهل قامت النساء عن مثل خالد وهذا وإن كان من رواية أبي حذيفة وهو ضعيف وكذلك سيف لكن قد ذكر بن سعد وهو ثقة عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمه فقال عمر يا أم خالد أخالدا أو أجره ترزئين عزمت عليك إلا تثبت حتى تسود يداك من الخضاب وهذا مسند صحيح وعلق البخاري قول عمر في النقع واللقلقة في البكاء على خالد لكن لم يسم أمه ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم هذا بعيد عادة بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها 0
57ـ لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية
لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ولها ذكر كذا ذكرها بن منده مختصرا وساق أبو نعيم قصتها من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن سعيد بن جبير مولى أبي لبابة ويعقوب بن زيد عن لبابة قالت كنت أنا صاحبته فكان يقول شدى وثاق عدو الله الذي خان الله ورسوله ومر به أخوه فقال يا أخي هلم إلي فقال لا والله لا أكلمك حتى يرضى الله عنك ورسوله فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو في المسجد وأخبره بخبره فقال لو جاءني لكان فيه أمر فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم الآية والآية الأخرى وآخرون مرجون لأمر الله 0
58ـ لهية
لهية بمثناة تحتانية مثقلة جارية عمر بن الخطاب وأم ولده وكانت تخدم ابنته حفصة وقال بن ماكولا هي أم عبد الرحمن بن عمر الذي يكنى أبا شحمة وقيل أنها نهية بالنون بدل اللام وذكرها المستغفري وقال لها صحبة وأورد من طريق إبراهيم بن موسى بن تيم قال حدثني عمي زكريا بن يحيى قال حدثني بن أخي بن شهاب عن عمه قال حدثني رجال من هل العلم أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت لهية أم ولد عمر في يومها الذي يدور إليها فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت إنه خرج من عندي فاحتبس عني فانظري عند أي نسائه فانطلقت لهية فوجدته عند صفية فرجعت إلى حفصة فأخبرتها فطفقت حفصة تقول خلا بيهودية ثم أمرت لهية أن ترجع إلى صفية حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها فتخبرها بالذي قالت حفصة فقالت صفية والله أني لابنة هارون وإن عمي لموسى وإن زوجي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعرف لأحد أن يكون أفضل مني فدخل وصفية تبكي فقال لها في ذلك فأخبرته بالذي بلغتها لهية عن حفصة وبالذي قالت لها فصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأت حفصة ذلك قالت والله لا أوذي صفية أبدا 0
59ـ ليلى بنت أبي خثمة
ليلى بنت أبي خثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن بن عويج بن كعب بن لؤي القرشية العدوية أخت سليمان وكانت زوج عامر بن ربيعة العنبري فولدت له عبد الله وقال بن سعد أسلمت قديما وبايعت وكانت من المهاجرات الأول هاجرت الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة يقال أنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة ويقال أم سلمة وذكر بن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه عن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري فقال إلى أين أم عبد الله فقلت آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله قال صحبكم الله ثم ذهب فجاءني زوجي عامر بن ربيعة فقال لما أخبرته خبرهم ترجين أن يسلم فذكر القصة وروى الليث بن سعد عن محمد بن عجلان أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر حدثه عن عبد الله بن عامر قال دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت هاك تعال أعطيك شيئا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا أردت أن تعطيه فقالت أعطيه تمرا فقال أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة رواه السراج عن قتيبة عنه وتابع الليث حيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وحاتم بن إسماعيل وعن يحيى بن أيوب مولى زياد وهو عند بن منده من طريقه 0

60ـ ليلى بنت الخطيم
ليلى بنت الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصارية الأوسية ثم الظفرية استدركها أبو علي الجياني على الاستيعاب وقال ذكرها بن أبي خيثمة وقال أقبلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنا ليلى بنت الخطيم جئتك أعرض نفسي عليك فتزوجني قال قد فعلت ورجعت إلى قومها فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غيري وهو صاحب نساء ارجعي فاستقيليه فرجعت فقالت أقلني فقال قد فعلت قلت ذكر ذلك بن سعد عن بن عباس بسند فيه الكلبي فذكروا أتم منه وأوله أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مول ظهره الشمس فضربت على منكبه فقال من هذا أكله الأسد وكان كثيرا ما يقولها وفي آخره فقال قد أقلتك قال وتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر فولدت له فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب فأكل بعضها فأدركت فماتت ثم أسند عن الواقدي عن محمد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة قال كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقبلها وكانت تركب بعولتها ركوبا منكرا وكانت سيئة الخلق فذكر نحو القصة دون ما في آخرها وقال في روايته فقالت إنك نبي الله وقد أحل الله لك النساء وأنا امرأة طويلة اللسان لا صبر لي على الضرائر واستقالته ومن طريق بن أبي عون أن ليلى وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ووهبن نساء أنفسهن فلم يسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا قال وأمها مشرفة الدار بنت هيشة بن الحارث وأخرج بن سعد عن الواقدي حسبته عن عاصم بن عمر بن قتادة قال أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت أبي رافع بن عبيد ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وسهيمة بنات أبي سفيان الليثي يقال له أبو البنات الحديث وذكر بن سعد أيضا أن مسعود بن أوس تزوجها في الجاهلية فولدت له عمرة وعميرة وكان يقال لها أكلة الأسد وكانت أول امرأة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنتاها وابنتان لابنتها ووهبت نفسها له ثم استقاله بنو ظفر فأقالها0