لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 3 من 39 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 771

الموضوع: حلقات تفسير سور القران

  1. #41
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم أي بالتفكر فيها والقيام بشكرها وتقييد النعمة بهم لأن الإنسان غيور حسود بالطبع فإذا نظر إلى ما أنعم الله على غيره حمله الغيرة والحسد على الكفران والسخط وإن نظر إلى ما أنعم الله به عليه حمله حب النعمة على الرضى والشكر وقيل أراد بها ما أنعم الله به على آبائهم من الإنجاء من فرعون والغرق ومن العفو عن اتخاذ العجل وعليهم من إدراك زمن محمد صلى الله عليه وسلم وقرىء اذكروا والأصل إذتكروا ونعمتي بإسكان الياء وقفا وإسقاطها درجا هو مذهب من لا يحرك الياء المكسور ما قبلها . وأوفوا بعهدي بالإيمان والطاعة . أوف بعهدكم بحسن الإثابة والعهد يضاف إلى المعاهد والمعاهد ولعل الأول مضاف إلى الفاعل والثاني إلى المفعول فإنه تعالى عهد إليهم بالإيمان والعمل الصالح بنصب الدلائل وإنزال الكتب ووعد لهم بالثواب على حسناتهم وللوفاء بهما عرض عريض فأول مراتب الوفاء منا هو الإتيان بكلمتي الشهادة ومن الله تعالى حقن الدم والمال وآخرها منا الاستغراق في بحر التوحيد بحيث يغفل عن نفسه فضلا عن غيره ومن
    الله تعالى الفوز باللقاء الدائم وما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أوفوا بعهدي في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم أوف بعهدكم في رفع الأنصار والإغلال وعن غيره أوفوا بأداء الفرائض وترك الكبائر أوف بالمغفرة والثواب أو أوفوابالاستقامة على الطريق المستقيم أوف بالكرامة والنعيم المقيم فبالنظر إلى الوسائط وقيل كلاهما مضاف إلى المفعول والمعنى أوفوا بما عاهدتموني من الإيمان والتزام الطاعة أوف بما عاهدتكم من حسن الإثابة وتفصيل العهدين في سورة المائدة في قوله تعالى ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل إلى قوله ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار وقرىء أوف بالتشديد للمبالغة .
    ^ ^ وإياي فارهبون فيما تأتون وتذرون وخصوصا في نقض العهد وهو آكد في إفادة التخصيص من إياك نعبد لما فيه مع التقديم من تكرير المفعول والفاء الجزائية الدالة على تضمن الكلام معنى الشرط كأنه قيل إن كنتم راهبين شيئا فارهبون والرهبة خوف مع تحرز والأية متضمنة للوعد والوعيد دالة على وجوب الشكر والوفاء بالعهد وأن المؤمن ينبغي أن لا يخاف أحدا إلا الله تعالى . وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم إفراد للإيمان بالأمر به والحث عليه لأنه المقصود والعمدة للوفاء بالعهود وتقييد المنزل بأنه مصدق لما معهم من الكتب الإلهية من حيث إنه نازل حسبما نعت فيها أو مطابق لها في القصص والمواعيد والدعاء إلى التوحيد والأمر بالعبادة والعدل بين الناس والنهي عن المعاصي والفواحش وفيما يخالفها من جزئيات الأحكام بسبب تفاوت الأعصار في المصالح من حيث إن كل واحدة منها حق
    بالإضافة إلى زمانها مراعى فيها صلاح من خوطب بها حتى لو نزل المتقدم في أيام المتأخر لنزل على وفقه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي /ح/ تنبيه على أن اتباعها لا ينافي الإيمان به بل يوجبه ولذلك عرض بقوله ولا تكونوا أول كافر به بأن الواجب أن يكونوا أول من آمن به ولأنهم كانوا أهل النظر في معجزاته والعلم بشأنه والمستفتحين به والمبشرين بزمانه و أول كافر به وقع خبرا عن ضمير الجمع بتقدير أول فريق أو فوج أو بتأويل لا يكن كل واحد منكم أول كافر به كقولك كسانا حلة فإن قيل كيف نهوا عن التقدم في الكفر وقد سبقهم مشركو
    العرب قلت المراد به التعريض لا الدلالة على ما نطق به الظاهر كقولك أما أنا فلست بجاهل أو لا تكونوا أول كافر به من أهل الكتاب أو ممن كفر بما معه فإن من كفر بالقرآن فقد كفر بما يصدقه أو مثل من كفر من مشركي مكة و أول أفعل لا فعل له وقيل أصله أو أل من وأل فأبدلت همزته واوا تخفيفا غير قياسي أو أأول من آل فقلبت همزته واوا وأدغمت . ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ولا تستبدلوا بالإيمان بها والاتباع لها حظوظ الدنيا فإنها وإن جلت قليلة مسترذلة بالإضافة إلى ما يفوت عنكم من حظوظ الآخرة بترك الإيمان قيل كان لهم رياسة في قومهم ورسوم وهدايا منهم فخافوا عليها لو اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختاروها عليه وقيل كانوا يأخذون الرشى فيحرفون الحق ويكتمونه . وإياي فاتقون بالإيمان واتباع الحق والإعراض عن الدنيا ولما كانت الآية السابقة مشتملة على ما هو كالمبادي لما في الآية الثانية فصلت بالرهبة التي هي مبدأ السلوك والخطاب بالثانية لما خص أهل العلم أمرهم بالتقوى التي هي منتهاه .
    ^ ^


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  2. #42
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    ولاتلبسوا الحق بالباطل عطف على ما قبله واللبس الخلط وقد يلزمه جعل الشيء مشتبها بغيره والمعنى لا تخلطوا الحق المنزل عليكم بالباطل الذي تخترعونه وتكتمونه حتى لا يميز بينهما أو ولا تجعلوا الحق ملتبسا بسبب خلط الباطل الذي تكتبونه في خلاله أو تذكرونه في تأويله . وتكتموا الحق جزم داخل تحت حكم النهي كأنهم أمروا بالإيمان وترك الضلال ونهوا عن الإضلال بالتلبيس على من سمع الحق والإخفاء على من لم يسمعه أو نصب بإضمار أن على أن الواو للجمع بمعنى مع أي لا تجمعوا لبس الحق بالباطل وكتمانه ويعضده أنه في مصحف ابن مسعود وتكتمون أي وأنتم تكتمون بمعنى كاتمين وفيه إشعار بأن استقباح اللبس لما يصحبه من كتمان الحق .
    ^ ^ وأنتم تعلمون عالمين بأنكم لابسون كاتمون فإنه أقبح إذ الجاهل قد يعذر وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة يعني صلاة المسلمين وزكاتهم فإن غيرهما كلا صلاة ولا زكاة أمرهم بفروع الإسلام بعد ما أمرهم بأصوله وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بها و الزكاة من زكا الزرع إذا نما فإن أخراجها يستجلب بركة في المال ويثمر للنفس فضيلة الكرم أو من الزكاة بمعنى الطهارة فإنها تطهر المال من الخبث والنفس من البخل . واركعوا مع الراكعين أي في جماعتهم فإن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة لما فيها من تظاهر النفوس وعبر عن الصلاة بالركوع احترازا عن صلاة اليهود وقيل الركوع الخضوع والانقياد لما يلزمهم الشارع قال الأضبط السعدي
    ^ ^ لا تذل الضعيف علك أن تر كع يوما والدهر قد رفعه ^ ^ أتأمرون الناس بالبر تقرير مع توبيخ وتعجيب والبر التوسع في الخير من البر وهو الفضاء الواسع يتناول كل خير ولذلك قيل ثلاثة بر في عبادة الله تعالى وبر في مراعاة الأقارب وبر في معاملة الأجانب . وتنسون أنفسكم وتتركونها من البر كالمنسييات وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في أحبار المدينة كانوا يأمرون سرا من نصحوه باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ولا يتبعونه .
    وقيل كانوا يأمرون بالصدقة ولا يتصدقون وأنتم تتلون الكتاب تبكيت كقوله وأنتم تعلمون أي تتلون التوراة وفيها الوعيد على العناد وترك البر ومخالفة القول العمل . أفلا تعقلون قبح صنيعكم فيصدكم عنه أو أفلا عقل لكم يمنعكم عما تعلمون وخامة عاقبته والعقل في الأصل الحبس سمي به الإدراك الإنساني لأنه يحبسه عما يقبح ويعقله على ما يحسن ثم القوة التي بها النفس تدرك هذا الإدراك والآية ناعية على من يعظ غيره ولا يتعظ بنفسه سوء صنيعه وخبث نفسه وأن فعله فعل الجاهل بالشرع أو الأحمق الخالي عن العقل فإن الجامع بينهما تأبى عنه شكيمته والمراد بها حث الواعظ على تزكية النفس والإقبال عليها بالتكميل لتقوم فيقيم غيره لا منع الفاسق عن الوعظ فإن الإخلال بأحد الأمرين المأمور بهما لا يوجب الإخلال بالآخر . واستعينوا بالصبر والصلاة متصل بما قبله كأنهم لما أمروا بما يشق عليهم لما فيه من الكلفة وترك الرياسة والإعراض عن المال عولجوا بذلك والمعنى استعينوا على حوائجكم بانتظار النجح والفرج توكلا على الله أو بالصوم الذي هو صبر عن المفطرات لما فيه من كسر الشهوة وتصفية النفس والتوسل بالصلاة والالتجاء إليها فإنها جامعة لأنواع العبادات النفسانية والبدنية من الطهارة وستر العورة وصرف المال فيهما والتوجه
    إلى الكعبة والعكوف للعبادة وإظهار الخشوع بالجوارح وإخلاص النية بالقلب ومجاهدة الشيطان ومناجاة الحق وقراءة القرآن والتكلم بالشهادتين وكف النفس عن الأطيبين حتى تجابوا إلى تحصيل المآرب وجبر المصائب روي أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ويجوز أن يراد بها الدعاء . وإنها أي وإن الاستعانة بهما أو الصلاة وتخصيصها برد الضمير إليها لعظم شأنها واستجماعها ضروبا من الصبر أو جملة ما أمروا بها ونهوا عنها . لكبيرة لثقيلة شاقة كقوله تعالى كبر على المشركين ما تدعوهم إليه . إلا على الخاشعين أي المخبتين والخشوع الإخبات ومنه الخشعة للرملة المتطامنة والخضوع اللين والانقياد ولذلك يقال الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب . الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون أي يتوقعون لقاء الله تعالى ونيل ما عنده أويتيقنون أنهم يحشرون إلى الله فيجازيهم ويؤيده أن في مصحف ابن مسعود يعلمون وكأن الظن لما شابه العلم في الرجحان أطلق عليه لتضمن معنى التوقع قال أوس بن حجر
    ^ ^ فأرسلته مستيقن الظل أنه مخالط ما بين الشراسيف جائف وإنما لم تثقل عليهم ثقلها على غيرهم فإن نفوسهم مرتاضة بأمثالها متوقعة في مقابلتها ما يستحقر لأجله مشاقها ويستلذ بسببه متاعبها ومن ثمة قال عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة /ح/ . يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم كرره للتأكيد وتذكير التفضيل الذي هو أجل النعم خصوصا وربطه بالوعيد الشديد تخويفا لمن غفل عنها وأخل بحقوقها . وأني فضلتكم عطف على نعمتي . على العالمين أي عالمي زمانهم يريد به تفضيل آبائهم الذين كانوا في عصر موسى عليه الصلاة والسلام وبعده قبل أن يضروا بما منحهم الله تعالى من العلم والإيمان والعمل الصالح وجعلهم أنبياء وملوكا مقسطين واستدل به على تفضيل البشر على الملك وهو ضعيف .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  3. #43
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران


    ^ ^ واتقوا يوما أي ما فيه من الحساب والعذاب . لا تجزي نفس عن نفس شيئا لا تقضي عنها شيئا من الحقوق أو شيئا من الجزاء فيكون نصبه على المصدر وقرىء لا تجزئ من أجزأ عنه إذا أغنى وعلى هذا تعين أن يكون مصدرا وإيراده منكرا مع تنكير النفسين للتعميم والإقناط الكلي والجملة صفة ليوما والعائد فيها محذوف تقديره لا تجزي فيه ومن لم يجوز حذف العائد المجرور قال اتسع فيه فحذف عنه الجار وأجري مجرى المفعول به ثم حذف كما حذف من قوله أم مال أصابوا . ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل أي من النفس الثانية العاصية أو من الأولى وكأنه أريد بالآية نفي أن يدفع العذاب أحد عن أحد من كل وجه محتمل فإنه إما أن يكون قهرا أو غيره والأول النصرة والثاني إما أن يكون مجانا أو غيره والأول أن يشفع له والثاني إما بأداءما كان عليه وهو أن يجزي عنه أو بغيره وهو أن يعطى عنه عدلا والشفاعة من الشفع كأن المشفوع له كان فردا فجعله الشفيع شفعا بضم نفسه إليه والعدل الفدية وقيل البدل وأصله التسوية سمي به الفدية لأنها سميت بالمفدى وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ولا تقبل بالتاء .
    ^ ^ ولا هم ينصرون يمنعون من ع ذاب الله والضمير لما دلت عليه النفس الثانية المنكرة الواقعة في سياق النفس من النفوس الكثيرة وتذكيره بمعنى العباد أو الأناسي والنصر أخص من المعونة لاختصاصه بدفع الضر وقد تمسكت المعتزلة بهذه الآية على نفي الشفاعة لأهل الكبائر وأجيب بأنها مخصوصة بالكفار للآيات والأحاديث الواردة في الشفاعة ويؤيده أن الخطاب معهم والأية نزلت ردا لما كانت اليهود تزعم أن آباءهم تشفع لهم . وإذ نجيناكم من آل فرعون تفصيل لما أجمله في قوله اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وعطف على نعمتي عطف جبريل و ميكائيل على الملائكة وقرىء أنجيتكم وأصل آل أهل لأن تصغيره أهيل وخص بالإضافةإلى أولي الخطر كالأنبياء والملوك و فرعون لقب لمن ملك العمالقة ككسرى وقيصر لملكي الفرس والروم ولعتوهم اشتق منه تفرعن الرجل إذا عتا وتجبر وكان فرعون موسى مصعب بن ريان وقيل ابنه وليد من بقايا عاد وفرعون يوسف عليه السلام ريان وكان بينهما أكثرمن أربعمائة سنة . يسومونكم يبغونكم من سامه خسفاإذا أولاه ظلما وأصل السوم الذهاب في طلب الشيء .
