69ـ معاذة
معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول رقيقة مسيكة جارية عبد الله بن أبي ثبت ذكر مسيكة في صحيح مسلم وغيره من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة فأكرهها على البغاء فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت له فأنزل الله تعالى ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء إن أردن تحصنا الآية ووقع لنا بعلو في المعرفة من طريق أبي معاوية عن الأعمش ولفظه أما أميمة ومسيكة جاريتا عبد الله بن أبي جاءتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكتا عبد الله بن أبي فنزلت فيهما ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء وثبت ذكر معاذة في مرسل الشعبي قال التي اختلعت من زوجها وتزوجها خولة أمها معاذة التي نزلت فيها ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا أخرجه عمر بن شبة بسند صحيح إلى الشعبي وأخرج أبو موسى من طريق آدم بن أبي إياس عن الليث عن عقيل عن بن شهاب حدثني محمد بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول وذلك أنه كان عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه فيأخذ في ذلك فداء وهو العرض الذي قال الله تعالى لتبتغوا عرض الحياة الدنيا وكانت الجارية تأبى عليه وكانت مسلمة فأنزل الله فيها الآية فنهاهم عن ذلك فيها وذكره أبو عمر من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال كانت معاذة مولاة عبد الله بن أبي امرأة مسلمة فاضلة وكانت تأبى عليه ما يدعوها إليه انتهى وعند أبي عمر أنهما واحدة واختلف في اسمها فقال قال الزهري معاذة وقال الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مسيكة قال والصحيح ما قاله بن شهاب إن شاء الله قال وقد روى أبو صالح عن بن عباس القصة وسمي الجارية مسيكة فوافق الأعمش قلت لا ترجيح مع إمكان الجمع وقد دل أثر الشعبي على التعدد وظاهر الآية من قوله تعالى فتياتكم يشعر بأنها أزيد من واحدة ثم قال بن إسحاق متصلا بأثر الزهري وبلغني ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة النساء فتزوجها سهل بن قزظة أخو بني عمرو بن الحارث فولدت له عبد الله بن سهل وأم سعيد بنت سهل ثم هلك عنها أو فارقها فتزوجها الحمير بن عدي القاري أخو بني حنظلة فولدت له توأما الحارث وعديا وأم سعد ثم فارقها فتزوجها عامر بن عدي من بني خطمة فولدت له أم حبيب بنت عامر وهي معاذة بنت عبد الله بن جرير الضرير بضاد معجمة مصغرا بن أمية بن خدارة بن الحارث بن الخزرج تنبيه ظن بن الأثير أن القائل وبلغني هو الزهري ثم قال قول الزهري في نسبها ما ذكر يدل على أن الأنصار كان يسبي بعضهم بضعا في الجاهلية فكانت معاذة وهي من الخزرج أمة لعبد الله بن أبي قلت وفيما قاله نظر لأنه لم يتعين ذلك في السبي مع احتمال أن يكون والد معاذة تزوج أمة رقيقة لعبد الله أو بغي بها فجاءت بمعاذة فكانت رقيقة لعبد الله وقد دل الأثر على أن عبد الله إذ أمر معاذة أن تمكن الأسير من نفسها أنه أراد أن تحمل من الأسير فيصير الولد رقيقا فيفديه أبوه ولا يلزم من ذلك ما ذكر من أنهم كان يسبي بعضهم بعضا 0
70ـ مليكة بنت عمرو
مليكة بنت عمروالأنصارية من بني زيد اللات بن سعد ذكرها أبو عمر فقال حديثها عند زهير بن معاوية عن امرأة من أهله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في البقرة ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء قلت أخرجه أبو داود في المراسيل ووصله بن منده ووقع لنا عنه بعلو وأخرج في ترجمتها أيضا ما أخرجه بن أبي عاصم في الوحدان من طريق بن وهب قال كتب إلي حمزة بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حلحل عن محمد بن عمر أن مليكة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم فقد أظلت الساعة وهو بعلو عند بن منده أيضا ولم ينسب مليكة في هذا الخبر الثاني فيحتمل أن تكون أخرى 0
71ـ مليكة بنت كعب
مليكة بنت كعب الكنانية ذكر الواقدي عن أبي معشر أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بها وكانت تذكر بجمال بارع فدخلت عليها عائشة فقالت لها أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك وكان أبوها قتل يوم فتح مكة قتله خالد بن الوليد قال فاستعاذت من النبي صلى الله عليه وسلم فطلقها فجاء قومها يسألونه أن يراجعها واعتذروا عنها بالصغر وضعف الرأي وأنها خدعت فأبى فاستأذنوه أن يزوجها قريبا لها من بني عذرة فأذن لهم ومن طريق عطاء بن يزيد الجندعي تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مليكة بنت كعب في شهر رمضان ودخل عليها وماتت عنده قال الواقدي أصحابنا ينكرون هذا وأنه لم يتزوج كنانية قط 0
72ـ مليكة الأنصارية
مليكة الأنصارية جرى ذكرها في الصحيحين من رواية مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام صنعته الحديث وفيه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم قال أنس فقمت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا واختلف في الضمير في قوله جدته فقيل لأنس وقيل لإسحاق وجزم أبو عمر بالثاني وقواه بن الأثير فإن أنسا لم يكن في خالاته من قبل أبيه ولا أمه من تسمى مليكة قلت والنفي الذي ذكره مردود فقد ذكر العدوي في نسب الأنصار أن اسم والدة أم سليم مليكة ولفظه سليم بن ملحان وإخوته زيد وحرام وعباد وأم سليم وأم حرام بنو ملحان وأمهم مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وظهر بذلك أن الضمير في قوله جدته لأنس وهي جدته أم أمه وبطل قول من جعل الضمير لإسحاق وبنى عليه أن اسم أم سليم مليكة والله الموفق 0
