115ـ أم رومان
أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذنيه بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة امرأة أبي بكر الصديق ووالدة عبد الرحمن وعائشة قال أبو عمر هكذا نسبها مصعب وخالفه غيره والخلاف في نسبها من عامر إلى كنانة لكن اتفقوا على أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة وقال بن إسحاق أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان أحد بني فراس بن غنم قلت وثبت في صحيح البخاري أن أبا بكر قال لها في قصة الجفنة التي حلف عليها أنه لا يأكل منها من أضيافه يا أخت بني فراس واختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد قال الواقدي كانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الأزدي وكان قد قدم مكة فحالف أبا بكر قبل الإسلام وتوفي عن أم رومان بعد أن ولدت له الطفيل ثم خالف عليها أبو بكر وقال بن سعد كانت امرأة الحارث بن سخبرة بن جرثومة وساق نسبه إلى الأزد فولدت له الطفيل وقدم من السراة ومعه امرأته وولده فحالف أبا بكر ومات بمكة فتزوجها أبو بكر وقديما أسلمت هي وبايعت وهاجرت وأخرج الزبير عن محمد بن الحسن بن زبالة بسند له عن عائشة قالت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته فلما استقر بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع وبعث أبو بكر عبد الله بن أريقط وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل أم رومان وأسماء فصادفوا طلحة يريد الهجرة فخرجوا جميعا فذكر الحديث بطوله في تزويج عائشة وقال بن سعد توفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة سنة ست ثم أخرج عن عفان وزيد بن هارون كلاهما عن حماد عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد قال لما دليت أم رومان في قبرها قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان وقال أبو عمر توفيت أم رومان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة ست من الهجرة فنزل النبي صلى الله عليه وسلم قبرها واستغفر لها وقال اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك قال أبو عمر كانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجة سنة أربع أو خمس عام الخندق وقال بن الأثير سنة ست وكذلك قال الواقدي في ذي الحجة سنة ست وتعقب بن الأثير من زعم أنها ماتت سنة أربع أو خمس لأنه قد صح أنها كانت في الإفك حية وكان الإفك في شعبان سنة ست قلت لم يتفقوا على تاريخ الإفك فلا معني للتوهم بذلك والخبر الذي ذكر بن سعد وأخرجه البخاري في تاريخه عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة وابن منده وأبو نعيم كلهم من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن القاسم بن محمد قال لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه ومنهم من زاد فيه عن القاسم عن أم سلمة وقال البخاري بعد تخريجه فيه نظر وحديث مسروق أسند يعني الذي أخرجه هو من طريق حصين بن مسروق عن أم رومان قال أبو نعيم الأصبهاني قيل أنها ماتت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وهم وقال في موضع آخر بقيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا وقال إبراهيم الحربي سمع مسروق عن أم رومان وله خمس عشرة سنة قلت ومقتضاه أن يكون سمع منها في خلافة عمر لأن مولده سنة إحدى من الهجرة ورد ذلك الخطيب في المراسيل فقال بعد أن ذكر الحديث الذي أخرجه البخاري فوقع فيه عن مسروق حدثتني أم رومان فذكر طرفا من قصة الإفك هذا حديث غريب لا نعلم أحدا رواه غير حصين ومسروق لم يدرك أم رومان يعني أنه إنما قدم من اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فوهم حصين في قوله حدثتني إلى أن يكون بعض النقلة كتب سألت بألف فصارت سألت وتحرفت الكلمة فذكرها بعض الرواة بالمعني فعبر عنها بلفظ حدثني على أن بعض الرواة رواه عن حصين بالعنعنة قال الخطيب وأخرج البخاري في التاريخ لما وقع فيه عن مسروق سألت أم رومان ولم يظهر له علته قلت بل عرف البخاري العلة المذكورة وردها كما تقدم ورجح الرواية التي فيها أنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها مرسلة وراويها علي بن زيد وهو بن جدعان ضعيف قلت وأما دعوى من قال أنها ماتت سنة أربع أو خمس أو ست فيردها ما أخرجه الزبير بن بكار عن إبراهيم بن حمزة الزبيري عن بن عيينة عن علي بن زيد أن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش بل الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال محمد بن سعد إن إسلامه كان في صلح الحديبية وكان أول الصلح في ذي القعدة سنة ست بلا خلاف والفتح كان في رمضان سنة ثمان وقد ثبت في الصحيحين عن أبي عثمان النهدي عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء فذكر الحديث في قصة أضياف أبي بكر قال عبد الرحمن وإنما هو أنا وأمي وامرأتي وخادم بيتنا وفي بعض طرقه عند البخاري في كتاب الأدب فلما جاء أبو بكر قالت له أمي احتبست عن أضيافك وأم عبد الرحمن هي أم رومان بلا خلاف وإسلام عبد الرحمن كان بين الحديبية والفتح كما نبهت عليه آنفا وهذه القصة كانت بعد إسلامه قطعا فلا يصح أن تكون ماتت في آخر سنة ست إلا إن كان عبد الرحمن أسلم قبل ذلك وأقرب ما قيل في وفاتها من الوفاة النبوية أنها كانت في ذي الحجة سنة ست والحديبية كانت في ذي القعدة سنة ست وقدوم عبد الرحمن بعد ذي الحجة سنة ست فإن ادعى أن الرجوع من الحديبية وقصة الجفنة المذكورة وقدوم عبد الرحمن بن أبي بكر ووفاة أم رومان كان الجميع في ذي الحجة سنة ست كان ذلك في غاية البعد ووقفت على قصة أخرى تدل على تأخر وفاة أم رومان عن سنة ست بل عن سنة سبع بل عن سنة ثمان ففي مسند الإمام أحمد من طريق أبي سلمة عن عائشة قالت لما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة فقال يا عائشة أني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان قالت يا رسول وما هو قال قال الله عز وجل يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها الآية إلى أجرا عظيما قالت قلت فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبا بكر ولا أم رومان فضحك وسنده جيد وأصل القصة في الصحيحين من طريق أخرى عن أم سلمة والتخيير كان في سنة تسع والحديث مصرح بأن أم رومان كانت موجودة حينئذ وقد أمعنت في هذا الموضوع في مقدمة فتح السابري في الفصل المشتمل على الرد على من ادعى في بعض ما في الصحيح علة 371 قادحة ولله الحمد فلقد تلقى هذا التعليل لحديث أم رومان بالانقطاع جماعة عن الخطيب من العلماء وقلدوه في ذلك وعدرهم واضح ولكن فتح الله ببيان صحة ما في الصحيح وبيان خطأ من قال أنها ماتت سنة ست وقيل غير ذلك وأول من فتح هذا الباب صاحب الصحيح كما ذكره أولا فإنه رجح رواية مسروق على رواية علي بن زيد وهو كما قال لأن مسروقا متفق على ثقته وعلي بن زيد متفق على سوء حفظه ثم وجدت للخطيب سلفا فذكر أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة في ترجمة أم رومان أنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال وروى حصين عن أبي وائل عن مسروق قال سألت أم رومان قال بن السكن هذا خطأ ثم ساق بسنده إلى حصين عن أبي وائل عن مسروق أن أم رومان حدثتهم فذكر قصة الإفك التي أوردها البخاري ثم قال تفرد به حصين ويقال إن مسروقا لم يسمع من أم رومان لأنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق 0