    ^ ^ سوء العذاب أفظعه فإنه قبيح بالإضافة إلى سائره والسوء مصدر ساء يسوء ونصبه على المفعول ليسومونكم والجملة حال من الضمير في نجيناكم أومن آل فرعون أو منهما جميعا لأن فيها ضمير كل واحد منهما . يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم بيان ليسومونكم ولذلك لم يعطف وقرىء يذبحون بالتخفيف وإنما فعلوا بهم ذلك لأن فرعون رأى في المنام أو قال له الكهنة سيولد منهم من يذهب بملكه فلم يرد اجتهادهم من قدر الله شيئا . وفي ذلكم بلاء محنة إن أشير بذلكم إلى صنيعهم ونعمة إن أشير به إلى الإنجاء وأصله الاختبار لكن لما كان اختبار الله تعالى عباده تارة بالمحنة وتارة بالمنحة أطلق عليهما ويجوز أن يشار بذلكم إلى الجملة ويراد به الامتحان الشائع بينهما . من ربكم بتسليطهم عليكمأو ببعث موسى عليه السلام وتوفيقه لتخليصكم أو بهما عظيم صفة بلاء وفي الآية تنبيه على أن ما يصيب العبد من خير أو شر إختبار من الله تعالى فعليه أن يشكر على مساره ويصبر على مضاره ليكون من خير المختبرين . وإذ فرقنا بكم البحر فلقناه وفصلنا بين بعضه وبعض حتى حصلت فيه مسالك بسلوككم فيه أو بسبب إنجائكم أو ملتبسا بكم كقوله تدوس بنا الجماجم والتريبا ^ ^
    وقرىء فرقنا على بناء التكثير لأن المسالك كانت اثني عشر بعدد الأسباط . فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون أراد به فرعون وقومه واقتصر على ذكرهم للعلم بأنه كان أولى به وقيل شخصه كما روي أن الحسن رضي الله تعالى عنه كان يقول اللهم صل على آل محمد أي شخصه واستغني بذكره عن ذكر أتباعه . وأنتم تنظرون ذلك أي غرقهم وإطباق البحر عليهم أو انفلاق البحر عن طرق يابسة مذللة أو جثثهم التي قذفها البحر إلى الساحل أو ينظر بعضكم بعضا روي أنه تعالى أمر موسى عليه السلام أن يسري ببني إسرائيل فخرج بهم فصبحهم فرعون وجنوده وصادفهم على شاطىء البحر فأوحى الله تعالى إليه أن أضرب بعصاك البحر فضربه فظهر فيه اثنا عشر طريقا يابسا فسلكوها فقالوا يا موسى نخاف أن يغرق بعضنا ولا نعلم ففتح الله فيها كوى فتراؤوا وتسامعوا حتى عبروا البحر ثم لما وصل إليه فرعون ورآه منفلقا اقتحم فيه هو وجنوده فالتطم عليهم وأغرقهم أجمعين . واعلم أن هذه الواقعة من أعظم ما أنعم الله به على بني إسرائيل ومن الآيات الملجئة إلى العلم بوجود الصانع الحكيم وتصديق موسى عليه الصلاة والسلام ثم إنهم بعد ذلك اتخذوا العجل وقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ونحو ذلك فهم بمعزل في الفطنة والذكاء وسلامة النفس وحسن الاتباع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع أن ما تواتر من معجزاته أمور نظرية مثل القرآن والتحدي به والفضائل المجتمعة فيه الشاهدة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم دقيقة تدركها الأذكياء وإخباره عليه الصلاة والسلام عنها من جملة معجزاته على ما مر تقريره .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  4. #44
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    ^ ^ وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة لما عادوا إلى مصر بعد هلاك فرعون وعدا لله موسى أن يعطيه التوراة وضرب له ميقاتا ذا القعدة وعشر ذي الحجة وعبر عنها بالليالي لأنها غرر الشهور وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي واعدنا لأنه تعالى وعده الوحي ووعده موسى عليه السلام المجيء للميقات إلى الطور . ثم اتخذتم العجل إلها أو معبودا . من بعده من بعد موسى عليه السلام أو مضيه . وأنتم ظالمون بإشراككم . ثم عفونا عنكم حين تبتم والعفو محو الجريمة من عفا إذا درس من بعد ذلك أي الاتخاذ لعلكم تشكرون أي لكي تشكروا عفوه . وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان يعني التوراة الجامع بين كونه كتابا منزلا وحجة تفرق بين الحق والباطل وقيل أراد بالفرقان معجزاته الفارقة بين المحق والمبطل في الدعوى أو بين الكفر والأيمان وقيل الشرع الفارق بين الحلال والحرام أو النصر الذي فرق بينه وبين عدوه كقوله تعالى يوم الفرقان يريد به يوم بدر .
    ^ ^ لعلكم تهتدون لكي تهتدوا بتدبر الكتاب والتفكر في الآيات . وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاعزموا على التوبة والرجوع إلى من خلقكم براء من التفاوت ومميزا بعضكم عن بعض بصور وهيئات مختلفة وأصل التركيب لخلوص الشيء عن غيره إما على سبيل التقصي كقولهم بريء المريض من مرضه والمديون من دينه أو الإنشاء كقولهم برأالله آدم من الطين أو فتوبوا . فاقتلوا أنفسكم إتماما لتوبتكم بالبخع أو قطع الشهوات كما قيل من لم يعذب نفسه لم ينعمها ومن لم يقتلها لم يحيها وقيل أمروا أن يقتل بعضهم بعضا وقيل أمر من لم يعبد العجل أن يقتل العبدة روي أن الرجل كان يرى بعضه وقريبه فلم يقدر على المضي لأمر الله فأرسل الله ضبابة وسحابة سوداء لا يتباصرون فأخذوا يقتتلون من الغداة إلى العشي حتى دعا موسى وهارون فكشفت السحابة ونزلت التوبة وكانت ال قتلى سبعين ألفا والفاء الأولى للتسبب والثانية للتعقيب . ذلكم خير لكم عند بارئكم من حيث إنه طهرة من الشرك ووصلة إلى الحياة الأبدية والبهجة السرمدية . فتاب عليكم متعلق بمحذوف إن جعلته من كلام موسى عليه السلام لهم تقديره
    إن فعلتم ما أمرتم به فقد تاب عليكم أو عطف على محذوف إن جعلته خطابا من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات كأنه قال ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم بارئكم وذكر البارىء وترتيب الأمر عليه إشعار بأنهم بلغوا غاية الجهالة والغباوة حتى تركوا عبادة خالقهم الحكيم إلى عبادة البقر التي هي مثل في الغباوة وأن من لم يعرف حق منعمه حقيق بأن لا يسترد منه ولذلك أمروا بالقتل وفك التركيب . إنه هو التواب الرحيم للذي يكثر توفيق التوبة أو قبولها من المذنبين ويبالغ في الإنعام عليهم . وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك أي لأجل قولك أو لن نقر لك . حتى نرى الله جهرة عيانا وهي في الأصل مصدر قولك جهرت بالقراءة استعيرت للمعاينة ونصبها على المصدر لأنها نوع من الرؤية أو الحال من الفاعل أو المفعول وقرىء جهرة بالفتح على أنها مصدر كالغلبة أو جمع جاهر كالكتبة فيكون حالا من الفاعل قطعا والقائلون هم السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام للميقات وقيل عشرة آلاف من قومه والمؤمن به إن الله الذي أعطاك التوراة وكلمك أو إنك نبي . فأخذتكم الصاعقة لفرط العناد والنعت وطلب المستحيل فإنهم ظنوا أنه تعالى
    يشبه الأجسام فطلبوا رؤيته رؤية الأجسام في الجهات والأحياز المقابلة للرائي وهي محال بل الممكن أن يرى رؤية منزهة عن الكيفية وذلك للمؤمنين في الآخرة ولأفراد من الأنبياء في بعض الأحوال في الدنيا قيل جاءت نار من السماء فأحرقتهم وقيل صيحة وقيل جنود سمعوا بحسيسها فخروا صعقين ميتين يوما وليلة . وأنتم تنظرون ما أصابكم بنفسه أو أثره . ثم بعثناكم من بعد موتكم بسبب الصاعقة وقيد للبعث لأنه قد يكون عن إغماء أو نوم كقوله تعالى ثم بعثناهم . لعلكم تشكرون نعمة البعث أو ما كفرتموه لما رأيتم بأس الله بالصاعقة . وظللنا عليكم الغمام سخر الله لهم السحاب يظلهم من الشمس حين كانوا في التيه .
    ^ ^ وأنزلنا عليكم المن والسلوى الترنجبين والسماني قيل كان ينزل عليهم المن مثل الثلج من الفجر إلى الطلوع وتبعث الجنوب عليهم السماني وينزل بالليل عمود نار يسيرونفي ضوئه وكانت ثيابهم لا تتسخ ولا تبلى . كلوا من طيبات ما رزقناكم على إرادة القول . وما ظلمونا فيه اختصار وأصله فظلموا بأن كفروا هذه النعم وما ظلمونا . ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالكفران لأنه لا يتخطاهم ضرره . وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية يعني بيت المقدس وقيل أريحا أمروا به بعد التيه . فكلوا منها حيث شئتم رغدا واسعا ونصبه على المصدر أو الحال من الواو . وادخلوا الباب أي باب القرية أو القبة التي كانوا يصلون إليها فإنهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى عليه الصلاة والسلام .
    ^ ^
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  5. #45
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    سجدا متطامنين مخبتين أو ساجدين لله شكرا على إخراجهم من التيه . ^ وقولوا حطة ^ أي مسألتنا أو أمرك حطة وهي فعلة من الحط كالجلسة وقرىء بالنصب على الأصل بمعنى حط عنا ذنوبنا حطة أو على أنه مفعول قولوا أي قولوا هذه الكلمة وقيل معناه أمرنا حطة أي أن نحط في هذه القرية ونقيم بها . ^ نغفر لكم خطاياكم ^ بسجودكم ودعائكم وقرأ نافع بالياء وابن عامر بالتاء على البناء للمفعول وخطايا أصله خطايىء كخطايع فعند سيبويه أنه أبدلت الياء الزائدة همزة لوقوعها بعد الألف واجتمعت همزتان فأبدلت الثانية ياء ثم قلبت ألفا وكانت الهمزة بين الألفين فأبدلت ياء وعند الخليل قدمت الهمزة على الياء ثم فعل بهما ما ذكر . ^ وسنزيد المحسنين ^ ثوابا جعل الامتثال توبة للمسيء وسبب زيادة الثواب للمحسن وأخرجه عن صورة الجواب إلى الوعد أيهاما بأن المحسن بصدد ذلك وإن لم يفعله فكيف إذا فعله وأنه تعالى يفعل لا محالة .
    ^ فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ^ بدلوا بما أمروا به من التوبة والاستغفار بطلب ما يشتهون من أعراض الدنيا . ^ فأنزلنا على الذين ظلموا ^ كرره مبالغة في تقبيح أمرهم وإشعارا بأن الإنزال عليهم لظلمهم بوضع غير المأمور به موضعه أو على أنفسهم بأن تركوا ما يوجب نجاتها إلى ما يوجب هلاكها . ^ رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ^ عذابا مقدرا من السماء بسبب فسقهم والرجز في الأصل ما يعاف عنه وكذلك الرجس وقرىء بالضم وهو لغة فيه والمراد به الطاعون روي أنه مات في ساعة أربعة وعشرون ألفا . وإذا استسقى موسى لقومه لما عطشوا في التيه . ^ فقلنا اضرب بعصاك الحجر ^ اللام فيه للعهد على ما روي أنه كان حجرا طوريا حمله معه وكانت تنبع من كل وجه ثلاث أعين تسيل كل عين في جدول إلى سبط وكانوا ستمائة ألف وسعة المعسكر اثنا عشر ميلا أو حجرا أهبطه آدم من الجنة ووقع إلى شعيب عليه السلام فأعطاه لموسى مع العصا أو الحجر الذي فر بثوبه لما وضعه عليه ليغتسل وبرأه الله به عما رموه به من الأدرة فأشار إليه جبريل عليه السلام بحمله أو للجنس وهذا أظهر في الحجة قيل لم يأمره بأن يضرب حجرا بعينه ولكن لما قالوا كيف بنا لو أفضينا إلى أرض لا حجارة بها حمل حجرا في مخلاته وكان يضربه بعصاه إذا نزل
    فينفجر ويضربه بها إذا ارتحل فييبس فقالوا إن فقد موسى عصاه متنا عطشا فأوحى الله إليه لا تقرع الحجر وكلمه يطعك لعلهم يعتبرون وقيل كان الحجر من رخام وكان ذراعا في ذراع والعصا عشرة أذرع على طول موسى عليه السلام من آس الجنة ولها شعبتان تتقدان في الظلمة . ^ فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ^ متعلق بمحذوف تقديره فإن ضربت فقد انفجرت أو فضرب فانفجرت كما مر في قوله تعالى ^ فتاب عليكم ^ وقرىء عشرة بكسر الشين وفتحها وهما لغتان فيه . ^ قد علم كل أناس ^ كل سبط مشربهم عينهم التي يشربون منها ^ كلوا واشربوا ^ على تقدير القول . ^ من رزق الله ^ يريد به ما رزقهم الله من المن والسلوى وماء العيون وقيل الماء وحده لأنه يشرب ويؤكل مما ينبت به ^ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ^ لا تعتدوا حال إفسادكم وإنما قيده لأنه وإن غلب في الفساد قد يكون منه ما ليس بفساد كمقابلة الظالم المعتدي بفعله ومنه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر عليه السلام الغلام وخرقه
    السفينة ويقرب منه العيث غير أنه يغلب فيما يدرك حسا ومن أنكر أمثال هذه المعجزات فلغاية جهله بالله وقلة تدبره في عجائب صنعه فإنه لما أمكن أن يكون من الأحجار ما يحلق الشعر وينفر عن الخل ويجذب الحديد لم يمتنع أن يخلق الله حجرا يسخره لجذب الماء من تحت الأرض أو لجذب الهواء من الجوانب ويصيره ماء بقوة التبريد ونحو ذلك . ^ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ^ يريدون به ما رزقوا في التيه من المن والسلوى وبوحدته أنه لا يختلف ولا يتبدل كقولهم طعاممائدة الأمير واحد يريدون أنه لا تتغير ألوانه وبذلك أجمعوا أو ضرب واحد لأنهما طعام أهل التلذذ وهم كانوا فلاحة فنزعوا إلى عكرهم واشتهوا ما ألفوه ^ فادع لنا ربك ^ سله لنا بدعائك إياه ^ يخرج لنا ^ يظهر ويوجد وجزمه بأنه جواب فادع فإن دعوته سبب الإجابة ^ مما تنبت الأرض ^ من الإسناد المجازي وإقامة القابل مقام الفاعل ومن للتبعيض ^ من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ^ تفسير وبيان وقع موقع الحال وقيل بدل بإعادة الجار والبقل ما أنبتته الأرض من الخضر والمراد به أطايبه التي تؤكل والفوم الحنطة ويقال للخبز ومنه فوموا لنا وقيل الثوم وقرىء قثائها بالضم وهو لغة فيه قال أي الله أو موسى عليه السلام .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  6. #46
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران


    ^ أتستبدلون الذي هو أدنى ^ أقرب منزلة وأدون قدرا وأصل الدنو القرب في المكان فاستعير للخسة كما استعير البعد للشرف والرفعة فقيل بعيد المحل بعيد الهمة وقرىء أدنأ من الدناءة ^ بالذي هو خير ^ يريد به المن والسلوى فإنه خير في اللذة والنفع وعدم الحاجة إلى السعي ^ اهبطوا مصرا ^ انحدروا إليه من التيه يقال هبط الوادي إذا نزل به وهبط منه إذا خرج منه وقرىء بالضم والمصر البلد العظيم وأصله الحد بين الشيئين وقيل أراد به العلم وإنما صرفه لسكونوسطه أو على تأويل البلد ويؤيده أنه غير منون في مصحف ابن مسعود وقيل أصله مصراتم فعرب ^ فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة ^ أحيطت بهم إحاطة ال قبة بمن ضربت عليه أو ألصقت بهم من ضرب الطين على الحائط مجازاة لهم على كفران النعمة واليهود في غالب الأمر أذلاء مساكين إما على الحقيقة أو على التكلف مخافة أن تضاعف جزيتهم ^ وباؤوا بغضب من الله ^ رجعوا به أو صاروا أحقاء بغضبه من باء فلان بفلان إذا كان
    حقيقا بأن يقتل به وأصل البوء المساواة ذلك إشارة إلى ما سبق من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب ^ بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ^ بسبب كفرهم بالمعجزات التي من جملتها ما عد عليهم من فلق البحر وإظلال الغمام وإنزال المن والسلوى وانفجار العيون من الحجر أو بالكتب المنزلة كالإنجيل والفرقان وآية الرجم والتي فيها نعت محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة وقتلهم الأنبياء فإنهم قتلوا شعياء وزكريا ويحيى وغيرهم بغير الحق عندهم إذ لم يروا منهم ما يعتقدون به جواز قتلهم وإنما حملهم على ذلك اتباع الهوى وحب الدنيا كما أشار إليه بقوله ^ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ^ أي جرهم العصيان والتمادي والاعتداء فيه إلى الكفر بالآيات وقتل النبيين فإن صغار الذنوب سبب يؤدي إلى ارتكاب كبارها كما أن صغار الطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها وقيل كرر الإشارة للدلالة على أن ما لحقهم كما هو بسبب الكفر والقتل فهو بسبب ارتكابهم المعاصي واعتدائهم حدود الله تعالى وقيل الإشارة إلى الكفر والقتل والباءبمعنى مع وإنما جوزت الإشارة بالمفرد إلى شيئين فصاعدا على تأويل ما ذكر أو تقدم للاختصار ونظيره في الضمير قول رؤبة يصف بقرة فيها خطوط من سواد وبلق كأنه في الجلد توليع البهق والذي حسن ذلك أن تثنية المضمرات والمبهمات وجمعها وتأنيثها ليست على الحقيقة ولذلك جاء الذي بمعنى الجمع . ^ إن الذين آمنوا ^ بألسنتهم يريد به المتدينين بدين محمد صلى الله عليه وسلم المخلصين منهم
    والمنافقين وقيل المنافقين لانخراطهم في سلك الكفرة ^ والذين هادوا ^ تهودوا يقال هاد وتهود إذا دخل في اليهودية ويهود إما عربي من هاد إذا تاب سموا بذلك لما تابوا من عبادة العجل وإما معرب يهوذا وكأنهم سموا باسم أكبر أولاد يعقوب عليه السلام والنصارى جمع نصران كندامى وندمان والياء في نصراني للمبالغة كما في أحمري سموا بذلك لأنهم نصروا المسيح عليه السلام أو لأنهم كانوا معه في قرية يقال لها نصران أو ناصرة فسموا باسمها أو من اسمها والصابئين قوم بين النصارى والمجوس وقيل أصل دينهم دين نوح عليه السلام وقيل هم عبدة الملائكة وقيل عبدة الكواكب وهو إن كان عربيا فمن صبأ إذا خرج وقرأ نافع وحده بالياء إما لأنه خفف الهمزة وأبدلها ياء أو لأنه من صبأ إذا مال لأنهم مالوا عن سائر الأديان إلى دينهم أو من الحق إلى الباطل . ^ من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ^ من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ مصدقا بقلبه بالمبدأ والمعاد عاملا بمقتضى شرعه وقيل من آمن من هؤلاء الكفرة إيمانا خالصا ودخل في الإسلام دخولا صادقا ^ فلهم أجرهم عند ربهم ^ الذي وعد لهم على إيمانهم وعملهم ^ ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ^ حين يخاف الكفار من العقاب
    ويحزن المقصرون على تضييع العمر وتفويت الثواب و من مبتدأ خبره ^ فلهم أجرهم ^ والجملة خبر إن أو بدل من اسم إن وخبرها ^ فلهم أجرهم ^ والفاء لتضمن المسند إليه معنى الشرط وقد منع سيبويه دخولها في خبر إن من حيث إنها لا تدخل الشرطية ورد بقوله تعالى ^ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ^ . ^ وإذ أخذنا ميثاقكم ^ باتباع موسى والعمل بالتوراة ^ ورفعنا فوقكم الطور ^ حتى أعطيتم الميثاق روي أن موسى عليه الصلاة والسلام لما جاءهم بالتوراة فرأوا ما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم وأبوا قبولها فأمر جبريل عليه السلام فقلع الطور فظلله فوقهم حتى قبلوا خذوا على إرادة القول ^ ما آتيناكم ^ من الكتاب بقوة بجد وعزيمة ^ واذكروا ما فيه ^ ادرسوه ولا تنسوه أو تفكروا فيه فإنه ذكر بالقلب أو اعملوا به ^ لعلكم تتقون ^ لكي تتقوا المعاصي أو رجاء منكم أن تكونوا متقين ويجوز عند المعتزلة أن يتعلق بالقول المحذوف أي قلنا خذوا واذكروا إرادة أن تتقوا .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  7. #47
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران


    ^ ثم توليتم من بعد ذلك ^ أعرضتم عن الوفاء بالميثاق بعد أخذه ^ فلولا فضل الله عليكم ورحمته ^ بتوفيقكم للتوبة أو بمحمد صلى الله عليه وسلم يدعوكم إلى الحق ويهديكم إليه ^ لكنتم من الخاسرين ^ المغبونين بالانهماك في المعاصي أو بالخبط والضلال في فترة من الرسل ولو في الأصل لامتناع الشيء لامتناع غيره فإذا دخل على لا أفاد إثباتا وهو امتناع الشيء لثبوت غيره والاسم الواقع بعده عند سيبويه مبتدأ خبره واجب الحذف لدلالة الكلام عليه وسد الجواب مسده وعند الكوفيين فاعل فعل محذوف .
