أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
كلا التفسيرين لا يتنافيان .. سواء كان الكوثر هو الحوض أو النهر أو الخير الكثير
إذاً الكوثر يعني الخير الكثير، ومنه النهر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثراً لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الخير
جزيت خيرا على مشاركتك أستاذنا
رحمك الله يا أم خالد
وقد أتت آيات تدل على إعطاء الله لرسوله الخير الكثير كما جاء في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر:87].
وفي القريب سورة الضحى وفيها {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى:5] أعقبها بنعم جليلة من شرح الصدور ووضع الوزر ورفع الذكر واليسر بعد العسر.
وبعدها في سورة التين جعل بلده الأمين وأعطى المؤمنين الذين يعملون الصالحات أجرا غير ممنون.
وبعدها سورة اقرأ امتن عليه القرآن وعلمه ما لم يكن يعلم.
وبعدها سورة القدر أعطاه ليلة خيرا من ألف شهر.وبعدها في سورة قريش أكرم الله قومه فآمنهم وأعطاهم رحلتيهم.
وبعدها سورة البينة جعل أمته خير البرية ومنحهم رضاه عنهم وأرضاهم عنه.
وبعدها سورة الزلزلة حفظ لهم أعمالهم فلم يضيع عليهم مثقال الذرة من الخير.
وفي سورة العاديات أكبر عمل الجهاد فأقسم بالعاديات في سبيل الله والنصر على الأعداء.
وفي سورة التكاثر تربيتهم على نعمه ليشكروها فيزيدهم من فضله.
وفي سورة العصر جعل أمته خير أمة أخرجت للناس تؤمن بالله وتعمل الصالحات وتتواصى بالحق وتدعو إليه وتتواصى بالصبر وتصبر عليه.
رحمك الله يا أم خالد
والنحر هو طعن الإبل في اللبة عند المنحر ملتقى الرقبة بالصدر.
وأصح الأقوال في الصلاة.وفي النحر هو عموم الصلاة وعموم النحر أو الذبح لما جاء في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].
واتفق الفقهاء على أن النحر للإبل والذبح للغنم والبقر متردد فيه بين النحر والذبح وأجمعوا على أن ذلك هو الأفضل ولو عمم النحر في الجميع أو عمم الذبح في الجميع لكان جائزا ولكنه خلاف السنة.
وقالوا إن الحكمة في تخصيص الإبل بالنحر هو طول العنق إذ لو ذبحت لكان مجرى الدم من القلب إلى محل الذبح بعيدا فلا يساعد على إخراج جميع الدم بيسر بخلاف النحر في المنحر فإنه يقرب المسافة ويساعد القلب على دفع الدم كله أما الغنم فالذبح مناسب لها والعلم عند الله تعالى.
رحمك الله يا أم خالد
أوصاف الكوثر
جاءت لنهر الكوثرصفات كثيرة منها:وكذا حافتاه من ذهب كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج)(3).
ما جاء في حافتيه وطينته: روى أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر)(1)
وفي رواية للبخاري عن أنس رضي الله عنه قال: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: (أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)(2).
أما آنيته: فقد قال أنس رضي الله عنه قال نبى الله -صلى الله عليه وسلم- (تُرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)(4).
أما مجراه وتربته وماؤه: فكما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج)(5).
طيور نهر الكوثر كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن طيوره في حديث أنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَرُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ) فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (آكِلُوهَا أَنْعَمُ مِنْهَا).
ورواه أنس بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ. فَقَالَ (أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا) قَالَهَا ثَلَاثًا (وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ).
قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى: "في ذلك النهر أو في أطرافه طير أي جنس من الطيور طويل العنق وكبيره أعناقها كأعناق الجزر بضم الجيم والزاي جمع جزور والمعنى أنه أعد للنحر ليأكل منه أصحاب شرب ذلك النهر فإنه بها يتم عيش الدهر" ا.هـ وقوله (لناعمة) أي سمان مترفة .
