استوقفتني هذه النادرة للقصيبي رحمه الله .
حديقة الغروب
*القصيبي يرثي نفسه *
خمسٌ وستُونَ.. في أجفــان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّهــاالساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ..... ما هدأت
إلا وألقتك في وعثـاءِ أسفــار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ... مـَا برحوا
يحاورونـكَ بالـكبريت والنــارِ
والصحبُ أين رفاقُ العمرِ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيـــامٍ. وتذكـارِ
بلى اكتفيتُ وأضناني السرى وشكا
قلبي العناءَ!.. ولكـن تلك أقداري
أيـا رفيقةَ دربي!... لو لديّ سوى
عمري.لقلتُ:فدى عينيكِ أعماري
أحببتنـــي.... وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجـاعُ سُمّاري
منحتـني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجـائعَ العاري
ماذا أقولُ ؟ وددتُ البحرَ قـافيتي
والغيم محبرتي... والأفقَ أشعـاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقـني
بكـلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلـبي... ويسكنه
وكان يحمــل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ فقـولي: لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّــل جبهةَ العــارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجـرٍ في تنفّسه
مـا في الأنوثة.. منسحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مــني؟ إنَّـني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغــلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب كما
رأيتِ... مرعـى خريفٍ جائعٍضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.... والأغصـانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهــدآذارِ
لا تتبعيني! دعيـني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِهــا تلقاكِأخبـاري
وإنْ مضيتُ... فقولي: لم يكن بطلاً
وكــان يمزجُ أطـواراًبأطوارِ
ويــا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها..دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بين رمــال البيـد أغنيتي
وعند شاطئكِالمسحورِ... أسماري
إن ساءلوكِ فقـولي:. لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسـوقالزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يـا عالم الغيبِ ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلــمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمـــانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كـل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَــى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