    ^ ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت ^ اللام موطئة لقسم والسبت مصدر قولك سبتت اليهود إذا عظمت يوم السبت وأصله القطع أمروا بأن يجردوه للعبادة فاعتدى فيه ناس منهم في زمن داود عليه السلام واشتغلوا بالصيد وذلك أنهم كانوا يسكنون قرية على ساحل يقال لها أيلة وإذا كان يوم السبت لم يبق حوت في البحر إلا حضر هناك وأخرج خرطومه فإذا مضى تفرقت فحفروا حياضا وشرعوا إليها الجداول وكانت الحيتان تدخلها يوم السبت فيصطادونها يوم الأحد ^ فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ^ جامعين بين صورة القردة والخسوء وهو الصغار والطرد وقال مجاهد ما مسخت صورهم ولكن قلوبهم فمثلوا بالقردة كما مثلوا بالحمار في قوله تعالى ^ كمثل الحمار يحمل أسفارا ^ وقوله كونوا ليس بأمر إذ لا قدرة لهم عليه وإنما المراد به سرعة
    التكوين وأنهم صاروا كذلك كما أراد بهم وقرئ قردة بفتح القاف وكسر الراء وخاسين بغير همزة . فجعلناها أي المسخة أو العقوبة نكالا عبرة تنكل المعتبر بها أي تمنعه ومنه النكل للقيد ^ لما بين يديها وما خلفها ^ لما قبلها وما بعدها من الأمم إذ ذكرت حالهم في زبر الأولين واشتهرت قصتهم في الآخرين أو لمعاصريهم ومن بعدهم أو لما بحضرتها من القرى وما تباعد عنها أو لأهل تلك القرية وما حواليها أو لأجل ما تقدم عليها من ذنوبهم وما تأخر منها ^ وموعظة للمتقين ^ من قومهم أو لكل متق سمعها . ^ وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ^ أول هذه القصة قوله تعالى ^ وإذ قتلتم نفسا فأدارأتم فيها ^ وإنما فكت عنه وقدمت عليه لاستقلالها بنوع آخر من مساويهم وهو الاستهزاء بالأمر والاستقصاء في السؤال وترك المسارعة إلى الامتثال وقصته أنه كان فيهم شيخ موسر فقتل ابنه بنو أخيه طمعا في ميراثه وطرحوه على باب المدينة ثم جاءوا يطالبون بدمه فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبر بقاتله ^ قالوا أتتخذنا هزوا ^ أي مكان هزؤ أو أهله ومهزوءا بنا أو الهزء نفسه لفرط
    الاستهزاء استبعادالما قاله واستخفافا به وقرأ حمزة وإسماعيل عن نافع بالسكون وحفص عن عاصم بالضم وقلب الهمزة واوا ^ قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ^ لأن الهزؤ في مثل ذلك جهل وسفه نفى عن نفسه ما رمي به على طريقة البرهان وأخرج ذلك في صورة الاستعاذة استفظاعا له . ^ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ^ أي ما حالها وصفتها وكان حقهم أن يقولوا أي بقرة هي أو كيف هي لأن ما يسأل به عن الجنس غالبا لكنهم لما رأوا ما أمروا به على حال لم يوجد بها شيء من جنسه أجروه مجرى ما لم يعرفوا حقيقته ولم يروا مثله ^ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولابكر ^ لا مسنة ولا فتية يقال فرضت البقرة فروضا من الفرض وهو القطع كأنها فرضت سنها وتركيب البكر للأولية ومن البكرة والباكورة . عوان نصف قال نواعم بين أبكار وعون .
    ^ بين ذلك ^ أي بين ما ذكر من الفارض والبكر ولذلك أضيف إليه بين فإنه لا يضاف إلا إلى متعدد وعود هذه الكنايات وإجراء تلك الصفات على بقرة يدل على أن المراد بها معينة ويلزمه تأخير البيان عن وقت الخطاب ومن أنكر ذلك زعم أن المراد بها بقرة من شق البقر غير مخصوصة ثم انقلبت مخصوصة بسؤالهم ويلزمه النسخ قبل الفعل فإن التخصيص إبطال للتخيير الثابت بالنص والحق جوازهما ويؤيد الرأي الثاني ظاهر اللفظ والمروي عنه عليه الصلاة والسلام لو ذبحوا أي بقرة أرادوا لأجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم وتقريعهم بالتمادي وزجرهم على المراجعة بقوله ^ فافعلوا ما تؤمرون ^ أي ما تؤمرونه بمعنى تؤمرون به من قولهم أمرتك الخير فافعل ما أمرت به أو أمركم بمعنى مأموركم . ^ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ^ الفقوع نصوع الصفرة ولذلك تؤكد به فيقال أصفر فاقع كما يقال أسود حالك وفي إسناده إلى
    اللون وهو صفة صفراء لملابسته بها فضل تأكيد كأنه قيل صفراء شديدة الصفرة صفرتها وعن الحسن سوداء شديدة السواد وبه فسر قوله تعالى جمالات صفر قال الأعشى تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب ولعله عبر بالصفرة عن السواد لأنها من مقدماته أو لأن سواد الإبل تعلوه صفرة وفيه نظر لأن الصفرة بهذا المعنى لا تؤكد بالفقوع ^ تسر الناظرين ^ أي تعجبهم والسرور أصله لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه من السر . ^ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ^ تكرير للسؤال الأول واستكشاف زائد وقوله ^ إن البقر تشابه علينا ^ اعتذار عنه أي إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا وقرئ إن الباقر وهو اسم لجماعة البقر والأباقر والبواقر ويتشابه وتتشابه بالياء والتاء وتشابه ويشابه ويتشابه بطرح التاء وإدغامها في الشين على التذكير والتأنيث
    وتشابهت وتشابهت مخففا ومشددا وتشبه بمعنى تتشبه وتشبه بالتذكير ومتشابه ومتشابهة ومتشبه ومتشبهة ^ وإنا إن شاء الله لمهتدون ^ إلى المراد ذبحها أو إلى القاتل وفي الحديث لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد واحتج به أصحابنا على أن الحوادث بإرادة الله سبحانه وتعالى وأن الأمر قد ينفك عن الإرادة وإلا لم يكن للشرط بعد الأمر معنى والمعتزلة والكرامية على حدوث الإرادة وأجيب بأن التعليق باعتبار التعلق .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  8. #48
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران


    ^ قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث ^ أي لم تذلل لكراب الأرض وسقي الحرث و ^ لا ذلول ^ صفة لبقرة بمعنى غير ذلول ولا الثانية مزيدة لتأكيد الأولى والفعلان صفتا ذلول كأنه قيل لا ذلول مثيرة وساقية وقرئ لا ذلول بالفتح أي حيث هي كقولك مررت برجل لا بخيل ولا جبان أي حيث هو وتسقي من أسقى مسلمة سلمها الله تعالى من العيوب أو أهلها من العمل أو أخلص لونها من سلم له كذا إذا خلص له ^ لا شية فيها ^ لا لون فيها يخالف لون جلدها وهي في الأصل مصدر وشاه وشياوشية إذا خلط بلونه لونا آخر ^ قالوا الآن جئت بالحق ^ أي بحقيقة وصف البقرة وحققتها لنا وقرىء الآن بالمد على الاستفهام ولان بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على السلام فذبحوها وما كادوا يفعلون لتطويلهم وكثرة مراجعاتهم أو لخوف الفضيحة في ظهور القاتل أو لغلاء ثمنها إذ روي أن شيخا صالحا منهم كان له عجلة فأتى بها الغيضة وقال اللهم إني استودعتكها لابني حتى يكبر فشبت وكانت وحيدة بتلك الصفات فساوموها من اليتيم وأمه حتى اشتروها بملء مسكها ذهبا وكانت البقرة إذ ذاك بثلاثة دنانير وكاد من أفعال المقاربة وضع لدنو الخبر حصولا فإذا دخل عليه النفي قيل معناه الإثبات مطلقا وقيل ماضيا والصحيح أنه كسائر الأفعال ولا ينافي قوله وما كادوا يفعلون قوله فذبحوها لاختلاف وقتيهما إذ المعنى أنهم ما قاربوا أن يفعلوا حتى
    انتهت سؤالاتهم وانقطعت تعللاتهم ففعلوا كالمضطر الملجأ إلى الفعل . وإذ قتلتم نفسا خطابا للجميع لوجود القتل فيهم فادارأتم فيها اختصمتم في شأنها إذ المتخاصمان يدفع بعضهما بعضا أو تدافعتم بأن طرح كل قتلها عن نفسه إلى صاحبه وأصله تدارأتم فأدغمت التاء في الدال واجتلبت لها همزة الوصل والله مخرج ما كنتم تكتمون مظهره لا محالة وأعمل مخرج لأنه حكاية مستقبل كما أعمل باسط ذراعيه لأنه حكاية حال ماضية . فقلنا اضربوه عطف على ادارأتم وما بينها اعتراض والضمير للنفس والتذكير على تأويل الشخص أو القتيل ببعضها أي بعض كان وقيل بأصغريها وقيل بلسانها وقيل بفخذها اليمنى وقيل بالأذن وقيل بالعجب كذلك يحيي الله الموتى يدل على ما حذف وهو فضربوه فحيي والخطاب مع من حضر حياة القتيل أو نزول الآية ويريكم آياته دلائله على كمال قدرته لعلكم تعقلون لكي يكمل عقلكم وتعلموا أن من قدر
    على إحياء نفس قدر على إحياء الأنفس كلها أو تعملوا على قضيته ولعله تعالى إنما لم يحيه ابتداء وشرط فيه ما شرط لما فيه من التقرب وأداء الواجب ونفع اليتيم والتنبيه على بركة التوكل والشفقة على الأولاد وأن من حق الطالب أن يقدم قربة والمتقرب أن يتحرى الأحسن ويغالي بثمنه كما روي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه ضحى بنجيبة اشتراها بثلاثمائة دينار وأن المؤثر في الحقيقة هو الله تعالى والأسباب أمارات لا إثر لها وأن من أراد أن يعرف أعدى عدوه الساعي في إماتته الموت الحقيقي فطريقه أن يذبح بقرة نفسه التي هي القوة الشهوية حين زال عنها شره الصبا ولم يلحقها ضعف الكبر وكانت معجبة رائقة المنظر غير مذللة في طلب الدنيا مسلمة عن دنسها لا سمة بها من مقابحها بحيث يصل أثره إلى نفسه فتحيا حياة طيبا وتعرب عما به ينكشف الحال ويرتفع ما بين العقل والوهم من التدارؤ والنزاع . ثم قست قلوبكم القساوة عبارة عن الغلظ مع الصلابة كما في الحجر وقساوة القلب مثل في نبوه عن الاعتبار وثم الاستبعاد القسوة من بعد ذلك يعني إحياء القتيل أو جميع ما عدد من الآيات فإنها مما توجب لين القلب فهي كالحجارة في قسوتها أو أشد قسوة منها والمعنى أنها في القساوة مثل الحجارة أو أزيد عليها أو أنها مثلها أو
    مثل ما هو أشد منها قسوة كالحديد فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ويعضده قراءة الحسن بالجر عطفا على الحجارة وأنما لم يقل أقسى لما في أشد من المبالغة والدلالة على اشتداد القسوتين واشتمال المفضل على زيادة و أو للتخيير أو للترديد بمعنى أن من عرف حالها شبهها بالحجارة أو بما هو أقسى منها . وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه ال ماء وإن منها لما يهبط من خشية الله تعليل للتفضيل والمعنى أن الحجارة تتأثر وتنفعل فإن منها ما
    يتشقق فينبع منه الماء وتنفجر منه الأنهار ومنها ما يتردى من أعلى الجبل انقيادا لما أراد الله تعالى به وقلوب هؤلاء لا تتأثر ولا تنفعل عن أمره تعالى والتفجر التفتح بسعة وكثرة والخشية مجاز عن الانقياد وقرىء إن على أنها المخففة من الثقيلة وتلزمها اللام الفارقة بينها وبين إن النافية ويهبط بالضم . وما الله بغافل عما تعملون وعيد على ذلك وقرأ ابن كثير ونافع ويعقوب وخلف وأبو بكر بالياء ضما إلى ما بعده والباقون بالتاء . أفتطمعون الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن يؤمنوا لكم أن يصدقوكم
