كان عليه الصلاة والسلام يحث على الرفق ويدعوا إليه قولا وعملا
حتى في أحلك الظروف، فقد شُج رأسه، وكسرت أسنانه في غزوة أحد، فقيل له في هذا الحال العصيب: ألا تدعو على المشركين !!
فغلبت رحمته على غضبه فقال: ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )
وقال في مقام آخر: ( إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعاناً ).
إن الرفق مع الناس والتيسير في التعامل معهم خلق حثت عليه الشريعة وأكدت أهميته من الدين،
فقد أخبر أن كل عمل يخلو من الرفق والسهولة يكون مآله إلى سوء، فقال ( إن الرفق لا يكون في
شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم.
وأخبر أن الله تعالى يوفق المترفق وسيجازيه أحسن الجزاء في الدنيا بتيسير أعماله وفي الآخرة بالثواب الجزيل
فقال : ( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه ) رواه مسلم.
بل أخبر أن من لم يتحل بالرفق والليونة فاته الخير كله دنيا وآخرة فقال: ( من يحرم الرفق يحرم الخير كله ) رواه مسلم.
وقال: ( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ) رواه الترمذي
والإنسان الفظ القاسي، صاحب القلب الغليظ ينفر الناس منه ويتحاشون الجلوس إليه، فلا تقبل منه دعوة ولا يسمع منه توجيه، ولا يرتاح إليه جليس.. نعم وإن كان صالحاً تقياً.. بل حتى لو كان نبياّ، فقد قال تعالى لخاتم الأنبياء وإمام الأوليــاء:
( فبما برحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر )
شكرا لك أختي خزامى
وجزيت الجنان .. والقبول ..