مديرو ومديرات المدارس: غياب مخصصات النظافة أثقل كاهلنا
مدارس صامطة تدار بالقطة
![]()
جازان اليوم : إبراهيم عسكر
لم يدر بخلد مدراء مدارس التعليم العام (بنين وبنات) بمحافظة صامطة أن يأتي يوم يضطرون فيه لاستقطاع ما يعادل ثلث رواتبهم تقريباً وذلك لتغطية تكاليف نظافة المرافق التعليمية التي يديرونها أو يلجؤون لتعميم ما يعرف بـ "القَطة" على كافة منسوبي المدرسة كما هو متبع بمدارس البنات. بهذه الكلمات المليئة بالاستغراب والألم بدأ منسوبي مدارس المحافظة حديثهم لجازان اليوم.
في البداية ذكر مدير إحدى المدارس الثانوية بقطاع صامطة - تحتفظ الصحيفة باسمه - أنه في منتصف العام الدراسي الماضي استبدلت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان آلية (متعهدي النظافة) للمباني التعليمية المعمول بها آنذاك في مدارس البنين بالمنطقة بحصول المتعهد على إقرار (مستخلص) من مدير المدرسة يصرف بموجبه مستحقاته من إدارة التعليم بجازان, بآلية عمل جديدة عبارة عن صرف مخصصات مالية مباشرة للمدارس بحسب عدد الفصول في كل مدرسة ويكون للمدير كامل الصلاحية في توزيع المخصص بما يناسب فترات العام الدراسي. إلا أن هذه الآلية لم تر النور سوى مرة واحدة وتحديداً في شهر ربيع الثاني من العام الدراسي الماضي ثم غابت نهائياً! ما أجبرنا على تحمل تبعات هذه القرارات بدفع ما يعادل ثلث الراتب لضمان بيئة تعليمية نظيفة, كما لا نستطيع أن نصرف من عائدات مقصف المدرسة عوضاً عن ذلك لوجود تعميم ينص على عدم استخدام عائدات المقاصف إلا فيما تتطلبه الأنشطة التي تقيمها المدرسة بمعنى عدم المساس بتلك المبالغ في حال اقتضى الأمر صيانة أو نظافة المنشأة.
وفيما يتعلق بمدارس البنات فالوضع لا يختلف كثيراً عن فصول معاناة (البنين) إلا في جانب لا يخلو من الطرافة والحرج. فقد أوضحت مديرة مدرسة ابتدائية بنفس القطاع - فضلت عدم ذكر اسمها - بقولها بالنسبة لمدارس البنات فيصرف لنا مبلغ 80 ريال في الشهر عن كل فصل بالمدرسة وكما هو موضح بتعميم صادر بتاريخ 12/ 4 /1431هـ رقمه 110/5 وموضوعه إيضاحات حول صرف مبلغ النظافة وأن هذا المبلغ يصرف كالآتي : أجرة عمل النظافة ( طبعاً الفصول وجميع المرافق بما فيها دورات المياه طوال اليوم ) 50 ريال عن كل فصل (غرفة) في الشهر وبحسبة المدرسة "المستأجرة" التي أديرها سيكون نصيب عاملة النظافة 50×8 = 400 ريال.
تشمل تكلفة مواد النظافة . أجرة الصرف الصحي, نظافة الخزانات وفلاتر البرادات, إزالة الأشجار والحشائش .
والبنود الـ 4 الأخيرة يجب تغطيتها بمبلغ الـ30 ريال المتبقية من مخصص الـ 80 ريال.
فهل يقوم هذا المبلغ الزهيد بالمطلوب وسط ارتفاع أجرة العمالة مقابل غلاء المعيشة؟.
إضافة إلى ما احتوى عليه التعميم في نقطة أخرى أن الفراشة في المدرسة هي للمراسلة وأعمال النظافة التي تتعلق فقط بمكتب المديرة والوكيلة والمعلمات وكذلك الأعمال المستجدة (الطارئة) وبطبيعة الحال انتشر هذا الخبر بين المستخدمات انتشار النار في الهشيم, وعليه فلم نستطع التعامل مع عمالة من الرجال لأنهم سيقومون بالنظافة آخر اليوم فقط ويظل الحال على ما هو عليه حتى موعدهم الثاني للتنظيف والفراشة معها تعميم يعفيها من أعمال النظافة فلجأنا للتعامل مع عاملات نساء لتتابع أعمال النظافة طوال اليوم ولابد في هذه الحالة من أن نزيد في المبلغ (طبعاً من حسابنا الخاص) ولم يكتفوا بذلك بل ضيقوا علينا الخناق وأصدروا التعميم تلو الآخر كأن لا تكون العمالة النسائية إلا سعوديات
فأين هي العاملة السعودية التي تعمل سبع ساعات لشهر كامل مقابل 50×عدد الفصول؟! كما سألت في منتديات الوزارة – والحديث هنا لا يزال للمديرة – عن مبلغ النظافة في مناطق أخرى فكانت الإجابة 100ريال مقابل كل فصل وليس 50 كما يسلم لنا مختتمة حديثها ببيت الشعر القائل:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ***** إياك إياك أن تبتل بالماء
فيما عبرت المعلمة ف م عن استيائها من هذا الوضع الذي تراه غير لائق قياساً بحجم ميزانية الوزارة المليارية – حسب تعبيرها – وأنها لقيت حرجاً كبيراً مع والدها بسببه, لإصراره على معرفة كل صغيرة وكبيرة من مصروفات راتبها والذي علق ساخراً حين أخبرته بأنها تشارك زميلاتها "قَطة" نظافة المدرسة بقوله هل تم تعيينك عاملة نظافة أم مدرسة؟!.
يشار إلى أن (جازان اليوم) نشرت قبل أيام تقرير مصور يبين معاناة متوسطة الركوبة بصامطة مع مياه الصرف الصحي.