    أو يؤمنوا لأجل دعوتكم يعني اليهود وقد كان فريق منهم طائفة من أسلافهم يسمعون كلام الله يعني التوراة ثم يحرفونه كنعت محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم أو تأويله فيفسرونه بما يشتهون وقيل هؤلاء من السبعين المختارين سمعوا كلام الله تعالى حين كلم موسى عليه السلام بالطور ثم قالوا سمعنا الله تعالى يقول في آخره إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا من بعد ما عقلوه أي فهموه بعقولهم ولم يبق لهم فيه ريبة وهم يعلمون أنهم مفترون مبطلون ومعنى الآية أن أحبار هؤلاء ومقدميهم كانوا على هذه الحالة فما ظنك بسفلتهم وجهالهم وأنهم إن كفروا وحرفوا فلهم سابقة في ذلك . وإذا لقوا الذين آمنوا يعني منافقيهم قالوا آمنا بأنكم على الحق وإن رسولكم هو المبشر به في التوراة وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أي الذين لم ينافقوا منهم عاتبين على من نافق أتحدثونهم بما فتح الله عليكم بما بين لكم في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم أو الذين نافقوا لأعقابهم إظهارا للتصلب في اليهودية ومنعا لهم عن إبداء ما وجدوا في كتابهم فينافقون الفريقين فالاستفهام على الأول تقريع وعلى الثاني إنكار ونهي ليحاجوكم به عند ربكم ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه جعلوا محاجتهم بكتاب الله وحكمه محاجة عنده كما يقال عند الله كذا ويراد به أنه جاء في كتابه وحكمه وقيل عند ذكر ربكم أو بين يدي رسول ربكم وقيل عند ربكم في القيامة وفيه نظر إذ الإخفاء لا يدفعه أفلا تعقلون إما من تمام كلام اللائمين وتقديره أفلا تعقلون أنهم يحاجونكم به فيحجونكم أو خطاب من الله تعالى للمؤمنين متصل بقوله أفتطمعون والمعنى أفلا تعقلون حالهم وأن لا مطمع لكم في إيمانهم .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  9. #49
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    ^ ^ أو لا يعلمون يعني هؤلاء المنافقين أو اللائمين أو كليهما أو إياهم والمحرفين أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ومن جملتهما إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان وإخفاء ما فتح الله عليهم وإظهار غيره وتحريف الكلم عن مواضعه ومعانيه . ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب جهلة لا يعرفون الكتابة فيطالعوا التوراة ويتحققوا ما فيها أو التوراة إلا أماني استثناء منقطع والأماني جمع أمنية وهي في الأصل ما يقدره الإنسان في نفسه من منى إذا قدر ولذلك تطلق على الكذب وعلى ما يتمنى وما يقرأ والمعنى لكن يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليدا من المحرفين أو مواعيد فارغة سمعوها منهم من أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة وقيل إلا ما يقرأون قراءة عارية عن معرفة المعنى وتدبره من قوله تمنى كتاب الله أول ليله تمني داود الزبور على رسل وهو لا يناسب وصفهم بأنهم أميون وإن هم إلا يظنون ما هم إلا قوم يظنون لا
    علم لهم وقد يطلق الظن بإزاء العلم على كل رأي واعتقاد من غير قاطع وإن جزم به صاحبه كاعتقاد المقلد والزائغ عن الحق لشبهة . فويل أي تحسر وهلك ومن قال إنه واد أو جبل في جهنم فمعناه أن فيها موضعا يتبوأ فيه من جعل له الويل ولعله سماه بذلك مجازا وهو في الأصل مصدر لا فعل له وإنما ساغ الابتداء به نكرة لأنه دعاء للذين يكتبون الكتاب يعني المحرفين ولعله أراد به ما كتبوه من التأويلات الزائغة بأيديهم تأكيد كقولك كتبته بيميني ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا كي يحصلوا به عرضا من أعراض الدنيا فإنه وإن جعل قليل بالنسبة إلى ما استوجبوه من العقاب الدائم فويل لهم مما كتبت أيديهم يعني المحرف وويل لهم مما يكسبون يريد به الرشى . وقالوا لن تمسنا النار المس اتصال الشيء بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة به واللمس كالطلب له ولذلك يقال ألمسه فلا أجده إلا أياما معدودة محصورة قليلة
    روي أن بعضهم قالوا نعذب بعدد أيام عبادة العجل أربعين يوما وبعضهم قالوا مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوما قل أتخذتم عند الله عهدا خبرا أو وعد بما تزعمون وقرأ ابن كثير وحفص بإظهار الذال والباقون بإدغامه فلن يخلف الله عهده جواب شرط مقدر أي إن اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده وفيه دليل على أن الخلف في خبره محال . أم تقولون على الله ما لا تعلمون أم معادلة لهمزة الاستفهام بمعنى أي الأمرين كائن على سبيل التقرير للعلم بوقوع أحدهما أو منقطعة بمعنى بل أتقولون على التقرير والتقريع . بلى إثبات لما نفوه من مساس النار لهم زمانا مديدا ودهرا طويلا على وجه أعم ليكون كالبرهان على بطلان قولهم وتختص بجواب النفي من كسب سيئة قبيحة والفرق بينها وبين الخطيئة أنها قد تقال فيما يقصد بالذات والخطيئة تغلب فيما يقصد
    بالعرض لأنه من الخطأ والكسب استجلاب النفع وتعليقه بالسيئة على طريق قوله فبشرهم بعذاب أليم . وأحاطت به خطيئته أي استولت عليه وشملت جملة أحواله حتى صار كالمحاط بها لا يخلو عنها شيء من جوانبه وهذا إنما يصح في شأن الكافر لأن غيره وإن لم يكن له سوى تصديق قلبه وإقرار لسانه فلم تحط الخطيئة به ولذلك فسرها السلف بالكفر وتحقيق ذلك أن من أذنب ذنبا ولم يقلع عنه استجره إلى معاودة مثله والانهماك فيه وارتكاب ما هو أكبر منه حتى تستولي عليه الذنوب وتأخذ بمجامع قلبه فيصير بطبعه مائلا إلى المعاصي مستحسنا إياها معتقدا أن لا لذة سواها مبغضا لمن يمنعه عنها مكذبا لمن ينصحه فيها كما قال الله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وقرأ نافع خطيئاته وقرىء خطيته وخطياته على القلب والإدغام فيهما فأولئك أصحاب النار ملازموها في الآخرة كما أنهم ملازمون أسبابها في الدنيا هم فيها خالدون دائمون أو لابثون لبثا طويلا والآية كما ترى لا حجة فيها على خلود صاحب الكبيرة وكذا التي قبلها . والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون جرت عادته سبحانه وتعالى على أن يشفع وعده بوعيده لترجى رحمته ويخشى عذابه وعطف العمل على إيمان يدل على خروجه عن مسماه . وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله إخبار في معنى النهي كقوله تعالى
    ^ ^ ولا يضار كاتب ولا شهيد وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أن المنهي سارع إلى الانتهاء فهو يخبر عنه ويعضده قراءة لا تعبدوا وعطف قولوا عليه فيكون على إرادة القول وقيل تقديره أن لا يعبدوا فلما حذف أن رفع كقوله ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي ويدل عليه قراءة ألا تعبدوا فيكون بدلا عن الميثاق أو معمولا له بحذف الجار وقيل إنه جواب قسم دل عليه المعنى كأنه قال وحلفناهملا يعبدون وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالتاء حكاية لما خوطبوا به والباقون بالياء لأنهم غيب وبالوالدين إحسانا تعلق بمضمر تقديره وتحسنون أو أحسنوا وذي القربى واليتامى والمساكين عطف على الوالدين واليتامى جمع يتيم كنديم وندامى وهو قليل ومسكين مفعيل من السكون كأن الفقر أسكنه وقولوا للناس حسنا أي قولا حسنا وسماه حسنا للمبالغة وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب حسنا بفتحتين وقرىء حسنا بضمتين وهو لغة أهل الحجاز وحسنى على المصدر كبشرى والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة يريد بهما ما فرض عليهم في ملتهم ثم توليتم على طريقة الالتفات ولعل الخطاب مع الموجودين منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قبلهم على التغليب أي أعرضتم عن الميثاق ورفضتموه إلا قليلا منكم يريد به من أقام اليهودية على وجهها قبل النسخ ومن أسلم منهم وأنتم معرضون قوم عادتكم الإعراض عن الوفاء والطاعة وأصل الإعراض الذهاب عن المواجهة إلى جهة العرض .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  10. #50
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم على نحو ما سبق والمراد به أن لا يتعرض بعضهم بعضا بالقتل والإجلاء عن الوطن وإنما جعل قتل الرجل غيره قتل نفسه لاتصاله به نسبا أو دينا أو لأنه يوجبه قصاصا وقيل معناه لا ترتكبوا ما يبيح سفك دمائكم وإخراجكم من دياركم أو لا تفعلوا ما يرديكم ويصرفكم عن الحياة الأبدية فإنه القتل في الحقيقة ولا تقترفوا ما تمنعون به عن الجنة التي هي داركم فإنه الجلاء الحقيقي ثم أقررتم بالميثاق واعترفتم بلزومه ^ وأنتم تشهدون ^ توكيد كقولك أقر فلان شاهدا على نفسه وقيل وأنتم أيها الموجودون تشهدون على إقرار أسلافكم فيكون إسناد الإقرار إليهم مجازا . ^ ثم أنتم هؤلاء ^ استبعاد لما ارتكبوه بعد الميثاق والإقرار به والشهادة عليه وأنتم مبتدأ وهؤلاء خبره على معنى أنتم بعد ذلك هؤلاء الناقصون كقولك أنت ذلك الرجل
    الذي فعل كذا نزل تغير الصفة منزلة تغير الذات وعدهم باعتبار ما أسند إليهم حضورا وباعتبار ما سيحكي عنهم غيبا وقوله تعالى تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم إما حال والعامل فيها معنى الإشارة أو بيان لهذه الجملة وقيل هؤلاء تأكيد
    والخبر هو الجملة وقيل بمعنى الذين والجملة صلته والمجموع هو الخبر وقرىء تقتلون على التكثير تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان حال من فاعل تخرجون أو من مفعوله أو كليهما والتظاهر التعاون من الظهر وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بحذف إحدى التاءين وقرىء بإظهارها وتظهرون بمعنى تتظهرون وإن يأتوكم أسارى تفادوهم روي أن قريظة كانوا حلفاء الأوس والنضير حلفاء الخزرج فإذا اقتتلا عاون كل فريق حلفاءه في القتل وتخريب الديار وإجلاء أهلها وإذا أسر أحد من الفريقين جمعوا كل فريق حلفاءه في القتل وتخريب الديار وإجلاء أهلها وإذا أسر أحد من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه وقيل معناه إن يأتوكم أسارى في أيدي الشياطين تتصدوا لإنقاذهم بالإرشاد والوعظ مع تضييعكم أنفسكم كقوله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وقرأ حمزة أسرى وهو جمع أسير كجريح وجرحى وأسارى جمعه كسكرى وسكارى وقيل هو أيضا جمع أسير وكأنه شبه بالكسلان وجمع جمعه وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وابن عامر تفدوهم وهو محرم عليكم إخراجهم متعلق بقوله وتخرجون فريقا منكم من ديارهم وما بينهما اعتراض والضمير للشأن أو مبهم ويفسره إخراجهم أو راجع إلى ما دل عليه تخرجون من المصدر وإخراجهم بدل أو بيان أفتؤمنون ببعض الكتاب يعني الفداء . وتكفرون ببعض يعني حرمة المقاتلة والإجلاء فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا كقتل قريظة وسبيهم وإجلاء بني النضير وضرب الجزية على غيرهم وأصل الخزي ذل يستحيا منه ولذلك يستعمل في كل منهما ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب لأن عصيانهم أشد وما الله بغافل عما تعملون تأكيد للوعيد أي الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لا يغفل عن أفعالهم وقرأ عاصم في رواية المفضل تردون على الخطاب لقوله منكم وابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وخلف ويعقوب يعملون على أن الضمير لمن .
