لا أشك في إنكم
من الغيــــــــورين
على حرمة العربية الفصحى
الذائـــــــــدين عن حياضها
ولكن
قد يسوق الإنسان حديثه أحياناً
إلى ما يرضى من القول
وكلام البعض منكم
يُنفر النفوس في طريقته
عن الحديث عن الفصحى
الفصحى
الفصحى لم ولن تنعزل عن مسرح الحياة
إنعزالاً
كإنعـــــــزال هذه اللغة الشــــــاذة
فمازالت وستظل تروى
في طيات المؤلفات ورسائل البلغاء
وخزائن كتب التــــــراث
مازالت وستظل طوداً شامخاً
تقف على قدميها تصد جميع الهجمات
وترد كل محاولات الغدر بها
مازالت ولله الحمد
لها إعتبارها في نفوس
العرب والمسلمين
بل لها إحترامها في نفوس
شعوب كثيرة في العالم
أبداً لم تنعزل الفصحى عن ساحة الحياة
رغم إنتشار العامية وتمكنها من الألسنة
بل بقيت حية ترزق على السنة الناس
تعيش معهم في جميع مرافق عيشهم
ومختلف أحوالهم وفي سائر علاقاتهم
في إقتصادهم وإجتماعهم وثقافتهم
وسيـــــــــــــــــــــــاستهم
وجميع قضايا حياتهم
فبها تُصاغ القوانين والأنظمة
وتُكتب العقـــــود
وتنظم البنـــــود
وبألفاضها تُصاغ القرارات والبلاغات
والإعلانـــــــــــــــــــــــــات
فهي وسيلة الإعلام في مختلف دوائره
ولغة المحامي في مرافعاته
والسياسي في قراراته وخطاباته
وهي لغة العقود التجارية
وعقود البيع الشراء وعقود الإجارة
وعقود الزووووواج
ودعـــــــــــــــــــــــــــــاوي الطلاق
ولغة المراسلات العامة والخاصة
وجميع ما يتعلق بحياة الإنسان
في شتى نواحيها
.
.
.
لا تقولوا قولاً
يكون جناية على كرامة الفصحى
وإعتداء على حرمتها
.
.
.
العامية وإن عاشت في بيوت الناس
وجلست على موائدهم
وشاركتهم مشاركة فعاله في مجالسهم
ودخلت أسواقهم في معاملاتهم
فإن الفصحى
تبقى محتلة أكبر نصيب في حياة الناس
على ضوء ماذكرته
ومالم اذكره من شواهــــد
نلمسها في واقع حياتنا اليومية
.
.
.
أنا لا أنكر أن العامية تسيطر على السنة
معظم جماهير العرب اليوم
لا أنكر أن لها رصيداً كبيراً في حياة الناس
وأقصد بالعامية
تلك العامية التي تختلف
إختلافـــــــاً كبيراً عن لهجتنا هذه
ولكن
أنا وكل من به عقل
نرفض أن تكون بديلاً عن الفصحى
وعاملاً في تكوين حياتنا الجديدة
لأنها مزيج من الدخيل والغريب والشاذ
لأنها لغة مضطربة ركيكة مشوهه
فمثل هذه اللهجة
لا تصلح أن تكون مقوماً للأمة
لأنها تفقد عناصر الثبات في جوهرها
فهي عرضة للتغير المستمر
والإنســــــــلاخ المتكرر عن أصولها
هــــذا إذا اعتبرنا
أن لها أصولاً وجذوراً تربطها باللغة الأم
فاللغة التي تصلح أن تكون عاملاً
في تكوين الأمة
هي التي تتمتع بصفتي
التطور والثبات
فتكون ثابتة الجـــــــذور
متينة الأصول على إمتداد حياة أجيال الأمة
وتكون في الوقت نفسه
فياضـــــــــة المعاني
متجددة العطـــــــاء
قابلة للتطور عبر مراحل حياة الأمة
.
.
.
بلا ريب
لغتنا الفصحى
لغة القرآن الكريم التي أستطاعت
أن تهب المتكلمين بها ما يحتاجونه
من الألفاظ والتراكيب
لكل جديد ظهر في حياتهم
ذلك شأنها في كل عصر وكل جيل
ولم تظهر عجزاً أو قصوراً
عن تقديم ما يحتاجه أي جيل
بل كانت ينبوعاً فاض منه الكثير
حتى غمر أفاق الحياة
بأجمل ألفاظ الكلام
وأحسن أنواع البيـــــان
.
