قلها أحبك و أنه وجعي
مغرقة في وحدتي تعبث بي ألحان الخريف
سقوط ، زمهرير ، شمس شاحبة في الأفق ترمقني خيوطها
لئيمة هكذا أحسّها قريبة من السخرية تملأ الهواء من حولي
ورود ذابلة جفاف يجتاح الحنايا يهطل على روحي أرقا
ارتجافات قلب و انتكاسات ، دمع في المآقي
رحيل يشدو في الأرجاء سيمفونية الجفاء
مكلّلة باليأس تحتضر زهور نيسان
و يغرق أيلول في الحزن مودّعا سفن الأحبة
يعلن الليل صفارة الإنذار فها هو موعد آخر مع النحيب
و هناك حيث يرقد قلبي صامتا حزينا يلتحف تشققات الألم
تبدو لي ملامحك كإشراقة شمس بعد شتاء طويل
تلفحني حرارة الاشتياق تنتشي روحي بنسيم أنفاسك
أحتضن المكان و حتى الأشياء الصغيرة من حولي لأشعر بقربك
أضحك كما لو أن تلك الطفلة الشقيّة الكامنة في كياني تلهو
تبتسم ملامحي في حضورك لتكتمل فرحتي
أركض ملقية عني هموم الدنيا كلها و أرتمي بين ذراعيك
أشتمّ ريح الهوى في أحضانك
أرتشف عبق الذكريات الحلوة عبر همساتك
أسافر في عينيك و أعلم أن الطريق إليها محفوف بالغياب
و ها أنا أصحو من جديد على صفعة الهذيان
ألمحك بالقرب تبتسم لي في هدوء
لأغمض جفوني خشية أن يكون حلما أو وهما
و لا زلت مغرقة في وحدتي أرقب حضورك الذي طال
فمتى يا رفيقي ستحتويني و تنهي رحلة الألم المريرة تلك
و متى يجود عليّ القدر برسالة منك أقرؤها و لا أنتهي منها
إلا و قد ضممتك إلى قلبي و زرعتك ياسمينة في حدائق الروح
أحبك فودّع رحيلك و الغياب و هاجر إلى حيث يسكن عشقنا
عانق أوجاعي لتختفي و أجهض جنين الجفاء في مهده مبكّرا
التمس في دموعي الحيرى زخّات الحنين
اقترب لنزفّ قلبينا إلى عالم الوفاء
مهلا ... لا أريد منك سوى أن ...
نعم قلها : أحبّك بحجم السماء بل و أكثر
بعدها لا تسلني عن جنوني فقط ضع يدك بيدي
و الثم ورد الخجل على جبيني
هكذا أحبك بل أعشقك يا حبيبي فلا ترحل ..