    ^ ^ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة آثروا الحياة الدنيا على الآخرة فلا يخفف عنهم العذاب بنقض الجزية في الدنيا والتعذيب في الآخرة ولا هم ينصرون بدفعهما عنهم . ولقد آتينا موسى الكتاب أي التوراة وقفينا من بعده بالرسل أيأرسلنا علىأثره الرسل كقوله سبحانه وتعالى ثم أرسلنا رسلنا تترى يقال قفاه إذا تبعه وقفاه به إذا أتبعه إياه من القفا نحو ذنبه من الذنب وآتينا عيسى ابن مريم البينات المعجزات الواضحات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص والإخبار بالمغيبات أو الإنجيل وعيسى بالعبرية أبشوع ومريم بمعنى الخادم وهو بالعربية من النساء كالزير من الرجال قال رؤبة قلت لزير لم تصله مريمه ووزنه مفعل إذ لم يثبت فعيل وأيدناه وقويناه وقرىء آيدناه بالمد بروح القدس بالروح المقدسة كقولك حاتم الجود ورجل صدق وأراد به جبريل وقيل روح عيسى عليه الصلاةوالسلام ووصفها به لطهارته عن مس الشيطان أو لكرامته على الله سبحانه وتعالى ولذلك إضافة إلى نفسه تعالى أو لأنه لم تضمه الأصلاب والأرحام الطوامث أو الإنجيل أو اسم الله الأعظم الذي كان يحيي به الموتى وقرأ ابن كثير القدس بالإسكان في جميع القرآن أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم بما لا تحبه يقال هوي بالكسر هوى إذا أحب هويا بالفتح هوى بالضم إذا سقط ووسطت الهمزة بين الفاء وما تعلقت به توبيخا لهم على تعقيبهم ذاك بهذا وتعجيبا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  11. #51
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    45 ,,,,,,,,,,,,,,,

    من شأنهم ويحتمل أن يكون استئنافا والفاء للعطف على مقدر استكبرتم عن الإيمان واتباع الرسلففريقا كذبتم كموسى وعيسى عليهما السلام والفاء للسببية أو للتفصيل وفريقا تقتلون كزكريا ويحيى عليهما السلام وإنما ذكر بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية استحضارا لها في النفوس فإن الأمر فظيع أو مراعاة للفواصل أو للدلالة على أنكم بعد فيه فإنكم تحومون حول قتل محمد صلى الله عليه وسلم لولا أني أعصمه منكم ولذلك سحرتموه وسممتم له الشاة . وقالوا قلوبنا غلف مغشاة بأغطية خلقية لا يصل إليها ما جئت به ولا تفقهه
    مستعار من الأغلف الذي لم يختن وقيل أصله غلف جمع غلاف فخفف والمعنى أنها أوعية للعلم لا تسمع علما إلا وعته ولا تعي ما تقول أو نحن مستغنون بما فيها عن غيره بل لعنهم الله بكفرهم رد لما قالوه والمعنى أنها خلقت علىالفطرة والتمكن من قبول الحق ولكن الله خذلهم بكفرهم كما قال تعالى فأصمهم وأعمى أبصارهم أو هم كفرة ملعونون فمن أين لهم دعوى العلم والاستغناء عنك فقليلا ما يؤمنون فإيمانا قليلا يؤمنون وما مزيده للمبالغة في التقليل وهو إيمانهم ببعض الكتاب وقيل أراد بالقلة العدم . ولما جاءهم كتاب من عند الله يعني القرآن مصدق لما معهم من كتابهم وقرىء بالنصب على الحال من كتاب لتخصصه بالوصف وجواب لما محذوف دل عليه جواب لما الثانية وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا أي يستنصرون على المشركين ويقولون اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت في التوراة أو يفتحون عليهم ويعرفونهم أن نبيا يبعث منهم وقد قرب زمانه والسين للمبالغة والإشعار أن الفاعل يسأل ذلك عن نفسه فلما جاءهم ما عرفوا ^ من الحق ^ كفروا به حسدا وخوفا على الرياسة فلعنة الله على الكافرين أي عليهم وأتى بالمظهر للدلالة على أنهم لعنوا لكفرهم فتكون اللام للعهد ويجوز أن تكون للجنس ويدخلون فيه دخولا أوليا لأن الكلام فيهم . بئس ما اشتروا به أنفسهم ما نكرة بمعنى شيء مميزة لفاعل بئس المستكن
    واشتروا صفته ومعناه باعوا أو اشتروا بحسب ظنهم فإنهم ظنوا أنهم خلصوا أنفسهم من العقاب بما فعلوا أن يكفروا بما أنزل الله هو المخصوص بالذم بغيا طلبا لما ليس لهم وحسدا وهو علة أن يكفروا دون اشتروا للفصل أن ينزل الله لأن ينزل
    أي حسدوه على أن ينزل الله وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب بالتخفيف من فضله يعني الوحي على من يشاء من عباده على من اختاره للرسالة فباؤوا بغضب على غضب للكفر والحسد على من هو أفضل الخلق وقيل لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام أو بعد قولهم عزير ابن الله وللكافرين عذاب مهين يراد به إذلالهم بخلاف عذاب العاصي فإنه طهرة لذنوبه . وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله يعم الكتب المنزلة بأسرها قالوا نؤمن بما أنزل علينا أي بالتوراة ويكفرون بما وراءه حال من الضمير في قالوا ووراء في الأصل جعل ظرفا ويضاف إلى الفاعل فيراد به ما يتيوارى به وهو خلفه وإلى المفعول فيراد به ما يواريه وهو قدامه ولذلك عد من الأضداد وهو الحق الضمير لما وراءه والمراد به القرآن مصدقا لما معهم حال مؤكدة تتضمن رد مقالهم فإنهم لما كفروا بما يوافق التوراة فقد كفروا بها قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين اعتراض عليهم
    بقتل الأنبياء مع إدعاء الإيمان بالتوراة والتوراة لا تسوغه وإنما أسنده إليهم لأنه فعل آبائهم وأنهم راضون به عازمون عليه وقرأ نافع وحده أن أنباء الله مهموزا في جميع القرآن . ولقد جاءكم موسى بالبينات يعني الآيات التسع المذكورة في قوله تعالى ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ^ ^ ثم اتخذتم العجل أي إلها من بعده من بعد مجيء موسى أو ذهابه إلى الطور وأنتم ظالمون حال بمعنى اتخذتم العجل ظالمين بعبادته أو بالإخلال بآيات الله تعالى أو اعتراض بمعنى وأنتم قوم عادتكم الظلم ومساق الآية أيضا لإبطال قولهم نؤمن بما أنزل علينا والتنبيه على أن طريقتهم مع الرسول طريقة أسلافهم مع موسى عليهما الصلاة والسلام لا لتكرير القصة وكذا ما بعده . وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا أي قلنا لهم خذوا ما أمرتم به في التوراة بجد واسمعوا سماع طاعة قالوا سمعنا قولك وعصينا أمرك وأشربوا في قلوبهم العجل تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته
    لفرط شغفهم به كما يتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن وفي قلوبهم بيان لمكان الإشراب كقوله تعالى إنما يأكلون في بطونهم نارا ^ ^ بكفرهم بسبب كفرهم وذلك لأنهم كانوا مجسمة أو حلولية ولم يروا جسما أعجب منه فتمكن في قلوبهم ما سول لهم السامري قل بئسما يأمركم به إيمانكم أي بالتوراة والمخصوص بالذم محذوف نحو هذا الأمر أو ما يعمه وغيره من قبائحهم المعدودة في الآيات الثلاث إلزاما عليهم إن كنتم مؤمنين تقرير للقدح في دعواهم الإيمان بالتوراة وتقديره إن كنتم مؤمنين بها لم يأمركم بهذه القبائح ولا يرخص لكم فيها إيمانكم بها أو إن كنتم مؤمنين بها فبئسما يأمركم به إيمانكم بها لأن المؤمن ينبغي أن لا يتعاطى إلا ما يقتضيه إيمانه لكن الإيمان بها لا يأمر به فإذا لستم بمؤمنين . قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة خاصة بكم كما قلتم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ونصبها على الحال من الدار من دون الناس سائرهم واللام للجنس أو المسلمين واللام للعهد فتمنوا الموت إن كنتم صادقين لأن من أيقن
    أنه من أهل الجنة اشتاقها وأحب التخلص إليها من الدار ذات الشوائب كما قال علي رضي الله تعالى عنه لا أبالي سقطت على الموت أو سقط الموت علي وقال عمار رضي الله تعالى عنه بصفين الآن ألاقي الأحبة محمدا وحزبه وقال حذيفة رضي الله عنه حين اختصر جاء حبيب على فاقة لا أفلح من ندم أي على التمني سيما إذا علم أنها سالمة له لا يشاركه فيها غيره . ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم من موجبات النار كالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وتحريف التوراة ولما كانت اليد العاملة مختصة بالإنسان آلة لقدرته بها عامة صنائعه ومنها أكثر منافعه عبر بها عن النفس تارة والقدرة أخرى وهذه الجملة إخبار بالغيب وكان كما أخبر لأنهم لو تمنوا لنقل واشتهر فإن التمني ليس من عمل القلب ليخفى بل هو أن يقول ليت لي كذا ولو كان بالقلب لقالوا تمنينا وعن النبي صلى الله عليه وسلم لو
    تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات مكانه وما بقي على وجه الأرض يهودي /ح/ والله عليم بالظالمين تهديد لهم وتنبيه على أنهم ظالمون في دعوى ما ليس لهم ونفيه عمن هو لهم . ولتجدنهم أحرص الناس على حياة من وجد بعقله الجاري مجرى علم ومفعولاه هم وأحرص الناس وتنكير حياة لأنه أريد بها فرد من أفرادها وهي الحياة المتطاولة وقرىء باللام ومن الذين أشركوا محمول على المعنى وكأنه قال أحرص من الناس على الحياة ومن الذين أشركوا وإفراده بالذكر للمبالغة فإن حرصهم شديد إذ لم يعرفوا إلا الحياة العاجلة والزيادة في التوبيخ والتقريع فإنهم لما زاد حرصهم وهم مقرون بالجزاء على حرص المنكرين دل ذلك على علمهم بأنهم صائرون إلى النار ويجوز أن يراد وأحرص من الذين أشركوا فحذف أحرص لدلالة الأول عليه وأن يكون خبر مبتدأ محذوف صفته يود أحدهم على أنه أريد بالذين أشركوا اليهود لأنهم قالوا عزير ابن الله أي ومنهم ناس يود أحدهم وهو على الأولين بيان لزيادة حرصهم
    على طريق الاستئناف لو يعمر ألف سنة حكاية لودادتهم ولو بمعنى ليت وكان أصله لو أعمر فأجرى على الغيبة لقوله يود كقولك حلف بالله ليفعلن وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر الضمير لأحدهم وأن يعمر فاعل مزحزحه أي وما أحدهم بمن يزحزحه من ال عذاب تعميره أو لما دل عليه يعمر وأن يعمر بدل منه أو منهم وأن يعمر موضحه وأصل سنة سنوة لقولهم سنوات وقيل سنهة كجبهة لقولهم سانهته وتسنهت النخلة إذا أتت عليها السنون والزحزحة التبعيد والله بصير بما يعملون فيجازيهم . قل من كان عدوا لجبريل نزل في عبد الله بن صوريا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن ينزل عليه بالوحي فقال جبريل فقال ذاك عدونا عادانا مرارا وأشدها أنه أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخربه بختنصر فبعثنا من يقتله فرآه ببابل فدفع عنه جبريل وقال إن كان ربكم أمره بهلاككم فلا يسلطكم عليه وإلا فيم تقتلونه وقيل دخل عمر رضي
    الله تعالى عنه مدارس اليهود يوما فسألهم عنجبريل فقالوا ذاك عدونا يطلع محمدا على أسرارنا وإنه صاحب كل خسف وعذاب وميكائيل عن يساره وبينهما عداوة فقال لئن كانا كما تقولون فليسا بعدوين ولأنتم أكفر من الحمير ومن كان عدو أحدهما فهو عدو الله ثم رجع عمر فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فقال عليه الصلاة والسلام لقد وافقك ربك يا عمر وفي جبريل ثمان لغات قرىء بهن أربع في المشهور جبرئيل كسلسبيل قراءة حمزة والكسائي و جبريل بكسر الراء وحذف الهمزة قراءة ابن كثير وجبرئيل كجحمرش قراءة عاصم برواية أبي بكر و جبريل كقنديل قراءة الباقين وأربع في الشواذ جبرائيل كجبراعيل وجبريلوجبرين ومنع صرفه للعجمة والتعريف ومعناه عبدالله فإنه نزله البارز الأول لجبريل والثاني للقرآن وإضماره غير مذكور يدل على فخامة شأنه كأنه لتعينه وفرط شهرته لم يحتج إلى سبق ذكره على قلبك فإنه القابل الأول للوحي ومحل الفهم والحفظ وكان حقه على قلبي لكنه جاء على حكاية كلام الله تعالى كأنه قال قل ما تكلمت به بإذن الله بأمره أو تيسيره حال من فاعله نزله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين أحوال من مفعوله والظاهر أن جواب الشرط فإنه نزله والمعنى من عادى منهم جبريل فقد خلع ربقه الإنصاف أو كفر بما معه من الكتاب بمعاداته إياه لنزوله عليك بالوحي لأ نه نزول كتابا مصدقا للكتب المتقدمة فحذف الجواب وأقيم علته مقامه أو من عاداه فالسبب في
    عداوته أنه نزله عليك وقيل محذوف مثل فليمت غيظا أو فهو عدو لي وأنا عدو له كما قال من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين أراد بعداوة الله مخالفته عنادا أو معاداة المقربين من عباده وصدر الكلام بذكره تفخيما لشأنهم كقوله تعالى والله ورسوله أحق أن يرضوه وأفرد الملكين لفضلهما كأنهما
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  12. #52
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    من جنس آخر والتنبيه على أن معاداة الواحد والكل سواء في الكفر واستجلاب العداوة من الله تعالى وأن من عادى أحدهم فكأنه عادى الجميع إذ الموجب لعداوتهم ومحبتهم على الحقيقة واحد ولأن المحاجة كانت فيهما ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أنه تعالى عاداهم لكفرهم وأن عداوة الملائكة والرسل كفر وقرأ نافع ميكائيل كميكاعل وأبو عمرو ويعقوب وعاصم برواية حفص ميكال كميعاد والباقون ميكائيل بالهمزة والياء بعدها وقرىء ميكئل كميكعل وميكئيل كميكعيل وميكايل . ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون أي المتمردون من الكفرة والفسق إذا استعمل في نوع من المعاصي دل على عظمة كأنه متجاوز عن حده نزل في ابن صوريا حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل عليك من آية فنتبعك . أو كلما عاهدوا عهدا الهمزة للإنكار والواو للعطف على محذوف تقديره أكفروا بالآيات وكلما عاهدوا وقرىء بسكون الواو على أن التقدير إلا الذين فسقوا أو كلما عاهدوا وقرىء عوهدوا وعهدوا نبذه فريق منهم نقضه وأصل النبذ الطرح لكنه يغلب فيما ينسى وإنما قال فريق لأن بعضهم لم ينقض بل أكثرهم لا يؤمنون ^ ^
    رد لما يتوهم من أن الفريق هم الأقلون أو أن من لم ينبذ جهارا فهم مؤمنون به خفاء . ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم كعيسىومحمد عليهما الصلاة والسلام نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله يعني التوراة لأن كفرهم بالرسول المصدق لها كفر بها فيما يصدقه ونبذ لما فيها من وجوب الإيمان بالرسل المؤيدين بالآيات وقيل ما مع الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن . وراء ظهورهم مثل لإعراضهم عنه رأسا بالإعراض عما يرمي به وراء الظهر لعدم الالتفات إليه كأنهم لا يعلمون أنه كتاب الله يعني أن علمهم به رصين ولكن يتجاهلون عنادا وأعلم أنه تعالى دل بالآيتين على أن جيل اليهود أربع فرق فرقة آمنوا
    بالتوراة وقاموا بحقوقها كمؤمني أهل الكتاب وهم الأقلون المدلول عليهم بقوله بل أكثرهم لا يؤمنون وفرقة جاهروا بنبذ عهودها وتخطي حدودها تمردا وفسوقا وهم المعنيون بقوله نبذه فريق منهم وفرقة لم يجاهروا بنبذها ولكن نبذوا لجهلهم بها وهم الأكثرون وفرقة تمسكوا بها ظاهرا ونبذوها خفية عالمين بالحال بغيا وعنادا وهم المتجاهلون . واتبعوا ما تتلوا الشياطين عطف على نبذ أي نبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحر التي تقرؤها أو تتبعها الشياطين من الجن أو الإنس أو منهما على ملك سليمان أي عهده وتتلو حكاية حال ماضية قيل كانوا يسترقون السمع ويضمون إلى ما سمعوا أكاذيب ويلقونها إلى الكهنة وهم يدونونها ويعلمون الناس وفشا ذلك في عهد سليمان عليه السلام حتى قيل إن الجن يعلمون الغيب وأن ملك سليمان تم بهذا العلم وأنه تسخر به الجن والإنس والريح له وما كفر سليمان تكذيب لمن زعم ذلك وعبر عن السحر بالكفر ليدل على أنه كفر وأن من كان نبيا كان معصوما منه ولكن الشياطين كفروا باستعماله وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي و لكن بالتخفيف ورفع الشياطين ^ ^ يعلمون الناس السحر إغواء وإضلالا والجملة حال من الضمير والمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستقل به الإنسان
