يوقضني الصباح
رغم قسوة الشتاء أقوم وأتجه الى المدفئة اُشعلها فتنبعث منها الحرارة
أجلس بالقرب منها حاملاً بين يدي لوحة المفاتيح العتيقة
ويعود بي الحنين الى الطفولة وأجتماعنا أنا وأخوتي حول المدفئة في الشتاء ونحن نسمع للرياح صوتاً مرعباً وأمي تحمل اكواب الحليب بالزنجبيل وتحرص ان نشرب الاكواب الى اخر قطرة و ان نلبس من المعاطف والملابس الصوفية ما يحمينا من الصقيع فدرجات الحرارة تصل الى 5 ردجات والجو جاف لم انسى امي وهي تدهن يدي بالجلسرين وتجبرني على لبس القفاز كان دفء احضانها وحبها هو مايقينا شتاء طيبة القاسي تقول عبدالمحسن انتبة من السيارات وانت تقطع الشارع مع اخوتك نفتح باب المنزل متجهين لمدارسنا ونصدم انا واخوتي بالبرد رغم تحصينات امي القوية لم انسى ابتساماتنا ونحن ننظر للبخار المتصاعد من افواهنا للشتاء ذكريات لم تتبخر بذاكرتي تجمدت من سنوات مضت لم انسى تلك الذكريات اما بعد العصر الهو مع الرفاق فقد كانت هناك العاب تنتشر بالشتاء فقط (بربر - مزويقة - المراجيح الخشبية -خطوة - نبيلة) صوت الباعة المتجولين اكاد اسمعه الان كان يحمل بعضهم بوق صغير وبصوته المميز نتهاتف على (البليلة - واليغمش - والبسبوسه البلدي - وصاحب الحبش (الذرة ) ...) اماصاحب السندوشتات فكان لدية عربة عليها صندوق زجاجي مكعب وما كنا نسمع بحوادث التسمم كالان . كنا نتبع رجل( الاتاريك )انا واصدقائي قبل وجود اعمده الانارة كان يعلق على باب كل منزل واحدا وياتي باليوم التالي لتعبئتة بالقاز
ياااااه ليت العمر يعود والسنين تاخذ طريق الرجوع لو للحظات حتى الشتاء اختلف الان كبرنا وابتعدنا عن جمال الحياة الحقيقي .
الان اجلس أمام شاشة الكمبيوتر والنافذة اطل بها على العالم وبالامس لا ارى اكثر من محيط الحارة
لم انسى الثورة العلمية التي احدثتها العاب الاتاري وافلام الكرتون عدنان ولينة وجريندايزير والفلم الامريكي سنيف اوستن والسيارة السوداء كل المشاهدة والانفعالات بهذا الماضي الطاهر مازالت عالقة بذاكرتي التي لم تعد كما كانت فربما لحياة المدنية الان الاثر في ضعف ذاكرتنا
كنا نستمع باليسير من الترفية ونصنع بانفسنا مايسلينا اما اطفال اليوم ومع وجود(الاي بود -والاي باد ) جميع الالعاب الالكترونية الا اننا نشعر انهم ليسو راضيين تمام الرضى يسعدون للحظات ويبحثون عن تسلية جديدة وبتقنية جديدة ويقذفون القديم اما نحن كم كنا بعتز بالالعابنا كم كنا نحافظ عليها .
سامحوني اخذتكم معي احبابي بجولة حنين وفقد لماضي كم اتالم لابتعادة مع كل اشراق
وانا امام شاشتي الحبيبة التى اكتب عليها أجمل ذكريات العمر
أجمل صباح لقلوبكم
أعشق الليل