.
.
لا أنا ولا غيري قادر على إلغاء العامية
لأن هذا ليس سهلاً آو مستطاع
ولكن القصد من كل هذا التعقيب
وما سبقــــــــــــــــــــــــه
كان العمل على تعميم الفصحى وتطويعها
لأغراضنا وحاجتنا ومتطلباتنا ومطالبنا
بالصبغة المقبــــــــــــــــولة
التي تختلف إختلافاً كلياً
عن لهجتنا هذه التي تفاخروا وتفخروا بها
الصبغة المقبولة العربية
وإخضاعها لموازين الفصحى
وقواعدهــــــــا ومقاييسها
وذلك بتهذيبهــــــــــــــــا
وتقريبها من الفصحى
برد الكلمات التي إنقلبت عامية
بواسطة التحريف والتصحيف
والإبــــدال والقلب
أخيــــــــراً
لغتنا العربية
أكرم لغات العالم وأوسعها لساناً
فحق لها إن تنال من العناية النصيب
الأوفــــــى
لأنها لغة مقدســـــة
شرفها الله تعالى
بأن أنزل بها كتابه الخالد
الذي قال فيه
( إنا أنزلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون )
وتحافظوا على صفاء هذه اللغة
ونقائهــــــــــــــــــــــــــا
وتصونوها من غوائل الدخيل
ولوثــــات الألحــــان
أما بالنسبة للمتعلمين الأميين
فهناك منهم للأسف
من لا يميز بين بلاغة وفصاحة
ولا بين مجاز ولا حقيقة
فكل شيء عنده واحد ؟!..
بميــــــــــــــزان واحد ؟!..
فلا فرق عنده بين أساليب السذاجة
وأساليب المثقفين العلماء ؟!..
ولا فرق عنده
بين أساليب الأدباء والخطباء
وأساليب العامة .. الساذجه منها فقط
كل شيء في نظــــره لغة ؟!!!..
.
.
.
من هو المتعلم الأمي ؟..
هو الذي يتجه نحو إطلاق الأحكام
بقيمة متأرجحـــــــــة
بين ثنائية نعم .. دون فهم
ولا .. دون إستيعاب
مع أمور أخرى
يدور فيها في متاهــــات جرداء
المتعلم الأمي
هو من تغفو نفسه
على صـــــدأ من الأفكار الغريبة
هو شخص
قلبه وعقله وإدراكه جمجمة من العظام
الفــــــــــارغة
كحـــوش يحن لماء
ليس فيه
وماء يحن لحــــوض لا يعرفه
المتعلم الأمي
من يكون ؟..
هو المراهق .. المرهق بتبعات الحياة المادية
هومن طغى عليه الكسل
فتســــــكع في حياته
في حلقـــــات تواتر
أكل ولعب ولعب ونوم .. والــ وربما
.
.
.
إن من أبشع ما يهول الإنسان
أن متعلمينا الأميين
لا يستحون من جهلهم الذي يسقط
في خواء ساحاتهم
بل يكابرون ويظهرون
عدم الاكتراث بتيه وغطرسة
وإحتقار كاذب للآخرين
مع العيش في خرس
لا يهذر إلا بالأشياء المرتعشة
المتجهة نحو مجهولات الأشياء
.
.
.
للقراءه فن وللكتابة فنون
ومن لا يعرف هذا الفن
كيف له أن يقرأ وكيف يكتب ؟!..
فمهما طرح سيبقى الغبار
معشعشاً في جمجمته
معظم القراء هنا لا يعرفون فن الإطلاع
تعود الفرد منهم على إقتحام المواد
وخمطــــــ
ما تقع عينيه عليه
والمغــــــــــــــــــادرة
فـــــرح بنفسه
بأنه أصبح من المثقفين
الجهــــــــــــــــــــــــــابذه
.
.
.
أفيعقل أن يطرح الكاتب منا مشكلة ما
ويتجاهل حلها
أو المرور عليها!..
من الخطأ أن تطرح مادة يا إبن الريف
دون أن تعــــــرف
أو على الأقل تتوقع إتجاهاتها
سبحانك اللهم بحمدك
اشهد أن لا اله إلا أنت
أستغفــــرك
وأتوب إليك