    وذلك لا يستتب إلا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس فإن التناسب شرط في التضام والتعاون وبهذا تميز الساحر عن النبي والولي وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير مذموم وتسميته سحرا عمل التجوز أو لما فيه من الدقة لأنه في الأصل لما خفي سببه وما أنزل على الملكين عطف على السحر والمراد بهما واحد والعطف لتغاير الاعتبار أو المراد به نوع أقوى منه أو على ما تتلو وهما ملكان أنزلا لتعليم السحر ابتلاء من الله للناس وتمييزا بينه وبين المعجزة وما روي أنهما مثلا بشرين وركب فيهما الشهوة فتعرضا لامرأة يقال لها زهرة فحملتهما على المعاصي والشرك ثم صعدت إلى السماء بما تعلمت منهما فمحكي عن اليهود ولعله من رموز الأوائل وحله لا يخفى على ذوي البصائر وقيل رجلان سميا ملكين باعتبار صلاحهما ويؤيده قراءة الملكين بالكسر وقيل ما أنزل نفي معطوف على ما كفر سليمان تكذيب لليهود في هذه القصة ببابل ظرف أو حال من الملكين أو الضمير في أنزل والمشهور أنه بلد من سواد الكوفة هاروت وماروت عطف بيان للملكين ومنع صرفهما للعلمية والعجمة ولو كانا من الهرت والمرت بمعنى الكسر
    لانصرفا ومن جعل ما نافية أبدلهما من الشياطين بدل البعض وما بينهما اعتراض وقرىء بالرفع على هما هاروت وماروت ^ ^ وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فمعناه على الأول ما يعلمان أحدا حتى ينصحاه ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله فمن تعلم منا وعمل به كفر ومن تعلم وتوقى عمله ثبت على الإيمان فلا تكفر باعتقاد جوازه والعمل به وفيه دليل على أن تعلم السحر وما لا يجوز اتباعه غير محظور وإنما المنع من اتباعه والعمل به وعلى الثاني ما يعلمانه حتى يقولا إنما نحن مفتونان فلا تكن مثلنا فيتعلمون منهما الضمير لما دل عليه من أحد ما يفرقون به بين المرء وزوجه أي من السحر ما يكون سبب تفريقهما وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله لأنه وغيره من الأسباب غير مؤثرة بالذات بل بأمره تعالى وجعله قرىء بضاري على الإضافة إلى أحد وجعل الجار جزء منه والفصل بالظرف ويتعلمون ما يضرهم لأنهم
    يقصدون به العمل أو لأن العلم يجر إلى العمل غالبا ولا ينفعهم إذ مجرد العلم به غير مقصود ولا نافع في الدارين وفيه أن التحرز عنه أولى ولقد علموا أي اليهود لمن اشتراه أي استبدل ما تتلوا الشياطين بكتاب الله تعالى والأظهر أن اللام لام الابتداء علقت علموا عن العمل ما له في الآخرة من خلاق نصيب ولبئس ما شروا به أنفسهم يحتمل المعنيين على ما مر لو كانوا يعلمون يتفكرون فيه أو يعلمون قبحه على التعيين أو حقية ما يتبعه من العذاب والمثبت لهم أولا على التوكيد القسمي العقل الغريزي أو العلم الإجمالي يقبح الفعل أو ترتب العقاب من غير تحقيق وقيل معناه لو كانوا يعملون بعلمهم فإن من لم يعمل بما علم فهو كمن لم يعلم . ولو أنهم آمنوا بالرسول والكتاب واتقوا بترك المعاصي كنبذ كتاب الله واتباع السحر لمثوبة من عند الله خير جواب لو وأصله لأثيبوا مثوبة من عند الله خيرا مما شروا به أنفسهم فحذف الفعل وركب الباقي جملة اسمية لتدل على ثبات المثوبة والجزم بخيريتها وحذف المفضل عليه إجلالا للمفضل من أن ينسب إليه وتنكير المثوبة
    لأن المعنى لشيء من الثواب خير وقيل لو للتمني و لمثوبة كلام مبتدأ وقرىء لمثوبة كمشورة وإنما سمي الجزاء ثوابا ومثوبة لأن المحسن يثوب إليه لو كانوا يعلمون أن ثواب الله خير مما هم فيه وقد علموا لكنه جهلهم لترك التدبر أو العمل بالعلم . يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا الرعي حفظ الغير لمصلحته وكان المسلمون يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام راعنا أي راقبنا وتأن بنا فيما تلقننا حتى نفهمه وسمع اليهود فافترصوه وخاطبوه به مريدين نسبته إلى الرعن أو سبه بالكلمة العبرانية التي كانوا يتسابون بها وهي راعينا فنهي المؤمنون عنها وأمروا بما يفيد تلك الفائدة ولا يقبل التلبيس وهو انظرنا بمعنى انظر إلينا أو انتظرنا من نظره إذا انتظره وقرىء أنظرنا من الإنظار أي أمهلنا لنحفظ وقرىء راعونا على لفظ الجمع للتوقير وراعنا بالتنوين أي قولا ذا رعن نسبة إلى الرعن وهو الهوج لما شابه قولهم راعينا وتسبب للسب واسمعوا وأحسنوا الاستماع حتى لا تفتقروا إلى طلب المراعاة أو واسمعوا سماع قبول لا كسماع اليهود أو واسمعوا ما أمرتم به بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتم عنه .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  13. #53
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    وللكافرين عذاب أليم يعني الذين تهاونوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وسبوه . ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين نزلت تكذيبا لجمع من اليهود يظهرون مودة المؤمنين ويزعمون أنهم يودون لهم الخير والود محبة الشيء مع تمنيه ولذلك يستعمل في كل منهما ومن للتبيين كما في قوله تعالى لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ^ ^ أن ينزل عليكم من خير من ربكم مفعول يود ومن الأولى مزيدة للاستغراق والثانية للابتداء وفسر الخير بالوحي والمعنى أنهم يحسدونكم به وما يحبون أن ينزل عليكم شيء منه وبالعلم وبالنصرة ولعل المراد به ما يعم ذلك والله يختص برحمته من يشاء يستنبئه ويعلمه الحكمة وينصره لا يجب عليه شيء وليس لأحد
    عليه حق والله ذو الفضل العظيم إشعار بأن النبوة من الفضل وأن حرمان بعض عباده ليس لضيق فضله بل لمشيئته وما عرف فيه من حكمته . ما ننسخ من آية أو ننسها نزلت لما قال المشركون أو اليهود ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمر بخلافه والنسخ في اللغة إزالة الصورة عن الشيء وإثباتها في غيره كنسخ الظل للشمس والنقل ومنه التناسخ ثم استعمل لكل واحد منهما كقولك نسخت الريح الأثر ونسخت الكتاب ونسخ الآية بيان انتهاء التعبد بقراءتها أو الحكم المستفاد منها أو بهما جميعا وإنساؤها إذهابها عن القلوب وما شرطية جازمة لننسخ منتصبة به على المفعولية وقرأ ابن عامر ما ننسخ من أنسخ أي نأمرك أو جبريل
    بنسخها أو نجدها منسوخة وابن كثير وأبو عمرو ننسأها أي نؤخرها من النسء وقرىء ننسها أي ننس أحدا إياها وننسها أي أنت وتنسها على البناء للمفعول وننسكها بإضمار المفعولين نأت بخير منها أو مثلها أي بما هو خير للعباد في النفع والثواب أو مثلها في الثواب وقرأ أبو عمرو بقلب الهمزة ألفا ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير فيقدر على النسخ والإتيان بمثل المنسوخ أو بما هو خير منه والآية دلت على جواز النسخ وتأخير الإنزال إذ الأصل اختصاص أن وما يتضمنها بالأمور المحتملة وذلك لأن الأحكام شرعت والأيات نزلت لمصالح العباد وتكميل نفوسهم فضلا من الله ورحمة وذلك يختلف باختلاف الأعصار والأشخاص كأسباب المعاش فإن النافع في عصر قد يضر في عصر غيره واحتج بها من منع النسخ بلا بدل أو ببدل أثقل ونسخ
    الكتاب بالسنة فإن الناسخ هو المأتي به بدلا والسنة ليست كذلك والكل ضعيف إذ قد يكون عدم الحكم أو الأثقل أصلح والنسخ قد يعرف بغيره والسنة مما أتى به الله تعالى وليس المراد بالخير والمثل ما يكون كذلك في اللفظ والمعتزلة على حدوث القرآن فإن التغير والتفاوت من لوازمه وأجيب بأنهما من عوارض الأمور المتعلقة بالمعنى القائم بالذات القديم . ألم تعلم الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو وأمته لقوله وما لكم وإنما أفرده لأنه أعلمهم ومبدأ علمهم أن الله له ملك السموات والأرض يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو كالدليل على قوله إن الله على كل شيء قدير أو على جواز النسخ ولذلك
    ترك العاطف وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير وإنما هو الذي يملك أموركم ويجريها على ما يصلحكم والفرق بين الولي والنصير أن الولي قد يضعف عن ال نصرة والنصير قد يكون أجنبيا عن المنصور فيكون بينهما عموم من وجه . أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل أم معادلة للهمزة في ألم
    تعلم أي ألم تعلموا أنه مالك الأمور قادر على الأشياء كلها يأمر وينهى كما أراد أم تعلمون وتقترحون بالسؤال كما اقترحت اليهود على موسى عليه السلام أو منقطعة والمراد أن يوصيهم بالثقة به وترك الاقتراح عليه قيل نزلت في أهل الكتاب حين سألوا أن ينزل عليهم كتابا من السماء وقيل في المشركين لما قالوا لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ^ ^ ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ومن ترك الثقة بالآيات البينات وشك فيها واقترح غيرها فقد ضل الطريق المستقيم حتى وقع في الكفر
    بعد الإيمان ومعنى الآية لا تقترحوا فتضلوا وسط السبيل ويؤدي بكم الضلال إلى البعد عن المقصد وتبديل الكفر بالإيمان وقرىء يبدل من أبدل . ود كثير من أهل الكتاب يعني أحبارهم لو يردونكم أن يردوكم فإن لو تنوب عن إن في المعنى دون اللفظ من بعد إيمانكم كفارا مرتدين وهو حال من ضمير المخاطبين حسدا علة ود من عند أنفسهم يجوز أن يتعلق بود أي تمنوا ذلك من عند أنفسهم وتشهيهم لا من قبل التدين والميل مع الحق أو بحسدا أي حسدا بالغا منبعثا من أصل نفوسهم من بعد ما تبين لهم الحق بالمعجزات والنعوت المذكورة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  14. #54
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    في التوراة ^ فاعفوا واصفحوا العفو ترك عقوبة المذنب والصفح ترك تثريبه حتى يأتي الله بأمره الذي هو الإذن في قتالهم وضرب الجزية عليهم أو قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه منسوخ بآية السيف وفيه نظر إذ الأمر غير مطلق إن الله على كل شيء قدير فيقدر على الانتقام منهم . وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة عطف على فاعفوا كأنه أمرهم بالصبر والمخالفة والملجأ إلى الله تعالى بالعبادة والبر وما تقدموا لأنفسكم من خير كصلاة وصدقة وقرىء تقدموا من أقدم تجدوه عند الله أي ثوابه . إن الله بما تعملون بصير لا يضيع عنده عمل وقرىء بالياء فيكون وعيدا وقالوا عطف على ود والضمير لأهل الكتاب من اليهود والنصارى لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى لف بين قولي الفريقين كما في قوله تعالى
    ^ ^ وقالوا كونوا هودا أو نصارى ثقة بفهم السامع وهود جمع هائد كعوذ وعائذ وتوحيد الاسم المضمر في كان وجمع الخبر لاعتبار اللفظ والمعنى تلك أمانيهم إشارة إلى الأماني المذكورة وهي أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم وأن يردوهم كفارا وأن لا يدخل الجنة غيرهم أو إلى ما في الآية على حذف المضاف أي أمثال تلك الأمنية أمانيهم والجملة اعتراض والأمنية أفعولة من التمني كالأضحوكة والأعجوبة قل هاتوا برهانكم على اختصاصكم بدخول الجنة إن كنتم صادقين في دعواكم فإن كل قول لا دليل عليه غير ثابت . بلى إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة من أسلم وجهه لله أخلص له نفسه أو قصده وأصله العضو وهو محسن في عمله فله أجره الذي وعد له على عمله عند ربه ثابتا عن ربه لا يضيع ولا ينقص والجملة جواب من إن كانت شرطية وخبرها إن كانت موصولة والفاء فيها لتضمنها معنى الشرط فيكون الرد بقوله بلى وحده ويحسن الوقف عليه ويجوز أن يكون من أسلم فاعل فعل مقدر مثل بلى يدخلها من أسلم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون في الآخرة . وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء أي على أمر يصح ويعتد به نزلت لما قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاهم أحبار
    اليهود فتناظروا وتقاولوا بذلك وهم يتلون الكتاب الواو للحال والكتاب للجنس أي قالوا ذلك وهم من أهل العلم والكتاب كذلك ^ مثل ذلك ^ قال الذين لا يعلمون مثل قولهم كعبدة الأصنام والمعطلة وبخهم على المكابره والتشبه بالجهال فإن قيل لم وبخهم وقد صدقوا فإن كلا الدينين بعد النسخ ليس بشيء قلت لم يقصدوا ذلك وإنما قصد به كل فريق إبطال دين الآخر من أصله والكفر بنبيه وكتابه مع أن مالم ينسخ منهما حق واجب القبول والعمل به فالله يحكم يفصل بينهم بين الفريقين يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون بما يقسم لكل فريق ما يليق به من العقاب وقيل حكمه بينهم أن يكذبهم ويدخلهم النار . ومن أظلم ممن منع مساجد الله عام لكل من خرب مسجدا أو سعى في تعطيل
    مكان مرشح للصلاة وإن نزل في الروم لما غزوا بيت المقدس وخربوه وقتلوا أهله أو في المشركين لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل المسجد الحرام عام الحديبية أن يذكر فيها اسمه ثاني مفعولي منع وسعى في خرابها بالهدم أو التعطيل أولئك أي المانعون ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها إلا بخشية وخشوع
    فضلا عن أن يجترئوا على تخريبها أو ما كان الحق أن يدخلوها إلا خائفين من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلا عن أن يمنعوهم منها أو ما كان لهم في علم الله وقضائه فيكون وعدا للمؤمنين بالنصرة واستخلاص المساجد منهم وقد نجز وعده وقيل معناه النهي عن تمكينهم من الدخول في المسجد واختلف الأئمة فيه فجوز أبو حنيفة ومنع مالك وفرق الشافعي بين المسجد الحرام وغيره لهم في الدنيا خزي قتل وسبي أو ذلك بضرب الجزية ولهم في الآخرة عذاب عظيم بكفرهم وظلمهم . ولله المشرق والمغرب يريد بهما ناحيتي الأرض أي له الأرض كلها لا يختص به مكان دون مكان فإن منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام أو الأقصى فقد جعلت لكم الأرض مسجدا فأينما تولوا ففي أي مكان فعلتم التولية شطر القبلة فثم وجه الله أي جهته التي أمر بها فإن إمكان التولية لا يختص بمسجد أو مكان أو فثم ذاته أي هو عالم مطلع بما يفعل فيه إن الله واسع بإحاطته بالأشياء أو برحمته يريد التوسعة على عباده عليم بمصالحهم وأعمالهم في الأماكن كلها وعن ابن عمر رضي الله عنهما وأنها نزلت في صلاة المسافر على الراحلة وقيل في قوم عميت عليهم القبلة فصلوا إلى أنحاء مختلفة فلما أصبحوا تبينوا خطأهم وعلى هذا لو أخطأ المجتهد ثم تبين له الخطأ لم يلزمه التدارك وقيل هي توطئة لنسخ القبلة وتنزيه للمعبود أن يكون في حيز وجهة .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  15. #55
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    وقالوا اتخذ الله ولدا نزلت لما قال اليهود عزير ابن الله والنصارى المسيح ابن الله ومشركوا العرب الملائكة بنات الله وعطفه على قالت اليهود أو منع أو مفهوم قوله تعالى ومن أظلم وقرأ ابن عامر بغير واو سبحانه تنزيه له عن ذلك فإنه يقتضي التشبيه والحاجة وسرعة الفناء ألا ترى أن الأجرام الفلكية مع إمكانها وفنائها لما كانت باقية ما دام العالم لم تتخذ ما يكون لها كالولد اتخاذ الحيوان والنبات اختيارا أو طبعا بل له ما في السموات والأرض رد لما قالوه واستدلال على فساده والمعنى أنه تعالى خالق ما في السموات والأرض الذي من جملته الملائكة وعزير والمسيح كل له قانتون منقادون لا يمتنعون عن مشيئته وتكوينه وكل ما كان بهذه الصفة لم يجانس مكونه الواجب لذاته فلا يكون له ولد لأن من حق الولد أن يجانس
    والده وإنما جاء بما الذي لغير أولي العلم وقال قانتون على تغليب أولي العلم تحقيرا لشأنهم وتنوين كل عوض عن المضاف إليه أي كل ما فيهما ويجوز أن يراد كل من جعلوه ولدا له مطيعا مقرون بالعبودية فيكون إلزاما بعد إقامة الحجة والآية مشعرة على فساد ما قالوه من ثلاثة أوجه واحتج بها الفقهاء على أن من ملك ولده عتق عليه لأنه تعالى نفى الولد بإثبات الملك وذلك يقتضي تنافيهما . بديع السموات والأرض مبدعهما ونظيره السميع في قوله
    ^ ^ أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجوع أو بديع سمواته وأرضه من بدع فهو بديع وهو حجة رابعة وتقريرها أن الوالد عنصر الولد المنفعل بانفصال مادته عنه والله سبحانه وتعالى مبدع الأشياء كلها فاعل على الإطلاق منزه عن الانفعال فلا يكون والدا والإبداع اختراع الشيء لا عن الشيء دفعة وهو أليق بهذا الموضوع من الصنع الذي هو تركيب الصور لا بالعنصر والتكوين الذي يكون بتغيير وفي زمان غالبا وقرىء بديع مجرورا على البدل من الضمير في له وبديع منصوبا على المدح . وإذا قضى أمرا أي أراد شيئا وأصل القضاء إتمام الشيء قوة كقوله تعالى وقضى ربك أو فعلا كقوله تعالى فقضاهن سبع سموات وأطلق على تعلق الإرادة الإلهية بوجود الشيء من حيث إنه يوجبه فإنما يقول له كن فيكون من كان التامة بمعنى أحدث فيحدث وليس المراد به حقيقة أمر وامتثال بل تمثيل حصول ما
