بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله إما بعد
فلا تستعجلوا الرد أيها الإخوة الأفاضل فلكلٍ منا مشاغله, وأفضل دائماً أن تكتمل الردود وتتمحور الأهداف لنصل للمفيد.
أخي بن ثابت / أبدا لن يكون حضورك ثقيلاً ومرحباً بك قارئاً ومحاوراً.
ذكرت انك وأبنائك لا تراجعون مستشفى صامطه واحترم قرارك فقد ذكرت سابقاً بان لكل مريض أن يراجع أي جهة طبية يرى أنها تقدم الأفضل, و لك أن تشير بذلك على من تشاء, اسمح لي بان أكون معك في بعض رأيك, محايداً في البعض, وسأبدي وجهة نظري في البعض الآخر.
ذكرت أن من أسباب عدم مراجعتك لمستشفى صامطه ما يلي:-
1- إذا وقفت عن حجز مراجعة سيعطونك موعداً بعد أشهر.
لا اعلم يا سيدي الفاضل متى آخر مرة زرت المستشفى, وأود أن أوضح انه في الوقت الحالي يتم حجز المواعيد عن طريق نظام الميديكا بلس والمحدد به عدد خانات معينة لكل عيادة, وإذا ما فرضنا جدلا أن احد موظفي المواعيد ترك خانة شاغرة لأغراض الواسطة فان أي موظف آخر بالقسم سيقوم بالحجز على تلك الخانة وبذلك تقفل آليا, كما انه كان هناك في السابق بعض الصلاحيات لبعض موظفي قسم السجلات بإضافة خانات غير أن ذلك شكل ضغطاً على الأطباء فالطبيب المقرر له أربعون حالة على سبيل المثال يفاجأ بوجود خمسون إلى ستون مريض بقائمة المرضى وعليه تم سحب تلك الصلاحيات جميعها ووضع صلاحيات بسيطة بيد مدير العيادات فقط وذلك لمراعاة بعض الحالات الطارئة والحرجة.
بقي أن نشير إلى موضوع الواسطة وهذا الموضوع ليس حكراً على مستشفى صامطه العام فاكبر المحاكم الشرعية لا تخلو من الواسطة, وأنت يا سيدي الفاضل لو كنت تعمل في أي منشأة واتاك شخص تعرفه فلن تتردد في خدمته, كما انك وحين تذهب لأي مرفقٍ حكومياً كان أم خاصاً ووجدت شخصاً تعرفه فانا على يقين انك لن تتردد في طلب المساعدة منه بل انك ستلقي باللائمة عليه إذا لم يقم بخدمتك, فلا تنكر على الناس ما ترتضيه لنفسك, غير أني لا أظن أن الواسطة ستلغي موعداً لمريض لتعطيه لمريض آخر.
2- ذهبت إلى أن تكدس المرضى سببه الكادر الطبي وآلية عمله وقلت أن هذا خارج اختصاصي وهو من باب أولى خارج اختصاصك بل بعيد عنه كل البعد, غير انه من البديهي انه ليس هناك طبيباً سيشعر بالرضا لتراكم المرضى على عيادته دون شعوره بحاجة المريض لذلك وما فائدته من ذلك, لكن بعض الحالات تحتاج لمتابعة مستمرة لمعرفة التطور المرضي وتعديل الخطة العلاجية متى ما لزم أو اتخاذ إجراء علاجي آخر, وأنا اعلم الكثير من المرضى تكون مراجعتهم لمرة واحدة يتم الوصول فيها إلى التشخيص المناسب وإعطاء العلاج اللازم.
3- أوافقك الرأي بأننا بحاجة إلى إدارة طبية (المدير الطبي) على قدر كبير من العلم والحزم والاستقامة ويفضل أن يكون سعودياً لأنه وقتها لن يقدم مصلحة الطبيب على مصلحة ابن جلدته, غير أن مشكلتنا في أن أبناء القطاع من الاستشاريين المتميزين وهم كثر أولوا مصالحهم الشخصية الاهتمام متناسين فضل محافظتهم وأهلهم فأين منهم من يستطيع حمل هذه الأمانة.
4- بخصوص ما أوردت في قصة أختيك شفاهم الله وجميع المرضى فهذا خطأ قد يكون السبب الأول فيه أختيك فلن يطلب الطبيب من مرافق أن يجلس ليكشف عليه بدلاً من المريض إلا إن التبس عليه الأمر فلم لم يوضحا له ذلك.
5- بخصوص الحالة التي قاربت على الموت فلا أجد ردا عليها فهذا يعتمد على التشخيص للحالة والإجراء الطبي الذي اتبع مع الحالة, وتحتاج لشخص لديه خبرة طبية ليستطيع معرفة صواب الإجراء من خطأه.
6- اختلف معك فيما أوردت بعد ذلك جملة و تفصيلا (الخاتمة) فلم اطلب منك مدحاً ولا تطبيلا, كما انه لا يصح أن تطلق صفة الكذب و التمصلح على غيرك ممن لم يوافقك الرأي, فلست تملك عقولهم ولن تستطيع أن تخرس أقلامهم.
الأخ أبو وحيد / الشكر لله سبحانه وتعالى وسواء كتبت الموضوع أنا أو أنت أو غيرنا فالهدف ليس تلميع صورة المستشفى كما يظن الكثير, بل إيضاح الحقائق للوصول إلى الأفضل وإيجاد الحلول المنطقية بعيداً عن التشنج في الآراء والحدة في الإيذاء, شكراً لك أخي .
أخي شادي الوادي / أضفت نقطة هامة أغفلتها في حديثي أشكرك لذكرها, كما أشكرك على المعلومات التي أنرت بصائرنا بها حول المستشفى الجديد.
