نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
و
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157 الآية


نعم أنهكنا الفقد وأحرق الأكباد وغرف الدمع دماً
ولأنَّنا أمَّةً تنهلُ من شرع ربها الحكيم فقد رضينا
بما قدَّرهُ الله علينا مابين الحمد والشكر والصبر علَّ
جراحنا تهدأُ ولو بعد حين ....
مات شيخنا الفاضل وعالمنا الجليل زيد المدخلي
عليه سحائب الرحمة والغفران من ربٍّ رحيم
بعد أن ترك لنا صرحاً من العلم قوي البنيان
وسيبقى يركضُ في القلوب أبد الدهر ...

لم يمت زيدٌ .....


من كزيدٍ حاربَ الجهل العقيما
ومضى العمرَ صـراطـاً مـستقـيما

ذائعُ الصِّـيتِ وهل كالعلمِ يمضي
في روابي الأرضِ ظـلاًّ ونـسيـما

سل عـن الشِّيـخِ إذا شئتَ المعالي
واسألِ النائي وسل عنه المقيما

سل رجالاً تطـلبُ العلمَ دواما
واسألِ الأفـنانَ والنَّهجَ القـويما (1)

سل حيارى الدربِّ عن فـتواهُ لمَّا
تصفَـعُ الشَّـكَّ وشيطـاناً رجيما

معهد العلمِ الذي فـيه تسامى
وارتضاهُ الكلُّ درعاً وزعيما

هذَّبَ النَّشء بنصحٍ فاستقـاموا
كالجبالِ الشُّـمِّ لايرضونَ ضِيما

من يلومُ اليومَ عيناً إن بكتهُ
وفؤاداً يشتهي العيشَ الأليما

أيُّها الشَّيخُ الذي ولَّى صباحاً
بعد عمرٍ فيه أخرستَ الخصوما

كنتَ بحراً كنتَ صرحاً وإماماً
كنتَ شمساً كنتَ بدراً ونجوما

كنتَ غيماً وعلى الأرواحِ تهمي
ويراعاً هدَّأَ الخطـبَ الجسيما

من يـواسي في الدَّياجيرِ قيـاماً
ودروسـاً وفـتـاوى ورقـيـمـا

من يواسي الحبرَ في الأوراقِ يطفو
بالـبـيانِ الـحـقِّ يـنـبـوعاً ودِيـما

من يـواسـي جـالـيـاتٍ وافـداتٍ
كالفراشاتِ لكي تجني العـلـوما

من يـواسي دورةَ القرعـاوي لمَّـا(2)
في صـباحِ الـفقـدِ تشـتاقُ النَّديما

من يواسي في جنوبِ الخيرِ قوماً
ودَّعـوا شـيخاً جـلـيلاً وحكـيـما

من يُـواسـِـيْـنا فـإنَّ الـفـقـدَ نـارٌ
تُحرقُ الأكـبادَ تستدعي الوجوما

ماتَ زيدٌ ؟, لم يمت زيدٌ , فزيدٌ
خالدُ الـذَّكرى وقد حلَّ الـصَّمـيمـا

في رفـوف الـبيـتِ أوراقٌ لـزيدٍ
وشـريـطٌ يبعـثُ الـصَّوتَ الرَّخيما

ياحروفَ الشعر عزِّي أهلَ زيدٍ
وأمـيراً سـابـقَ الـرِّيـحَ قـدومـا

وجـمـوعاً مـثـلَ أمـواجٍ تلاقـت
فـوق قـبرٍ ضـمَّ إنـسانـاً عـظـيما

واكـتـبـي للـكـونِ إنَّـا بعـدَ زيدٍ
مثل طـفـلٍ عـاشَ في الـدنيا يتيما

ياإلــهـي وارحم الشَّـيـخَ إذا ما
صـارَ للأخـرى وأغْـدِقْـهُ النَّعـيما

واجبـرِ الكـسـرَ وعـوِّضـنا بـخـيرٍ
واغفرِ الذنبَ واجـنبنا الجحـيمـا

إنَّهـا الـدُّنيا حـطـامٌ في حـطـامٍ
وبغـيرِ الفـرضِ خـيـراً لـن نـروما

كـلـنا للـمـوتِ نـمـضي دون عـلـمٍ
وسـوى الـرحـمـنِ حقـاًّ لن يـدوما

وصـلاةٌ مـن إلــــهِ الكـونِ تـغـشى
سيِّـد الخـلـقِ جـديداً وقـديما

فارس الكلمة





1 .. الأفنان النديَّة و المنهج القويم
كتابان من تأليف العلامة زيد المدخلي
رحمه الله

2 .. دورة القرعاوي هي دورة علمية كان
يشرف عليها العلامة زيد مدخلي رحمه الله