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعدولي ; 20 -08- 2010 الساعة 01:46 PM
الفرق بين أنهار الجنة وأنهار الدنيا
ومن صفاته أنه يجري على وجه الأرض من غير شق فيها لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا فَإِذَا حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ).
وعن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض! لا والله، إنها لسائحة على وجه الأرض، إحدى حافتيها اللؤلؤ، والأخرى الياقوت، وطينها المسك الأذفر. قال: قلت: ما الأذفر؟ قال: الذي لا خلط له.
وسأل سماكٌ ابنَ عباس رضي الله عنهما عن أنهار الجنة أفي أخدود؟ قال: لا ولكنها تجري على أرض الجنة مستكفة لا تفيض ها هنا ولا ها هنا قال الله لها كوني فكانت.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاؤوا *** مفجرة وما للنهر من نقصان
موقعه بالجنه
عن أبى عبيدة بن عبد الله قال: قلت لعائشة رضي الله عنها ما الكوثر؟ قالت: نهر أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في بُطنان الجنة. قال: قلت وما بطنان الجنة؟ قالت: وسطها حافتاه درة مجوف (وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه مفسرا قوله تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بُطنان الجنة
أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها
- نهر الكوثر -
وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت احدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضه
- نهر البيدخ -
وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا
- نهر بارق -
وهو نـهرعلى بـاب الجــنة يجـلس عنـدهالشـهداء فيأتـيهم رزقـهم من الجـنة بكرة وعشيا
- عين تسنيم -
وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين
- عين سلسبيل -
وهى شرابأهل اليمينويمزج لهم بالزن جبيل
- عين مزاجها الكافور -
وهى شرابالأبرار
وجميعها أشٌربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه
وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم
(لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)
سورة الزمر : 34
سبب نزول السورة
قوله تعالى :
قال ابن عباس : نزلت في العاص [ بن وائل ] ، وذلك أنه رأى رسول اللهصلى الله عليه وسلم - يخرج من المسجد وهو يدخل ، فالتقيا عند باب بني سهم ، وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس ، فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تحدث ؟ قال : ذاك الأبتر ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان من خديجة ، وكانوا يسمون من ليس له ابن : أبتر ، فأنزل الله تعالى هذه السورة .
وأخبر محمد بن موسى بن الفضل ، حدثنا محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق قال : حدثني يزيد بن رومان قال : كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له ، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه ، فأنزل الله تعالى في ذلك : ( إنا أعطيناك الكوثر ) إلى آخر السورة .
وقال عطاء عن ابن عباس : كان العاص بن وائل يمر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ويقول : إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال ، فأنزل الله تعالى : ( إن شانئك ) [ يعني : العاص ] ( هو الأبتر ) من خير الدنيا والآخرة .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أبو عدولي
بارك الله فيك وشكرا لك على مشاركاتك الطيبة
رحمك الله يا أم خالد
أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.
والخسار مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان،
إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده (1) ، الواجبة والمستحبة.
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان (2) نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح [العظيم].
تفسير السعدي ..
رحمك الله يا أم خالد
الآية رقم (1)
{والعصر}
قوله تعالى{والعصر} أي الدهر؛ قاله ابن عباس وغيره. فالعصر مثل الدهر؛ ومنه قول الشاعر:
سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهر
أي عصر أقسم الله به عز وجل؛ لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدلها، وما فيها من الدلالة على الصانع. وقيل: العصر: الليل والنهار. قال حميد بن ثور:
ولن يلبث العصران: يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما
والعصران أيضا: الغداة والعشي. قال:
وأمطله العصرين حتى يملني ويرضى بنصف الدين والأنف راغم
يقول: إذا جاءني أول النهار ووعدته آخره. وقيل: إنه العشي، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها؛ قاله الحسن وقتادة. ومنه قول الشاعر:
تروح بنا يا عمر قد قصر العصر وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر
وعن قتادة أيضا: هو آخر ساعة من ساعات النهار. وقيل: هو قسم بصلاة العصر، وهي الوسطى؛ لأنها أفضل الصلوات؛ قال مقاتل. يقال: أذن للعصر، أي لصلاة العصر. وصليت العصر؛ أي صلاة العصر. وفي الخبر الصحيح (الصلاة الوسطى صلاة العصر). وقد مضى في سورة البقرة بيانه. وقيل: هو قسم بعصر النبي صلى الله عليه وسلم، لفضله بتجديد النبوة فيه. وقيل: معناه ورب العصر.
قال مالك: من حلف ألا يكلم رجلا عصرا: لم يكلمه سنة. قال ابن العربي: إنما حمل مالك يمين الحالف ألا يكلم امرأ عصرا على السنة؛ لأنه أكثر ما قيل فيه، وذلك على أصله في تغليظ المعنى في الأيمان. وقال الشافعي: يبر بساعة؛ إلا أن تكون له نية، وبه أقول؛ إلا أن يكون الحالف عربيا، فيقال له: ما أودت؟ فإذا فسره بما يحتمله قبل منه، إلا أن يكون الأقل، ويجيء على مذهب مالك أن يحمل على ما يفسر. والله أعلم.
الآية رقم (2)
{إن الإنسان لفي خسر}
هذا جواب القسم. والمراد به الكافر؛قاله ابن عباس في رواية أبي صالح. وروى الضحاك عنه قال: يريد جماعة من المشركين: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبدالمطلب بن أسد بن عبد العزى، والأسود بن عبد يغوث. وقيل: يعني بالإنسان جنس الناس. {لفي خسر} لفي غبن. وقال الأخفش: هلكة. الفراء: عقوبة؛ ومنه قوله تعالى{وكان عاقبة أمرها خسرا}الطلاق: 9. ابن زيد: لفي شر. وقيل: لفي نقص؛ المعنى متقارب. وروي عن سلام {والعصر} بكسر الصاد. وقرأ الأعرج وطلحة وعيسى الثقفي {خسر} بضم السين. وروى ذلك هارون عن أبي بكر عن عاصم. والوجه فيهما الإتباع. ويقال: خسر وخسر؛ مثل عسر وعسر. وكان علي يقرؤها والعصر ونوائب الدهر، إن الإنسان لفي خسر. وإنه فيه إلى آخر الدهر . وقال إبراهيم: إن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم، لفي نقصى وضعف تراجع؛ إلا المؤمنين، فإنهم تكتب لهم أجورهم التي كانوا يعملونها في حال شبابهم؛ نظيره قوله تعالى{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. ثم رددناه أسفل سافلين}. [التين: 5]. قال: وقراءتنا {والعصر إن الإنسان لفي خسر}، وإنه في آخر الدهر . والصحيح ما عليه الأمة والمصاحف. وقد مضى الرد في مقدمة الكتاب على من خالف مصحف عثمان، وأن ذلك ليس بقرآن يتلي؛ فتأمله هناك.
الآية رقم (3)
{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
قوله تعالى{إلا الذين آمنوا} استئناء من الإنسان؛ إذ هو بمعنى الناس على الصحيح. {وعملوا الصالحات} أي أدوا الفرائض المفترضة عليهم؛ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبي بن كعب: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {والعصر} ما تفسيرها يا نبي الله؟ قال{والعصر} قسم من الله، أقسم ربكم بآخر النهار{إن الإنسان لفي خسر}: أبو جهل {إلا الذين آمنوا}: أبو بكر، {وعملوا الصالحات} عمر. {وتواصوا بالحق} عثمان {وتواصلوا بالصبر} علي. رضي الله عنهم أجمعين. وهكذا خطب ابن عباس على المنبر موقوفا عليه. {وتواصوا} أي تحابوا؛ أوصى بعضهم بعضا وحث بعضهم بعضا. {بالحق} أي بالتوحيد؛ كذا روى الضحاك عن ابن عباس. قال قتادة{بالحق} أي القرآن. وقال السدي: الحق هنا هو الله عز وجل. {وتواصوا بالصبر} على طاعة الله عز وجل، والصبر عن معاصيه. وقد تقدم. والله أعلم
تفسير سورة العصر
وهي مكية.
