قال أحد الذين يلبسون ثيابا مدنية بعينين تشعان دهاء وحيوية :
ـ ضعف ولين ...؟؟ لماذا لا نسميها دهاء وسياسة ..! أرى أن تعاون معه وبعدها نسلمه إلى دولته لتفعل به ما تشاء .. المهم أن نخلص بلدنا من هذه الشرذمة .
تباينت الآراء ما بين مؤيد وعارض , واستمر الاجتماع زهاء ساعتين ولم يصلوا إلى اتفاق , التفت ( ماجد ) إلى القائد , الذي كان يرتشف كوب القهوة السادس في ذاك الاجتماع وقال :
ـ ما رأيك أيها القائد ؟
سكت القائد لفترة طويلة , واحترم الجميع هذا الصمت , واكتسى وجهه بتعابير التفكير العميق , وبعد فترة طويلة , لمح ( ماجد ) ابتسامة صغيرة تكورت في إحدى زوايا شفتيه , وتألقت عيناها ببريق طالما سمع عنه , والتقط الهاتف الأحمر , الموضوع بعناية على طاولة جانبية , ومباشرة قال :
السلام عليكم , أسعد الله مساءك يا معالي الوزير , أعتذر إزعاجك في هذه الساعة المتأخرة , ولكنها كالعادة حالة طارئة ونريد مشورتك فيها ....
وبدأ يلخص عليه ما حصل منذ صباح الأمس , إلى اختلاف المتواجدين حول التعاون مع ( أرشد ) من عدمه , ثم سكت وبدأ يستمع ...
ـ جميل ... نعم , هو كما قلتم , ... بالفعل ,... لا بأس ... ممتاز , شكرا لمعاليكم , واعتذر مرة أخرى عن الإزعاج .
أغلق السماعة والتفت نحو ( ماجد ) وقال بابتسامة واسعة :
ـ لقد حصلت على الموافقة التي كنت تنشدها ... متى تنوي أن تبدأ يا بطل ؟
اتسعت ابتسامته هو الآخر , وارتفع حاجباه , وهو يقول بجذل :
ـ ... الآن .