73ـ ميمونة بنت الحارث
ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت أم الفضل لبابة تقدم نسبها مع أختها في حرف اللام وميمونة في أم المؤمنين كان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي رهم بن عبد العزي بن عبد ود بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري وقيل عند سخبرة بن أبي رهم المذكور وقيل عند حويطب بن عبد العزي وقيل عند فروة أخيه وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمر عمرة القضية فيقال أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه ويقال إن العباس وصفها له وقال قد تأيمت من أبي رهم فتزوجها وقال بن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه ثم تزوج بعد صفية ميمونة وكانت عند أبي رهم قال يونس بن بكير وحدثني جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم قال تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال وبني بها في قبة لها وماتت بعد ذلك فيها انتهى وهذا مرسل عن ميمونة بنت خالد بن يزيد بن الأصم وقد خالفه بن خالتها الأخرى عبد الله بن عباس فجزم بأنه تزوجها وهو محرم وهو في صحيح البخاري وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء ومنهم من جمع بأنه عقد عليها وهو محرم وبني بها بعد أن أحل من عمرته بالتنعيم وهو حلال في الحل وذلك بين من سياق القصة عند بن إسحاق وقيل عقد له عليها قبل أن يحرم وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم فاشتبه الأمر وقد ذكر الزهري وقتادة أنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فيها الآية وقيل الواهبة غيرها وقيل إنهن تعددن وهو الأقرب قال بن سعد كانت آخر امرأة تزوجها يعني ممن دخل بها وذكر بسند له أنه تزوجها في شوال سنة سبع فإن ثبت صح أنه تزوجها وهو حلال لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها وذكر بسند له فيه الواقدي إلى علي بن عبد الله بن عباس قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة للعمرة بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس ليزوجه ميمونة فاضلا بعيرهما فأقاما أياما ببطن رابغ إلى أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدا بعيريهما فسارا معه حتى قدما مكة فأرسل إلى العباس يذكر ذلك له فجعلت أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء إلى منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه ومن طريق سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع وآخر يزوجانه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة وأخرج بن سعد أيضا من طريق عبد الكريم عن ميمون بن مهران قال دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة فسألتها أتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم فقالت لا والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان وقال بن سعد حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام بن سعد عن عطاء الخراساني قلت لابن المسيب إن عكرمة يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم فقال سأحدثك قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم فلما حل تزوجها وقال بن سعد حدثنا محمد بن عمر وأنبأنا بن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة أن ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعن محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها فقالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مهر خمسمائة درهم وولي نكاحه إياها العباس وأخرج بن سعد بسند صحيح إلى بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل وأسماء وقال بن سعد أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد بن الأصم قال تلقيت عائشة من مكة أنا وابن طلحة من أختها وقد كنا وقعنا على حائظ من حيطان المدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك فأقبلت على بن أختها تلومه ثم أقبلت علي فوعظتني موعظة بليغة ثم قالت أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت من بيوت نبيه ذهبت والله ميمونة ورمى بحبلك على غاربك أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم وهذا سند صحيح وقال أيضا حدثنا أبو نعيم حدثنا جعفر بن برقان أخبرني ميمون بن مهران سألت صفية بنت شيبة فقالت تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بسرف وبنى بها في قبة لها وماتت بسرف ودفنت في موضع قبتنا وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين ونقل بن سعد عن الواقدي أنها ماتت سنة إحدى وستين قال وهي آخر من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله وستين وهما من بعض الرواة ولكن دل أثر عائشة الذي حكاه عنها يزيد بن الأصم أن عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف والأثر المذكور صحيح فهو أولى من قول الواقدي وقد جزم يعقوب بن سفيان بأنها ماتت سنة تسع وأربعين وقال غيره ماتت سنة ثلاث وستين وقيل سنة ست وستين وكلاهما غير ثابت والأول أثبت 0


رد مع اقتباس