    تعلقت به إرادته بلا مهلة بطاعة المأمور المطيع بلا توقف وفيه تقرير لمعنى الإبداع وإيماء إلى حجة خامسة وهي أن اتخاذ الولد مما يكون بأطوار ومهلة وفعله تعالى مستغن عن ذلك وقرأ ابن عامر فيكون بفتح النون واعلم أن السبب في هذه الضلالةأن أرباب الشرائع المتقدمة كانوا يطلقون الأب على الله تعالى باعتبار أنه السبب الأول حتى قالوا إن الأب هو الرب الأصغر والله سبحانه وتعالى هو الرب الأكبر ثم ظنت الجهلة
    منهم أن المرادبه معنى الولادة فاعتقدوا ذلك تقليدا ولذلك كفر قائله ومنع منه مطلقا حسما لمادة الفساد . وقال الذين لا يعلمون أي جهلة المشركين أو المتجاهلون من أهل الكتاب لولا يكلمنا الله هلا يكلمنا الله كما يكلم الملائكة أو يوحي إلينا بأنك رسوله أو تأتينا آية حجة على صدقك والأول استكبار والثاني جحود لأن ما أتاهم آيات الله استهانة به وعنادا كذلك قال الذين من قبلهم من الأمم الماضية مثل قولهم فقالوا أرنا الله جهرة ^ ^ هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ^ ^ تشابهت قلوبهم قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى والعناد وقرىء بتشديد الشين قد بينا الآيات لقوم يوقنون أي يطلبون اليقين أو يوقنون الحقائق لا يعتريهم شبهة ولا عناد وفيه إشارة إلى أنهم ما قالوا ذلك لخفاء في الأيات أو لطلب مزيد اليقين وإنما قالوه عتوا وعنادا . إنا أرسلناك بالحق متلبسا مؤيدا به بشيرا ونذيرا فلا عليك إن أصروا وكابروا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وقرأ نافع ويعقوب لا تسأل على أنه نهي للرسول صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه أو تعظيم لعقوبة الكفار كأنها لفظاعتها لا يقدر أن يخبر عنها أو السامع لا يصبر على استماع خبرها فنهاه عن السؤال والجحيم المتأجج من النار .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  16. #56
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم مبالغة في إقناط الرسول صلى الله عليه وسلم من إسلامهم فإنهم إذا لم يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم فكيف يتبعون ملته ولعلهم قالوا مثل ذلك فحكى الله عنهم ولذلك قال قل تعليما للجواب إن هدى الله هو الهدى أي هدى الله الذي هو الإسلام هو الهدى إلى الحق لا ما تدعون إليه ولئن اتبعت أهواءهم آراءهم الزائفة والملة ما شرعة الله تعالى لعباده على لسان أنبيائه من أمللت الكتاب إذا أمليته والهوى رأي يتبع الشهوة بعد الذي جاءك من العلم أي الوحي أو الدين المعلوم صحته ما لك من الله من ولي ولا نصير يدفع عنك عقابه وهو جواب لئن . الذين آتيناهم الكتاب يريد به مؤمني أهل الكتاب يتلونه حق تلاوته بمراعاة اللفظ عن التحريف والتدبر في معناه والعمل بمقتضاه وهو حال مقدرة والخبر ما بعده أو خبر على أن المراد بالموصول مؤمنوا أهل الكتاب أولئك يؤمنون به بكتابهم دون
    المحرفين ومن يكفر به بالتحريف والكفر بما يصدقه فأولئك هم الخاسرون حيث اشتروا الكفر بالإيمان . يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ^ ^ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون لما صدر قصتهم بالأمر بذكر النعم والقيام بحقوقها والحذر من إضاعتها والخوف من الساعة وأهوالها كرر ذلك وختم به الكلام معهم مبالغة في النصح وإيذانا بأنه فذلكة القضية والمقصود من القصة . وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات كلفه بأوامر ونواه والابتلاء في الأصل التكليف بالأمر الشاق من البلاء لكنه لما استلزم الاختبار بالنسبة إلى من يجهل العواقب ظن
    ترادفهما والضمير لإبراهيم وحسن لتقدمه لفظا وإن تأخر رتبة لأن الشرط أحد التقدمين والكلمات قد تطلق على المعاني فلذلك فسرت بالخصال الثلاثينالمحمودة
    المذكورة في قوله تعالى التائبون العابدون الآية وقوله تعالى إن المسلمين والمسلمات إلى آخر الآية وقوله قد أفلح المؤمنون إلى قوله أولئك هم الوارثون كما فسرت بها في قوله فتلقى آدم من ربه كلمات وبالعشر التي هي من سننه وبمناسك الحج وبالكواكب والقمرين والختان وذبح الولد والنار والهجرة على أنه تعالى عامله بها معاملة المختبر بهن وبما تضمنته الآيات التي بعدها وقرىء إبراهيم ربه على أنه دعا ربه بكلمات مثل أرني كيف تحيي الموتى ^ ^ واجعل هذا البلد آمنا ليرى هل يجيبه وقرأ ابن عامر إبراهام بالألف جميع ما في هذه السورة فأتمهن فأداهن كملا وقام بهن حق القيام لقوله تعالى وإبراهيم الذي وفى وفي القراءة الأخيرة الضمير لربه أي أعطاه جميع ما دعاه قال إني جاعلك للناس إماما استئناف إن أضمرت ناصب إذ كأنه قيل فماذا قال ربه حين أتمهن فأجيب بذلك أو بيان لقوله ابتلى فتكون الكلمات ما ذكره من الإمامة وتطهير البيت ورفع قواعده والإسلام وإن نصبته يقال فالمجموع جملة معطوفة على ما قبلها أو جاعل من جعل الذي له مفعولان والإمام اسم لمن يؤتم به وإمامته عامة مؤبدة إذ لم يبعث بعده نبي إلا كان من ذريته مأمورا باتباعه قال ومن ذريتي عطف على الكاف أي وبعض ذريتي كما تقول
    وزيدا في جواب سأكرمك والذرية نسل الرجل فعلية أو فعولة قلبت راؤها الثانية ياء كما في تقضيت من الذر بمعنى التفريق أو فعولة أو فعيلة قلبت همزتها من الذرة بمعنى الخلق وقرىء ذريتي بالكسر وهي لغة قال لا ينال عهدي الظالمين إجابة إلى
    ملتمسه وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة وأنهم لا ينالون الإمامة لأنها أمانة من الله تعالى وعهد والظالم لا يصلح لها وإنما ينالها البررة الأتقياء منهم وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر قبل البعثة وأن الفاسق لا يصلح للإمامة وقرىء الظالمون والمعنى واحد إذ كل ما نالك فقد نلته . وإذ جعلنا البيت أي الكعبة غلب عليها كالنجم على الثريا مثابة للناس مرجعا يثوب إليه أعيان الزوار أو أمثالهم أو موضع ثواب يثابون بحجة واعتماره وقرىء مثابات أي لأنه مثابة كل أحد وأمنا وموضع أمن لا يتعرض لأهله كقوله تعالى حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أو يأمن حاجه من عذاب الآخرة من حيث أن الحج يجب ما قبله أولا يؤاخذ الجاني الملتجىء إليه حتى يخرج وهو مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى على إرادة القول أو عطف على المقدر عاملا لإذ أو اعتراض معطوف على مضمر تقديره توبوا إليه واتخذوا على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو أمر استحباب ومقام إبراهيم هو الحجر الذي فيه أثر قدمه أو الموضع الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج أو رفع بناء البيت وهو موضعه اليوم روي أنه عليه الصلاة والسلام أخذ بيد عمر رضي الله تعالى عنه وقال هذا مقام إبراهيم فقال عمر أفلا نتخذه مصلى فقال لم أومر بذلك فلم تغب الشمس
    حتى نزلت وقيل المراد به الأمر بركعتي الطواف لما روى جابر أنه عليه الصلاة والسلام لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ واتخذوا من مقام إبراهيممصلى وللشافعي رحمه الله تعالى في وجوبهما قولان وقيل مقام إبراهيم الحرم كله وقيل مواقف الحج واتخاذها مصلى أن يدعى فيها ويتقرب إلى الله تعالى وقرأ نافع وابن عامر واتخذوا بلفظ الماضي عطفا على جعلنا أي واتخذوا الناس مقامه الموسوم به يعني الكعبة قبلة يصلون إليها وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أمرناهما أن طهرا بيتي ويجوز أن تكون أن مفسرة لتضمن العهد معنى القول يريد طهراه من الأوثان والأنجاس وما لا يليق به أو أخلصاه للطائفين حوله والعاكفين المقيمين عنده أو المعتكفين فيه والركع السجود أي المصلين جمع راكع وساجد . وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا يريد به البلد أو المكان ^ بلدا آمنا ^ ذا أمن كقوله تعالى ^ في عيشة راضية ^ أو آمنا أهله كقولك ليل نائم ^ وارزق أهله من ^
    ^ الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ^ أبدل من ^ من آمن ^ أهله بدل البعض للتخصيص ^ قال ومن كفر ^ عطف على آمن والمعنى وارزق من كفر قاس إبراهيم عليه الصلاة والسلام الرزق على الإمامة فنبه سبحانه على أن الرزق رحمة دنيوية تعم المؤمن والكافر بخلاف الإمامة والتقدم في الدين أو مبتدأ متضمن معنى الشرط ^ فأمتعه قليلا ^ خبره والكفر وإن لم يكن سببا للتمتيع لكنه سبب لتقليلهبأن يجعله مقصورا بحظوظ الدنيا غير متوسل به إلى نيل الثواب ولذلك عطف عليه ^ ثم أضطره إلى عذاب النار ^ أي ألزه إليه لز المضطر لكفره وتضييعه ما متعته به من النعم وقليلا نصب علىالمصدر أو الظرف وقرىء بلفظ الأمر فيهما على أنه من دعاء إبراهيم وفي قال ضميره وقرأ ابن عامر فأمتعه من أمتع وقرىء فنمتعه ثم نضطره وإضطره بكسر الهمزة على لغة من يكسر حروف المضارعة وأضطره بإدغام الضاد وهو ضعيف لأن حروف ضم شفر يدغم فيها ما يجاورها دون العكس .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  17. #57
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    . ^ وبئس المصير ^ المخصوص بالذم محذوف وهو العذاب . ^ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ^ حكاية حال ماضية و القواعد جمع قاعدة وهي الأساس صفة غالبة من القعود بمعنى الثبات ولعله مجاز من المقابل للقيام
    ومنه قعدك الله ورفعها البناء عليها فإنه ينقلها عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع ويحتمل أن يراد بها سافات البناء فإن كل ساف قاعدة ما يوضع فوقه ويرفعها بناؤها وقيل المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه ودعاء الناس إلى حجه وفي إبهام القواعد وتبيينها تفخيم لشأنها وإسماعيل كان يتناوله الحجارة ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه وقيل كانا يبنيان في طرفين أو على التناوب ^ ربنا تقبل منا ^ أي يقولان ربنا تقبل منا وقد قرىء به والجملة حال منهما ^ إنك أنت السميع ^ لدعائنا العليم بنياتنا . ^ ربنا واجعلنا مسلمين لك ^ مخلصين لك من أسلم وجهه أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد والمراد طلب الزيادة في الإخلاص والإذعان أو الثبات عليه وقرىء مسلمين على أن المراد أنفسهما وهاجر أو أن التثنية مراتب الجمع ^ ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ^ أي واجعل بعض ذريتنا وإنما خصا الذرية بالدعاء لأنهم أحق بالشفقة ولأنهم إذا صلحوا صلح بهم الأتباع وخصا بعضهم لما أعلما أن في ذريتهما ظلمة وعلما أن الحكمة الإلهية لا تقتضي الاتفاق على الإخلاص والإقبال الكلي على الله تعالى فإنه مما يشوش المعاش ولذلك قيل لولا الحمقى لخربت الدنيا وقيل أراد بالأمة أمة
    محمد صلى الله عليه وسلم ويجوز أن تكون من للتبيين كقوله تعالى ^ وعد الله الذين آمنوا منكم ^ قدم على المبين وفصل به بين العاطف والمعطوف كما في قوله تعالى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن وأرنا من رأى بمعنى أبصر أو عرف ولذلك لم يتجاوز مفعولين مناسكنا متعبداتنا في الحج أو مذابحنا والنسك في الأصل غاية العبادة وشاع في الحج لما فيه من الكلفة والبعد عن العادة وقرأ ابن كثير والسوسي عن أبي عمرو ويعقوب أرنا قياسا على فخذ في فخذ وفيه إجحاف لأن الكسرة منقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها وقرأ الدوري عن أبي عمرو بالاختلاس ^ وتب علينا ^ استتابة لذريتهما أو عما فرط منهما سهوا ولعلهما قالا هضما لأنفسهما وإرشادا لذريتهما ^ إنك أنت التواب الرحيم ^ لمن تاب . ^ ربنا وابعث فيهم ^ في الأمة المسلمة ^ رسولا منهم ^ ولم يبعث من ذريتهما غير محمد صلى الله عليه وسلم فهو المجاب به دعوتهما كما قال عليه الصلاة والسلام أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا أمي ^ يتلو عليهم آياتك ^ يقرأ عليهم ويبلغهم ما توحي إليه من دلائل التوحيد والنبوة ^ ويعلمهم الكتاب ^ القرآن والحكمة ما تكمل به نفوسهم من
    المعارف والأحكام ويزكيهم عن الشرك والمعاصي ^ إنك أنت العزيز ^ الذي لا يقهر ولا يغلب على ما يريد الحكيم المحكم له . ^ ومن يرغب عن ملة إبراهيم ^ استبعاد وإنكار لأن يكون أحد يرغب عن ملته الواضحة الغراء أي لا يرغب أحد من ملته ^ إلا من سفه نفسه ^ إلا من استمهنها وأذلها واستخف بها قال المبرد وثعلب سفه بالكسر متعد وبالضم لازم ويشهد له ما جاء في الحديث الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس /ح/ وقيل أصله سفه نفسه على الرفع فنصب على التمييز نحو غبن رأيه وألم رأسه وقول النابغة الذبياني ونأخذ بعده بذناب عيش أجب الظهر ليس له سنام أو سفه في نفسه فنصب بنزع الخافض والمستثنى في محل الرفع على المختار بدلا من الضمير في يرغب لأنه في معنى النفي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  18. #58
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    ^ ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة ^
    ^ لمن الصالحين ^ حجة وبيان لذلك فإن من كان صفوة العباد في الدنيا مشهودا له بالاستقامة والصلاح يوم القيامة كان حقيقا بالاتباع له لا يرغب عنه إلا سفيه أو متسفه أذل نفسه بالجهل والإعراض عن النظر . ^ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ^ ظرف ل اصطفيناه أو تعليل له أو منصوب بإضمار اذكر كأنه قيل اذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح المستحق للإمامة والتقدم وأنه نال ما نال بالمبادرة إلى الإذعان وإخلاص السر حين دعاه ربه وأخطر بباله دلائله المؤدية إلى المعرفة الداعية إلى الإسلام روي أنها نزلت لما دعا عبد الله بن سلام ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فأسلم سلمة وأبي مهاجر . ^ ووصى بها إبراهيم بنيه ^ التوصية هي التقدم إلى الغير بفعل فيه صلاح وقربة وأصلها الوصل يقال وصاه إذا وصله وفصاه إذا فصله كأن الموصي يصل فعله بفعل الموصى والضمير في بها للملة أو لقوله أسلمت على تأويل الكلمة أو الجملة وقرأ نافع وابن عامر وأوصى والأول أبلغ ويعقوب عطف على إبراهيم أي ووصى هو أيضا بها بنيه وقرىء بالنصب على أنه ممن وصاه إبراهيم ^ يا بني ^ على إضمار القول عند البصريين متعلق بوصى عند الكوفيين لأنه نوع منه ونظيره رجلان من ضبة أخبرانا أنا رأينا رجلا عريانا
    بالكسر وبنو إبراهيم كانوا أربعة إسماعيل وإسحاق ومدين ومدان وقيل ثمانية وقيل أربعة عشر وبنو يعقوب إثنا عشر روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا ويشسوخور وبولون وتفتوني ودون وكودا وأوشير وبنيامين ويوسف ^ إن الله اصطفى لكم الدين ^ دين الإسلام الذي هو صفوة الأديان لقوله تعالى ^ فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ^ ظاهره النهي عن الموت على خلاف حال الإسلام والمقصود هو النهي عن أن يكونوا على خلاف تلك الحال إذا ماتوا والأمر بالثبات على الإسلام كقولك لا تصل إلا وأنت خاشع وتغيير العبارة للدلالة على أن موتهم لا على الإسلام موت لا خير فيه وأن من حقه أن لا يحل بهم ونظيره في الأمر مت وأنت شهيد وروي أن اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألست تعلم أن يعقوب أوصى بنيه باليهودية يوم مات فنزلت . ^ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ^ أم منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار أي
    ما كنتم حاضرين إذ حضر يعقوب الموت وقال لبنيه ما قال فلم تدعون اليهودية عليه أو متصلة بمحذوف تقديره أكنتم غائبين أم كنتم شاهدين وقيل الخطاب للمؤمنين والمعنى ما شاهدتم ذلك وإنما علمتموه بالوحي وقرىء حضر بالكسر .