حلمك أخي / أختي ملكة حرفي / على الاخ بن ثابت فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من حلم ساد, ومن تفهم ازداد) ولله در الشاعر حين قال:-
أحب مكارم الأخلاق جهدي واكره أن أعيب وان أعابا
واصفح عن سباب الناس حلماً وشر الناس من يهوى السبابا
ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا
أود التنبيه أنني لا امثل إدارة المستشفى من قريب أو بعيد ولا احمل أي صفة إدارية رسمية, وان ما أورده في هذا المنتدى يمثل رأيي الشخصي فقط كفردٍ من نسيج هذا المجتمع بالدرجة الأولى ثم كموظف اعمل في تلك المنشأة, وان وفقت في طرحي فمن الله التوفيق, وان أخفقت وجانبت الصواب فمن نفسي ومن الشيطان .
الأخ/ت ملكة حرفي اختصرت علي الوقت والجهد بسؤالك للأخ البحري عن سبب اختياره الصنف الثاني فقد أوجزت وأعجزت فلله درك, وليعذرني البحري بعدم الرد.
الأخ الأغر / لعلك لم تقرا ما كتبت جيدا فقد ذكرت أن من ضمن الأسباب هو عدم كفاءة تلك المستشفيات وأننا يجب إعادة النظر في ذلك وتوفير الإمكانات والموارد لتقوم بما هي منيطة به مع شكري.
بقي أن أضيف نقطتين هامتين هي للتوضيح, وقد تكون بمثابة تكملة للموضوع الرئيسي:-
أولا- يجب أن نفرق بين 1- إدارة المستشفى إدارة إدارية والمتمثلة في شخص مدير المستشفى ومن وراءه من إداريين والذين عرفهم النظام بأنهم شخص أو مجموعة من الأشخاص يقومون بأنفسهم أو من خلال الآخرين بالسعي في تحقيق أهداف المنشأة من خلال وظائف الإدارة والتي اختلف في عددها فقد ذهب معظم علماء الإدارة إلى أنها خمسة وظائف هي التخطيط – التنظيم – التوظيف – التوجيه – الرقابة , كما أضاف القسم الآخر منهم وظيفتين أخريين لتصبح سبعة وظائف بزيادة التنسيق و الموازنة والتي يرمز لها في مجموعها بالاختصار (POSDCoRB ) والتي تمثل الأحرف الأولى من تلك الوظائف باللغة الانجليزية.
2- إدارة المستشفى طبياً وهذا يمثل الذراع الأيمن للمدير إن لم يكن الرأس الآخر بالمستشفى والمتمثلة في الإدارة الطبية ( المدير الطبي) والذي من أهم مهامه البت في جميع الشئون الطبية والوقوف على وضع المنشأة طبياً, والذي يجب أن لا يكون رأيه متوافقاً مع رأي مدير المستشفى بالضرورة, ولا أخفيكم تحفظي الكبير على الإدارة الطبية السابقة وتحفظي هنا ليس على شخصه أو جنسيته ولكن على سياسته والتي كانت تميل إلى احتواء أي مشكلة وحلها ودياً وعدم إدانة أي من طاقمه الطبي, وكسب رضا المدير بغض النظر عن صحة القرار المتخذ, ولكن نؤمل خيراً في الإدارة الطبية الحالية مع تمسكي بالمطالبة بإدارة طبية سعودية.
ثانياً – يجب أن نعي آلية اختيار الأطباء أو ما اسميه غربال الأطباء.
لا يزال الأطباء الأكفاء عملة نادرة ليس فقط في الدول النامية بل بالدول المتقدمة أيضا ولك أن تنظر في إحصائيات الأطباء الأجانب في دولٍ كبريطانيا والولايات المتحدة مما اوجد طلباً كبيراً عليهم, وعندما يذهب مسئولو التعاقد مع الأطباء إلى الخارج طبعاً بعد الغربلة الأولى وهي العالمية, ثم تأتي مستشفيات الحرس والمستشفيات العسكرية فتأخذ الأفضل من المتبقين (غربله 2), تأتي بعدها المستشفيات الجامعية سابقا قبل أن تنظم لوزارة الصحة (غربله 3) , تأتي بعد ذلك وزارة الصحة لتختار أفضل المتبقين من المراحل الثلاث السابقة و عندما تجلبهم للعمل تبدأ الغربلة الداخلية فالوزارة 5 ثم المستشفيات التخصصية 6 ثم المستشفيات الكبيرة بالمناطق الرئيسية 7 ثم بعد أن تصل صحة جازان لنصيبها تحدث غربلة أيضا فمستشفى الملك فهد 8 ثم مستشفيات المدن الكبرى 9 بعد ذلك يصلنا القليل المتبقي فلا تعجب من مستواهم, ليس هذا تقليلاً من شأنهم إلا أن هذا ما يحدث بالفعل.
أخيرا فإن المتأمل لمستوى الأطباء اليوم يلمس الفرق طبعاً, ولا فضل للمستشفى في ذلك حتى لا يظن البعض أنني امتدح المستشفى ولكن الفضل لله أولا ثم لهيئة التخصصات الصحية والتي رحمتنا من الكثير من الشهادات المزورة وساعدت في تحسين اختيار الأطباء بعمل الاختبارات, وتدقيق الشهادات خاصة القادمة من الخارج بالإضافة إلى رفع أجور الأطباء وحوافزهم, لا أنكر أننا نطمح للأفضل, وذلك لن يتأتى إلا من خلال تكاتفنا و العمل بيدٍ واحدة لإيصال رأينا للمسئول بطريقة ودية وبمستوى راقي لكي تقبل منا, اعتذر عن الإطالة مرة أخرى واشكر لكم مروركم مشرفين وأعضاء وزواراً, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.