تعالي إلى طرف المدينه
ننتظر غودو
أكره أن أصف نفسي بعبارات فلسفية ضخمة
أو أن أدنس العقل بالجهل والفجور
ولكني أشفق على المزارع من آكلات الأعشاب
وطنين البواخر المحملة بالوعود الكاذبة
كنت أريد أن أتلمس خاصرة القرية الجميلة مثلما أتلمس جدران قدحاً من نبيذ
مثلما اتلمس جيد فتاة في ميعاد قبلة
قبل أن تتحول المدينة إلى فتاة الليل والقرية اللقيطة
ويبيعها تاجر لتاجر
أريد أن اختبئ خلف صخور اللغة
وأبتني مأوى هرباً من الجيوش وأعبر لكم من خلف نوافذكم
كنت واحد وحيد من أولائك الذي ينحدرون من طين آدم
وسلالة النجوم
كنت الإبن الشرعي لنوح
كم تمنيت أن يحكم العالم هذا الأب
ليتسلل إلى الأرواح ويسمع البكاء وكأنه البكاء الأخير
فيطوف ما بين نافذة عانس وأرملة وجائع وكسير
وأن يهتف بقميصه لمن في المنفى لتعود أبصارهم كما خلقوا في النشأة الأولى
تباً لي يا ساده
حين أفكر بعدم غسل قدمي من غبار الحي
وأن أحتفظ بعرق الزنابق الريفية
وأن أغرس زهرة الامل في مدينتي الجديده زجاجة الفقراء
و أنسكب فيها
ماذا ترسمين الآن !
لقد خرجنا من جغرافية الرسم والهواء بعكاز من السدرة التي عشقناها
ها نحن عاشقين تحررنا من الطين والحجر والماء
أعتزلي الريشة وخذي نصفي الذي لا زال يسمع لحن الشادي واتركي نصفي الآخر
في علبة الألم والصفعات
أعيدي لحن هارون الرشيد
سنرجع يوماً إلى حينا ونغرق في دافئة المنى
دعينا نستريح فوق سرير من الغباء ونطيل الصمت
وننتظر عودة غودو