دائما الحديث ذو شجون, وأراه هنا, وهو حديث بدأ عن الكهرباء, أخذ يجر بعضه بعضا إلى أحاديث أخرى عن الطب وعن الدفاع المدني, وأيضا وإن كان بصفة غير مباشرة, عن المباحث الإدارية ! وهو حتما في حال امتداده بهذه الصورة اليائسة, سينال جهات أخرى ربما منها المحافظة. وهو وإن حدث فإنه لن يفيد في شيئ. هذا إذا لم يتسبب في تعقيد الأمور أكثر مما هي عليه.
وأنا هنا لا أحارب الكلمة ولا القلم ولا الصوت في استنكار ومجابهة الخطأ ومصدر الخطأ بصفة عامة وفيما يتعلق بالحياة الكريمة للفرد وللمجتمع بصفة خاصة, ولكن في حدود التصرف الصحيح.
ليس من التصرف الصحيح, على سبيل المثال, اتهام "جميع المهندسين في الكهرباء" بأنهم يبيعون ضمائرهم, و"مفتاح العداد" بـ 200 ريال !
إنني أرفض انقطاع التيار الكهربائي عن أسرة واحدة وليس قريتين بأكملهما كما هو مضمون الخبر الذي أرجو أنه غير صحيح, وأنه مبالَغٌ فيه ..
أرفض أن يحدث ذلك لمدة نصف ساعة وليس ليومين كاملين !
أما إذا حدث بالفعل فهو ليس مأساة إنسانية فقط, بل هو أيضا مأساة فنية وإدارية من العيار الثقيل.. وحينها من المفروغ منه الأسئلة المتعلقة بالأطفال والمرضى والمسنين, ما ذنبهم ؟ وأين وحدة كهرباء صامطة عنهم طوال 48 ساعة ؟! لكن إزاء ذلك نحن أمام أسئلة فنية وإدارية أكثر ألما وإثارة ! وما أسهل وما أكثر الأسئلة ! وهي برغم مأساويتها وألمها, تصرف صحيح. وأكثر منه صحة أن يذهب الطرف المعنيّ بنفسه إلى الجهة المعنيّة نفسها, كما هي وجهة نظر الأخ "رائد" وهناك يرى ما لا يراه ويعلم ما لا يعلمه في الغياب, وأن يحاكمِ وأن يخاصم إن هو لم يقف على فائدة أو مفيد .
(اللهم أرسل سخطك على مدير الكهرباء إن كان يعلم ولا يعمل) دعوة كهذه بسخط الله على إنسان/ مسلم/ له أطفال/ ويخطئ ويصيب ككل الناس, هل هي تصرف صحيح ؟!
أعرفه نعم التفهم ونعم التواضع ونعم تقدير الآخرين.. فهل ذهب أحدنا إليه قبل أن يدعو عليه ؟!
لما ذا نلغي الآخرين وأنفسنا ووعينا في لحظة واحدة ؟!
يا مدير الكهرباء إن قرأت أو أبلغوك فأجرُك على الله, ولكن ضاعف جهودك في خدمة الآخرين, فأنت تمدهم بالنور وبالطاقة وبالحياة..
أنت في بيوتهم جميعا وفي كل لحظاتهم..
أنِرْ ينيروا ,
ولا تُظلِم فيُظلِموا
ويَظلموا .
,,