مهرجان تصريحات
من الأشياء التي تزعجني جداً, التصريحات التي لا تستند كثيراً إلى المنطق والحقيقة لاسيما حين تأتي هذه التصريحات مبكرة وبصورة جماعية لمسؤولين عن مرافق اعتدنا على أوضاعها ونعرفها جيداً وبالتالي لا معنى لمثل هذه التصريحات المتكررة, ولسنا في حاجة لها, وكان الأجدر بأصحابها ألا يطلقوها بهذا الشكل المهرجاني وباستخدام مفردات جازمة, قاطعة, مانعة. ولكن يبدو أنه طالما الكلام مجاني ولا أحد يحاسب عليه أو يتابعه فلن يتوقف مسلسل التصريحات بكل أشكالها ومستوياتها, والذي لا تعجبه فليبحث عن أقرب حائط ويجرب قوة احتمال رأسه فيه.
يوم أمس قرأت تصريحاً (جماعياً) لعدد من مديري تعليم البنين والبنات في مناطق المملكة. لن أزعجكم بكل تفاصيله حتى لا يصدمكم في يوم إجازة, ولكن سأحاول اختصاره في كبسولة تقول: "كله تمام".. وتمام هذه تعني من الآن أن كل المقررات جاهزة ولن يحدث أي نقص فيها, وكل أعمال الصيانة والترميم (لاحظوا مفردة الترميم وفكروا فيها) قد انتهت, كما أن كل الأجهزة اللازمة لتهيئة الأجواء المدرسية قد تم توفيرها قبل وقت كاف من بدء الدراسة, إضافة إلى أنه لن يكون هناك نقص في المدرسين أو أي أداة أو وسيلة ضرورية للعملية التعليمية..
ومن هذا التصريح الجماعي لابد أن نستنتج أنه من أقصى نقطة في شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها سوف يكون كل شيء تمام التمام, لا كهرباء مقطوعة ولا مكيفات خربة ولا ماء مقطوع ولا كتب ناقصة ولا كراسي أو طاولات مكسرة أو ناقصة ولا مختبرات مقفلة ولا معلمين غائبون. أبداً لا شيء من ذلك سوف يحدث لأن أصحاب السعادة مديري التعليم قد أكدوا لنا من الآن, وفي هذا الوقت المبكر.. إننا يا إخوان ويا أخوات سنعيش عاماً دراسياً استثنائياً نتيجة هذا الاستعداد الاستثنائي الخارق, وبدوري سوف أحتفظ بقصاصة هذا التصريح لحين حلول أول يوم من الدراسة لكي أتحدى جميع الذين صرحوا..
ماذا قلت أنا؟؟
أتحدى؟؟!!
حمود أبوطالب