    ^ إذ قال لبنيه ^ بدل من ^ إذ حضر ^ ^ ما تعبدون من بعدي ^ أي شيء تعبدونه أراد به تقريرهم على التوحيد والإسلام وأخذ ميثاقهم على الثبات عليهما وما يسأل به عن كل شيء مالم يعرف فإذا عرف خص العقلاء بمن إذا سئل عن تعيينه وإن سئل عن وصفه قيل ما زيد أفقيه أم طبيب ^ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ^ المتفق على وجوده وألوهيته ووجوب عبادته وعد إسماعيل من آبائه تغليبا للأب والجد أو لأنه كالأب لقوله عليه الصلاة والسلام عم الرجل صنو أبيه كما
    قال عليه الصلاة والسلام في العباس رضي الله عنه هذا بقية آبائي وقرىء إله أبيك على أنه جمع بالواو والنون كما قال ولما تبين أصواتنا بكين وفديننا بالأبينا أو مفرد وإبراهيم وحده عطف بيان . ^ إلها واحدا ^ بدل من إله آبائك كقوله تعالى ^ بالناصية ناصية كاذبة ^ وفائدته التصريح بالتوحيد ونفي التوهم الناشىء من تكرير المضاف لتعذر العطف على المجرور
    والتأكيد أو نصب على الاختصاص ^ ونحن له مسلمون ^ حال من فاعل نعبد أو مفعوله أو منهما ويحتمل أن يكون اعتراضا . ^ تلك أمة قد خلت ^ يعني إبراهيم ويعقوب وبنيهما والأمة في الأصل المقصود وسمي بها الجماعة لأن الفرق تؤمها ^ لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ^ لكل أجر عمله والمعنى أن انتسابكم إليهم لا يوجب انتفاعكم بأعمالهم وإنما تنتفعون بموافقتهم واتباعهم كما قال عليه الصلاة والسلام لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم ^ ولا تسألون عما كانوا يعملون ^ أي لا تؤاخذون بسيئاتهم كما لا تثابون بحسناتهم . وقالوا كونوا هودا نصارى الضمير الغائب لأهل الكتاب وأو للتنويع والمعنى مقالتهم أحد هذين القولين قالت اليهود كونوا هودا وقال النصارى كونوا نصارى تهتدوا جواب الأمر ^ قل بل ملة إبراهيم ^ أي بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملته أو بل نتبع ملة إبراهيم وقرىء بالرفع أي ملته ملتنا أو عكسه أو نحن ملته بمعنى نحن أهل ملته حنيفا مائلا عن الباطل إلى الحق حال من المضاف أو المضاف إليه كقوله
    تعالى ^ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا ^ ^ وما كان من المشركين ^ تعريض بأهل الكتاب وغيرهم فإنهم يدعون اتباعه وهم مشركون . ^ قولوا آمنا بالله ^ الخطاب للمؤمنين لقوله تعالى ^ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ^ ^ وما أنزل إلينا ^ القرآن قدم ذكره لأنه أول بالإضافة إلينا أو سبب للإيمان بغيره ^ وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ^ الصحف وهي وإن نزلت إلى إبراهيم لكنهم لما كانوا متعبدين بتفاصيلها داخلين تحت أحكامها فهي أيضا منزلة إليهم كما أن القرآن منزل إلينا والأسباط جمع سبط وهو الحافد يريد به حفدة يعقوب أو أبناءه وذراريهم فإنهم حفدة إبراهيم وإسحاق ^ وما أوتي موسى وعيسى ^ التوراة والإنجيل أفردهما بالذكر بحكم أبلغ لأن أمرهما بالإضافة إلى موسى وعيسى مغاير لما سبق والنزاع وقع فيهما ^ وما أوتي النبيون ^ جملة المذكورين منهم وغير المذكورين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  19. #59
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    من ربهم ^ منزلا عليهم من ربهم ^ لا نفرق بين أحد منهم ^ كاليهود فنؤمن ببعض ونكفر ببعض وأحد لوقوعه في سياق النفي عام فساغ أن يضاف إليه بين ^ ونحن له ^ أي لله مسلمون مذعنون مخلصون . ^ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ^ من باب التعجيز والتبكيت كقوله تعالى ^ فائتوا بسورة من مثله ^ إذ لا مثل لما آمن به المسلمون ولا دين كدين الإسلام وقيل الباء للآلة دون التعدية والمعنى إن تحروا الإيمان بطريق يهدي إلى الحق مثل طريقكم فإن وحدة المقصد لا تأبى تعدد الطرق أو مزيدة للتأكيد كقوله تعالى ^ جزاء سيئة بمثلها ^ والمعنى فإن آمنوا بالله إيمانا مثل إيمانكم به أو المثل مقحم كما في قوله ^ وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ^ أي عليه ويشهد له قراءة من قرأ بما آمنتم به أو بالذي آمنتم به ^ وإن تولوا فإنما هم في شقاق ^ أي إن أعرضوا عن الإيمان أو عما
    تقولون لهم فما هم إلا في شقاق الحق وهو المناوأة والمخالفة فإن فإن كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر ^ فسيكفيكهم الله ^ تسلية وتسكين للمؤمنين ووعد لهم بالحفظ والنصرة على من ناوأهم ^ وهو السميع العليم ^ إما من تمام الوعد بمعنى أنه يسمع أقوالكم ويعلم إخلاصكم وهو مجازيكم لا محالة أو وعيد للمعرضين بمعنى أنه يسمع ما يبدون ويعلم ما يخفون وهو معاقبهم عليه . ^ صبغة الله ^ أي صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها فإنها حلية الإنسان كما أن الصبغة حلية المصبوغ أو هدانا الله هدايته وأرشدنا حجته أو طهر قلوبنا بالإيمان تطهيره وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخل الصبغ الثوب أو للمشاكلة فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون هو تطهير لهم وبه تتحقق نصرانيتهم ونصبها على أنه مصدر مؤكد لقوله آمنا وقيل على الإغراء وقيل على البدل من ملة إبراهيم عليه السلام .
    ^ ومن أحسن من الله صبغة ^ لا صبغة أحسن من صبغته ^ ونحن له عابدون ^ تعريض بهم أي لا نشرك به كشرككم وهو عطف على آمنا وذلك يقتضي دخول قوله ^ صبغة الله ^ في مفعول قولوا ولمن ينصبها على الإغراء أو البدل أن يضمر قولوا معطوفا على الزموا أو اتبعوا ملة إبراهيم و ^ قولوا آمنا ^ بدل اتبعوا حتى لا يلزم فك النظم وسوء الترتيب . ^ قل أتحاجوننا ^ أتجادلوننا ^ في الله ^ في شأنه واصطفائه نبيا من العرب دونكم روي أن أهل الكتاب قالوا الأنبياء كلهم منا لوكنت نبيا لكنت منا فنزلت ^ وهو ربنا وربكم ^ لا اختصاص له بقوم دون قوم يصيب برحمته من يشاء من عباده ^ ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ^ فلا يبعد أن يكرمنا بأعمالنا كأنه ألزمهم على كل مذهب ينتحلونه إفحاما وتبكيتا فإن كرامة النبوة إما تفضل من الله على من يشاء والكل فيه سواء وإما إفاضة حق
    على المستعدين لها بالمواظبة على الطاعة والتحلي بالإخلاص وكما أن لكم أعمالا ربما يعتبرها الله في إعطائها فلنا أيضا أعمال ^ ونحن له مخلصون ^ موحدون نخصه بالإيمان والطاعة دونكم . ^ أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى ^ أم منقطعة والهمزة للإنكار وعلى قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص بالتاء يحتمل أن تكون معادلة للهمزة في أتحاجوننا بمعنى أي الأمرين تأتون المحاجة أو ادعاء اليهودية أو النصرانية على الأنبياء ^ قل أأنتم أعلم أم الله ^ وقد نفي الأمرين عن إبراهيم بقوله ^ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ^ واحتج عليه بقوله ^ وما أنزلت التوراة والأنجيل إلا من بعده ^ وهؤلاء المعطوفون عليه أتباعه في الدين وفاقا ^ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ^ يعني شهادة الله لإبراهيم بالحنيفية والبراءة عن اليهودية والنصرانية والمعنى لا أحد أظلم من أهل الكتاب لأنهم كتموا هذه الشهادة أو منا لو كتمنا هذه الشهادة وفيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد عليه الصلاة والسلام بالنبوة في كتبهم وغيرها ومن للابتداء كما في قوله تعالى ^ براءة من الله ورسوله ^ ^ وما الله بغافل عما تعملون ^ وعيد لهم وقرىء بالياء .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

  20. #60
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: حلقات تفسير سور القران

    ^ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ^ تكرير للمبالغة في التحذير والزجر عما استحكم في الطباع من الافتخار بالآباء والاتكال عليهم قيل الخطاب فيما سبق لهم وفي هذه الآية لنا تحذيرا عن الاقتداء بهم وقيل المراد بالأمة في الأول الأنبياء وفي الثاني أسلاف اليهود والنصارى . ^ سيقول السفهاء من الناس ^ الذين خفت أحلامهم واستمهنوها بالتقليد والإعراض عن النظر يريد به المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين وفائدة تقديم الإخبار به توطين النفس وإعداد الجواب وإظهار المعجزة ^ ما ولاهم ^ ما صرفهم ^ عن قبلتهم التي كانوا عليها ^ يعني بيت المقدس والقبلة في الأصل الحالة التي عليها الإنسان من الاستقبال فصارت عرفا للمكان المتوجه نحوه للصلاة ^ قل لله المشرق والمغرب ^ لا يختص به مكان دون مكان بخاصية ذاتية تمنع إقامة غيره مقامه وإنما العبرة بارتسام أمره لا بخصوص المكان ^ يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ^ وهو ما ترتضيه الحكمة وتقتضيه المصلحة من التوجه إلى بيت المقدس تارة والكعبة أخرى . وكذلك إشارة إلى مفهوم الآية المتقدمة أي كما جعلناكم مهديين إلى الصراط المستقيم أو جعلنا قبلتكم أفضل القبل ^ جعلناكم أمة وسطا ^ أي خيارا أو عدولا مزكين بالعلم والعمل وهو في الأصل اسم للمكان الذي تستوي إليه المساحة من
    الجوانب ثم استعير للخصال المحمودة لوقوعها بين طرفي إفراط وتفريط كالجود بين الإسراف والبخل والشجاعة بين التهور والجبن ثمأطلق على المتصف بها مستويا فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث كسائر الأسماء التي وصف بها واستدل به على أن الإجماع حجة إذ لو كان فيما اتفقوا عليه باطل لانثلمت به عدالتهم ^ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ^ علة للجعل أي لتعلموا بالتأمل فيما نصب لكم من الحجج وأنزل عليكم من الكتاب أنه تعالى ما بخل على أحد وما ظلم بل أوضح السبل وأرسل الرسل فبلغوا ونصحوا ولكن الذين كفروا حملهم الشقاء على اتباع الشهوات والإعراض عن الآيات فتشهدون بذلك على معاصريكم وعلى الذين من قبلكم أو بعدكم روي أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء فيطالبهم الله ببينة التبليغ وهو أعلم بهم إقامة للحجة على المنكرين فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون فتقول الأمم من أين عرفتم فيقولون علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق فيؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته فيشهد بعدالتهم وهذه الشهادة وإن كانت لهم لكن لما كان الرسول عليه السلام كالرقيب المهيمن على أمته عدى بعلى وقدمت الصلة للدلالة على اختصاصهم يكون الرسول شهيدا عليهم ^ وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ^
    أي الجهة التي كنت عليها وهي الكعبة فإنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي إليها بمكة ثم لما هاجر أمر بالصلاة إلى الصخرة تألفا لليهود أو الصخرة لقول ابن عباس رضي الله عنهما كانت قبلته بمكة بيت المقدس إلا أنه كان يجعل الكعبة بينه وبينها فالمخبر به على الأول الجعل الناسخ وعلى الثاني المنسوخ والمعنى أن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة وما جعلنا قبلتك بيت المقدس . إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه إلا لنمتحن به الناس ونعلم من يتبعك في الصلاة إليها ممن يرتد عن دينك إلفا لقبلة آبائه أو لنعلم الآن من يتبع الرسول ممن لا يتبعه وما كان لعارض يزول بزواله وعلى الأول معناه ما رددناك إلى التي كنت عليها إلإ لنعلم الثابت على الإسلام ممن ينكص على عقبيه لقلقه وضعف إيمانه فإن قيل كيف يكون علمه تعالى غاية الجعل وهو لم يزل عالما قلت هذا وأشباهه باعتبار التعلق الحالي الذي هو مناط الجزاء والمعنى ليتعلق علمنا به موجودا وقيل ليعلم
    رسوله والمؤمنون لكنه أسنده إلى نفسه لأنهم خواصه أو لتميز الثابت من المتزلزل كقوله تعالى ليميز الله الخبيث من الطيب فوضع العلم موضع التمييز المسبب عنه ويشهد له قراءة ليعلم على البناء للمفعول والعلم إما بمعنى المعرفة أو معلق لما في من من معنى الاستفهام أو مفعوله الثاني ممن ينقلب أي لنعلم من يتبع الرسول متميزا ممن ينقلب .
    ^ ^ وإن كانت لكبيرة إن هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفاصلة وقال الكوفيون هي النافية واللام بمعنى إلا والضمير لما دل عليه قوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها من الجعلة أو الردة أو التولية أو التحويلة أو القبلة وقرىء لكبيرة بالرفع فتكون كان زائدة إلا على الذين هدى الله إلى حكمة الأحكام الثابتين على الإيمان والاتباع ^ وما كان الله ليضيع إيمانكم ^ أي ثباتكم على الإيمان وقيل إيمانكم بالقبلة المنسوخة أو صلاتكم إليها لماروي أنه عليه السلام لما وجه إلى الكعبة قالوا كيف بمن مات يا رسول الله قبل التحويل من إخواننا فنزلت ^ إن الله بالناس لرؤوف رحيم ^ فلا يضيع أجورهم ولا يدع صلاحهم ولعله قدم الرؤوف وهو أبلغ محافظة على الفواصل وقرأ الحرميان وابن عامر وحفص لرؤوف بالمد والباقون بالقصر .
    ^ قد نرى ^ ربما نرى ^ تقلب وجهك في السماء ^ تردد وجهك في جهة السماء تطلعا للوحي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع في روعه ويتوقع من ربه أن يحوله إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم وأقدم القبلتين وأدعى للعرب إلى الإيمان ولمخالفة اليهود وذلك يدل على كمال أدبه حيث انتظر ولم يسأل ^ فلنولينك قبلة ^ فلنمكننك من استقبالها من قولك وليته كذا إذا صيرته واليا له أو فلنجعلنك تلي جهتها ترضاها تحبها وتتشوق إليها لمقاصد دينية وافقت مشيئة الله وحكمته ^ فول وجهك ^ اصرف وجهك ^ شطر المسجد الحرام ^ نحوه وقيل الشطر في الأصل لما انفصل عن الشيء إذا انفصل ودار شطور أي منفصلة عن الدور ثم استعمل لجانبه وإن لم ينفصل كالقطر والحرام المحرم أي محرم فيه القتال أو ممنوع من الظلمة أن يتعرضوه وإنما ذكر المسجد دون الكعبة لأن عليه الصلاة والسلام كان في المدينة والبعيد يكفيه مراعاة الجهة فإن استقبال عينها حرج
    عليه بخلا القريب روي أنه عليه الصلاة والسلام قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس
    ستة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين وقد صلى بأصحابه في مسجد بني سلمة ركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وتبادل الرجال والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القبلتين ^ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ^ خص الرسول بالخطاب تعظيما له وإيجابا لرغبته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

صفحة 3 من 39 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •