بئس الأب ذاك الذي يعتقد إن أنجبت زوجته إناثاً
سَ يكون له بمثابة صيد وفير ..فَ يبيع ويشتري بهن
لِ أقرب رجل تطأ قدمه عتبات مسكنه...
وكأن عواطفهن من رُكام ..وَ..فُتات هَشْ...
دون تفكير ووعي لِمَا سيترتّب عليه الحال مُستقبلاً
ثم يُطالبهن بِ الطاعة والزيارة من حين لِ آخر..
مُتناسياً أنه قد غرس خناجره بجوف أحلامهن..
وشطّر بهن الملامح حتى غرُبتْ شمسّهن
وأصبح موطنهن دائرة من عتّمة وظلام ظالم...
ياإلهي ... قصّة واقعية سمعتها هذا اليوم
من شخصٍ له بِ أناي شأن ومقام..
ولكونه كان بِ حاجة لِ أن يبوح لِ أحدٍ ما...
إستوقني بعد صلاة الفجر قائلاً :.
حقيقة يا إبراهيم أنا مُتعب جداً وأحتاج لروح أتحدّث إليها
لحدود لاتمِلْ أو تنزّعج مما سأنزفه وبأجمُعي مُتهالك...
وبهدوء ضممت كفّه بِكفّي وهمست له قائلاً"هوّن عليك يارفيق
ماخطبك ..أشغلت بي كُل ماهو ساكنْ..وَ..دثرتني بِ الدهشّة..
المُهمْ...نظر إلى وجهي وعبّرة تخنق حنجرته ..سألني ...
مارأيك برب أُسرة باع "إبنته الكبيرة" لِ رجل طمعاً بماله وثروته
وأُخرى لم تبلغ العشرين زوّجها لكهل تجاوز السبعين...
وأمّا إبنته الصغيرة لم يلّحق بها حتى يُزوّجها بتاجر فاجر
بعد أن وجدها قد تجرعت محلول سام وإنتحرت
حين أخبرها مُسبقاً قبل أن تمضي بنفسها للموت....
ثم أغمّض عينيه وتنّهد بشدّة ..
وكأنه إنتزع شيئاً من قلبي...
صدّقاً شعرت أن أعضاء جسدي..
خُطوة تقدّمَتْ...
:
:
ألجمني واقع مرير..وَ...صدّمة تُخرّس بي الكلام...
وكان لابد من سؤاله...من أي طائفة ذاك الحقير...
ومن يكون هو بِ النسبة لك..
مُستحيل أن يكون له نبض و قلب...
وبإشارة من أصابعه أعقبها الجواب...
إنه أبي يا إبراهيم ...نعم ..
أبي الذي أصبحت لا أعرفه و أجهله...
ولربما هُنا إنتهى حديثي معه ..
وهو أيضاً ..فجأة رحَل لغرفته..
يملؤه حُزن وأسى...
فقط لِ أنه لم يستطع فعل شيء...
وقد أتى مُتأخراً...
وحين أخبرني كانت عقارب الساعة
قد توقّفت لِ تُصبح القضية بلا حلول ومُستحيلة...
:
:
:
عزيزي الأب....بربّك إجعل كل شيء خلفك
وإسمعني هذه المرة وكفى...
والله ثم والله ...لو جُمِع لك مُلك الروم وكسرى
ومرة أُخرى حضر أحدهم لك بمال قارون....
لايساوي خطوة تخطّوها إبنتي ولا وجه للمُقارنة أبداً..
إمّا أن أعيش بكرامة.....أو...أموت....
وإن لم تكُن كذلك...فَ مُتْ..
فَ أنت تستحق الدفنْ....
::
::
::
الكاتب .. إبراهيم علاالله
آخر شيء يأتي.....,