120ـ أم سعد
أم سعد بنت زيد بن ثابت الأنصارية قال أبو عمر لها أحاديث منها الأمر بدم الحجامة من رواية محمد بن زادان عنها وقيل لم يسمع منها قلت وصله بن ماجة والحسن بن سفيان وأبو يعلى وابن منده وغيرهم وأخرج بن منده نسخة تشتمل على عدة أحاديث قال أخبرنا علي بن محمد بن نصر حدثنا محمد بن أيوب حدثنا عتبان بن مالك حدثني عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زادان عن أم سعد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم وبه دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة وهو يتأوه يشتكي بطنه ويقول وا بطناه وبه قلت يا رسول الله هل من شيء لا يحل بيعه قال لا يحل بيع الماء وبه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر لا تفارقه مرآة ولا مكحلة يكونان معه وبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء مد والغسل صاع وسيأتي أقوام من بعدي يستقلون ذلك أولئك خلاف أهل سنتي والآخذ بسنتي معي في حظيرة القدس وهي سيرة أهل الجنة وعنبسة بن عبد الرحمن من المتروكين 0
121ـ أم سعد بنت سعد
أم سعد بنت سعد بن الربيع الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة والدها أخرج حديثها أبو داود عن أبي نعيم من طريق بن إسحاق عن داود بن الحصين قال كنت أقرأ على أم سعد بنت سعد بن الربيع مع بن ابنها موسى بن سعد وكانت يتيمة في حجر أبي بكر الصديق فقرأت عليها والذين عقدت أيمانكم قال لا ولكن والذين عاقدت أيمانكم أنها نزلت في أبي بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر حين أبي أن يسلم فحلف أبو بكر ألا يورثه فلما أسلم أمره الله عز وجل أن يورثه وأخرج بن سعد عن الواقدي عن بن أبي الزناد عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت عن أم سعد بن الربيع قالت دخل علي زيد بن ثابت فقال إن كنت تريدين أن تكلمي في ميراثك من أبيك فتكلمي فإن عمر قد ورث اليوم الحمل وكان أبوها قتل يوم أحد وهي حمل قال بن سعد أمها خلادة بنت أنس بن سنان من بني ساعدة ولدتها بعد قتل سعد بأشهر وتزوجها زيد بن ثابت فولدت له خارجة وسعدا وعثمان وسليمان وأم زيد وروى خارجة بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن أبي بكر الصديق شيئا من مناقب سعد بن الربيع وقال بن سعد في ترجمة خارجة بن زيد هذا أمه أم سعد جميلة بنت سعد بن الربيع كذا قال وسيأتي في أم العلاء ما يخالف هذا 0
122ـ أم سعد ويقال أم سعيد
أم سعد ويقال أم سعيد بنت مرة بن عمرو الفهرية ويقال الجمحية ذكرها أبو عمر فقال بنت عمر ويقال عمير الجمحية روى عنها في كافل اليتيم واختلف على صفوان في إسناده قلت وقد تقدم بيان الاختلاف في الحديث في حرف الميم من الرجال في مرة بن عمرو ولله الحمد ومن جملة الاختلاف فيه ما أخرجه بن منده من طريق محمد بن عمر عن صفوان عن أم سعد بنت عمرو الجمحية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تكفل يتيما له أو لغيره من الناس كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ولولا اتحاد المخرج وأن مدار الحديث على صفوان بن سليم لجوزت أن تكون أم سعيد بنت مرة الفهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحية وقد أشرت إلى هذا في ترجمة مرة بن عمرو في أسماء الرجال وقد سمي بن السكن أم سعيد بنت عمرو الجمحية أسيرة وأورد حديثها من طريق أبي أسامة عن محمد بن عمر وعن صفوان بن سليم عن أم سعيد أسيرة بنت عمرو الجمحية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ثم قال ويقال عن أم سعد بنت مرة عن أبيها وفيه اختلاف كثير انتهى وأخشى أن تكون أسيرة تحرفت من أنيسة المذكورة في مرة بنت عمرو وبالله التوفيق 0
123ـ أم سفيان
أم سفيان بنت الضحاك قال بن منده ذكرت في الصحابة ولا يثبت روى حديثها حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن موسى بن عبد الرحمن وذكرت عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الكسوف فاستعاذ من عذاب القبر قلت قد أورده عبد الله بن أحمد من زيادات المسند عن هدبة بن خالد عن حماد ولفظه عن موسى بن عبد الرحمن عن أم سفيان أن يهودية كانت تدخل على عائشة فتتحدث فإذا قامت قالت أعاذك الله من عذاب القبر فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بذلك فقال كذبت إنما دلك لأهل الكتاب فكسفت الشمس فقال أعوذ بالله من عذاب القبر الحديث وهكذا أخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد وابن أبي عاصم عن هدبة 0
124ـ أم سلمة
أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين اسمها هند وقال أبو عمر يقال اسمها رملة وليس بشيء واسم أبيها حذيفة وقيل سهيل ويلقب زاد الركب لأنه كان أحد الأجواد فكان إذا سافر لا يترك أحدا يرافقه ومعه زاد بل يكفي رفقته من الزاد وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك الكنانية من بني فراس وكانت زوج بن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة فمات عنها كما تقدم في ترجمته فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة سنة أربع وقيل سنة ثلاث وكانت ممن أسلم قديما هي وزوجها وهاجرا إلى الحبشة فولدت له سلمة ثم قدما مكة وهاجرا إلى المدينة فولدت له عمر ودرة وزينب قاله بن إسحاق وفي رواية يونس بن بكير وغيره عنه حدثني أبي عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة قال لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة ثم خرج يقود بعيره فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة وقالوا والله لا نترك ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة وحبسني بنو المغيرة عندهم وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وابني فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سبعا أو قريبها حتى مر بن رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي فقال لبني المغيرة ألا تخرجون من هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها فقالوا الحقي بزوجك إن شئت ورد على بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد من خلق الله فكنت أبلغ من لقيت حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار فقال أين يا بنت أبي أمية قلت أريد زوجي بالمدينة فقال هل معك أحد فقلت لا والله إلا الله وابني هذا فقال والله مالك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه إذا نزل المنزل أناخ بن ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري قدمه ورحله ثم استأخر عني وقال اركبي فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بن المدينة فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال إن زوجك في هذه القرية وكان أبو سلمة نازلا بها وقيل أنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة وأول ظعينة دخلت المدينة ويقال إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأولية وأخرج النسائي أيضا بسند صحيح عن أم سلمة قالت لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوجه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها عليه فقالت أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني امرأة غيرى وأني امرأة مصيبة وليس أحد من أوليائي شاهدا فقال قل لها أما قولك غيري فسأدعو الله فتذهب غيرتك وأما قولك أني امرأة مصيبة فستكفين صبيانك وأما قولك ليس أحد من أوليائي شاهدا فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك فقالت لابنها عمر قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه وعنده أيضا بسند صحيح من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أم سلمة أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية بن المغيرة فقالوا ما أكذب الغرائب حتى أنشأ أناس منهم الحج فقالوا أتكتبين إلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا يصدقونها وازدادت عليهم كرامة فلما وضعت زينب جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني فقالت ما مثلي ينكح أما أنا فلا يولد لي وأنا غيور ذات عيال فقال أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله وأما العيال فإلى الله ورسوله فتزوجها فجعل يأتيها فيقول أين زناب حتى جاء عمار بن ياسر فاصلحها وكانت ترضعها فقال هذه تمنع رسول الله حاجته فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين زناب وقالت قريبة بنت أبي أمية فوافقتها عندها أخذها عمار بن ياسر فقال أني آتيكم الليلة الحديث ويجمع بين الروايتين بأنها خاطبت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك على لسان عمر ويقال إن الذي زوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنها سلمة ذكره بن إسحاق وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة سلمة وأخرج بن سعد من طريق عروة عن عائشة بسند فيه الواقدي قالت لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا من جمالها فتلطفت حتى رأيتها فرأيت والله أضعاف ما وصفت فذكرت ذلك لحفصة فقالت ما هي كما يقال فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت قد رأيتها ولا والله ما هي كما تقولين ولا قريب وأنها جميلة قالت فرأيتها بعد ذلك فكانت كما قالت حفصة ولكني كنت غيرى وكانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع والعقل البالغ والرأي الصائب وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي سلمة وفاطمة الزهراء روى عنها ابناها عمر وزينب وأخوها عامر وابن أخيها مصعب بن عبد الله ومكاتبها نبهان ومواليها عبد الله بن رافع ونافع وسفينة وابنها وأبو كثير وخيرة والدة الحسن وممن يعد في الصحابة صفية بنت شيبة وهند بنت الحارث الفراسية وقبيصة بنت ذؤيب وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وسعيد بن المسيب وأبو سلمة وحميد ولدا عبد الرحمن بن عوف وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وآخرون قال الواقدي ماتت في شوال سنة تسع وخمسين وصلى عليها أبو هريرة وقال بن حبان ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي وقال بن أبي خيثمة توفيت في خلافة يزيد بن معاوية قلت وكانت خلافته في أواخر سنة ستين وقال أبو نعيم ماتت سنة اثنتين وستين وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا قلت بل هي آخرهن موتا فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية فسألا عن الجيش الذي يخسف به وكان ذلك حين جهز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكر الشام إلى المدينة فكانت وقعة الحرة سنة ثلاث وستين وهذا كله يدفع قول الواقدي وكذلك ما حكى بن عبد البر أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد فإن سعيدا مات سنة خمسين أو سنة إحدى أو اثنتين فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك وليس كذلك اتفاقا ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك ثم عوفيت فمات سعيد قبلها والله أعلم 0