ذكروا أن عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذاب [لعنه الله] وذلك بعد ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن يسلم عمرو، فقال له مسيلمة: ماذا أنـزل على صاحبكم في هذه المدة؟ قال لقد أنـزل عليه سورة وجيزة بليغة. فقال: وما هي؟ فقال:" وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" ففكر مسيلمة هُنَيهة ثم قال: وقد أنـزل علي مثلها. فقال له عمرو: وما هو؟ فقال: يا وَبْر يا وَبْر، إنما أنت أذنان وصَدْر، وسائرك حفز نَقْز. ثم قال: كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرو: والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب
وقد رأيت أبا بكر الخرائطي أسند في كتابه المعروف ب "مساوئ الأخلاق"، في الجزء الثاني منه، شيئًا من هذا أو قريبا منه .
والوبْر: دويبة تشبه الهر، أعظم شيء فيه أذناه، وصدره وباقيه دميم. فأراد مسيلمة أن يركب من هذا الهذيان ما يعارض به القرآن، فلم يرج ذلك على عابد الأوثان في ذلك الزمان.
وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن حصن[أبي مدينة]، قال: كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر "سورة العصر" إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر .
وقال الشافعي، رحمه الله: لو تدبر الناس هذه السورة، لوسعتهم.
صوت طفولي مؤثر يقرأ سورة العصر
نتكلم اليوم عن سورة العصر
وما بها من معنى أن
الخسارة للكافرين والفوز للمؤمنين
قال الله سبحانة وتعالى"والعصر *إن إلإِ نسان لفي خٌسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصَوا بالحق وتواصَوا بالصبر"
سورة العصر
فقيل في تفسير السورة أخواني في الله
العصر : الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير وشر
فأقسم الله سبحانه وتعالى بذلك على أن" الإنسان لفي خٌسر" : أي في خٌسارة وهلاك
"إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " : فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم ،وعملوا الصالحات بجوارحهم
"وتواصَوا بالحق": وهو أداء الطاعات وترك المٌحرمات
"وتواصَوا بالصبر" : أي اخواني في الله على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهون عن المنكر
(و اخواني في الله يمكنكم الرجوع الى تفسير ابن كثير ج4/547
أو مختصر تفسير ابن كثير بتحقيق الشيخ مصطفي العدوي ج4/681)
وقال اخواني الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم
وذلك اخوني في الله لما فيها من المراتب العالية التي باستكمالها يحصل للمسلم غاية كماله/
والمراتب هي اخواني
الأولى: معرفة الحق
الثانية: عمله به
الثالثة:تعليمه من لا يحسنه
والرابعة: صبره على تعليمه والعمل به وتعليمه.
ومن فوائد السورة أخواني في الله
1-فضلها لاشتمالها على طريق النجاة
2-أن لله سبحانه وتعالي أن يقسم بماشاء لأنه سبحانه الخالق له (أي لما اقسم به)
3-بيان مصير الإنسان الكافر وأنه في خٌسران
4-لا يجوز للعباد الحلف بغير الله سبحانه وتعالى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم((من حلف بغير الله فقد أشرك)) حديث صحيح رواه أحمد
وايضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم((لاتحلفوا بآبائكم ،من حلف بالله فليَصدق ،ومن حٌلِف له فلْيرضَ ، ومن لم يرض بالله فليس من الله)) حديث صحيح رواه ابن ماجه
سبحان الله ،،،اسأل الله العلي القدير ان يغفر لنا جميعا
5- بيان فوز أهل الإيمان والعمل الصالح الموافق للشرع
6- الإيمان : قول وعمل
يزيد بالطاعات
وينقص المعاصي
7-وجوب الصلاة مع الجماعة ولاسيما صلاة العصر لقول الله تعالى"حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" سورة البقرة
(والصلاة الوسطى اخواني هى صلاة العصر)
8-وجوب التواصي بالحق
و
التواصي بالصبر بين المسلمين
9-الزمن وقيمته عند المسلمين فيقضوه بطاعة الله سبحانه وتعالى
اخواني في الله
وأسأل الله العلي القدير أن ينفعنا جميعا بها
وجزاكم الله خيرا