أتلتيكو يكسر العقدة ويتوج بطلا لكأس أسبانيا بفوز تاريخي على الريال
مدريد : (د ب ا)
بضربة رأس للمدافع البرازيلي جواو ميراندا في الوقت الإضافي كسر أتلتيكو مدريد عقدته في مواجهة ريال مدريد وحقق عليه فوزا تاريخيا 2/1 مساء الجمعة على استاد "سانتياجو برنابيو" في العاصمة الأسبانية مدريد في المباراة النهائي لكأس ملك أسبانيا.

وتوج أتلتيكو باللقب للمرة العاشرة في تاريخه بينما خرج الريال صفر اليدين من بطولات الموسم الحالي الذي جاء كارثيا للريال حيث خرج خالي الوفاض من بطولات الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ولم يتوج إلا بلقب كأس السوبر الأسباني التي أقيمت في بداية الموسم بين بطلي الدوري والكأس في الموسم الماضي.

وحقق أتلتيكو في هذه المباراة فوزا طال انتظاره حيث كان الأول له في مواجهات الديربي مع الريال بمختلف البطولات منذ 14 عاما وبالتحديد منذ 1999. وانتهى الشوط الأول بالتعادل 1/1 حيث تقدم الريال بهدف سجله البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقة 14 وتعادل دييجو كوستا لأتلتيكو في الدقيقة 35 بعد أداء متكافئ إلى حد بعيد بين الفريقين. ورفع كوستا بهذا رصيده إلى ثمانية أهداف في صدارة قائمة هدافي المسابقة مقابل سبعة أهداف لرونالدو في المركز الثاني.

وعاند الحظ الريال في عدة فرص محققة في الشوط الثاني وتصدى القائم لأكثر من هدف ليسيطر التوتر على لاعبي الريال في الشوط الثاني وينتقل منهم إلى مديرهم الفني جوزيه مورينيو الذي طرد من الملعب في الدقيقة 76 بسبب احتجاجه على قرارات الحكم. وفشلت محاولات الفريقين وخاصة أتلتيكو لتسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي الذي انتهى بالتعادل 1/1 ليلجأ الفريقان إلى وقت إضافي لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين. وفي الوقت الإضافي سجل المدافع البرازيلي جواو ميراندا هدف الفوز التاريخي لأتلتيكو على الريال في الدقيقة 98.

ولم يتردد الحكم في طرد رونالدو في الدقيقة 114 بسبب محاولة إيذاء جابي بتوجيه ضربة من الحذاء إلى وجهه على بعد أمتار قليلة من الحكم المساعد ثم توقفت المباراة لبضع دقائق بسبب علاج جابي والتحام لاعبي الفريقين قبل تدخل مسئولي الفريقي لفض الاشتباك في الوقت المناسب. كما طرد جابي نفسه في الدقيقة 126 لنيله الإنذار الثاني. وخسر الريال نهائي الكأس للمرة السابعة على استاد "سانتياجو برنابيو" بينما أكد أتلتيكو محالفة الحظ له في نهائيات الكأس على هذا الملعب.

ولم يكن أي من الفريقين يريد خوض هذا اللقاء باستاد "سانتياجو برنابيو" حيث أكد رئيس أتلتيكو إنريكي سيريزو أنه دور فريقه في استضافة هذا النهائي بينما كان الريال يفضل خوض هذه المباراة في برشلونة أو بلنسية أو أشبيلية. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الريال يعاني من مشكلة مع مباريات نهائي الكأس التي تقام في البرنابيو. والمثير أن ناديا يتمتع بنجاح كبير مثل ريال مدريد خسر ست مرات في المباريات الثماني السابقة التي خاضها على ملعبه في نهائي كأس أسبانيا والتي كان آخرها في عام 2002 أمام ديبورتيفو لاكورونا قبل أن يخشر مجددا أمام أتلتيكو هذا الموسم.

كما خسر ريال مدريد في المواجهات الثلاث السابقة التي جمعته بأتلتيكو في نهائي كأس أسبانيا على استاد البرنابيو في أعوام 1960 و 1961 و 1992 وكانت الهزيمة الرابعة في نهائي هذا الموسم. وجاءت بداية المباراة حماسية من الفريقين حيث اعتمد الريال على الاستحواذ المكثف على الكرة بينما لجأ أتلتيكو للضغط بقوة على لاعبي الريال في كل مكان بالملعب مع إيقاف محاولات الريال بعيدا عن منطقة الجزاء خشية اهتزاز الشباك مبكرا في هذه المواجهة العصيبة.

ودخل أتلتيكو تدريجيا في أجواء اللقاء وبدأ في مبادلة الريال الهجمات وإن ظل الريال هو الأكثر استحواذا على الكرة وسيطرة على مجريات اللعب. ولم يتأخر الريال في إعلان تفوقه حيث سجل له رونالدو هدف التقدم بضربة رأس رائعة في الدقيقة 14 ليضاعف من صعوبة المواجهة على أتلتيكو. وجاء الهدف اثر لعبة متفق عليها بين رونالدو وأوزيل حيث أشار رونالدو إلى النجم الألماني بلعب الكرة إليه من الضربة الركنية التي احتسبت للفريق ولم يخيب أوززيل رجاء رونالدو حيث لعب إليه التمريرة متقنة ليرتقي إليها رونالدو عاليا من أمام فالكاو ويلعبها برأسه رائعة على يمين الحارس محرزا هدف التقدم.

أثار الهدف حفيظة لاعبي أتلتيكو الذي اندفعوا في الهجوم بحثا عن هدف التعادل وحاول جابي الرد على هدف رونالدو بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة في الدقيقة 17 ولكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة. وافتقدت هجمات أتلتيكو للدقة المطلوبة في نهايتها كما اصطدمت بالدفاع المتكتل من جانب الريال والتألق الواضح لحارسه دييجو لوبيز الذي منح زملاءه الثقة وسط المحاولات المتتالية من أتلتيكو. وأسفر ضغط أتلتيكو أخيرا عن هدف التعادل في الدقيقة 35 عبر دييجو كوستا هداف المسابقة.

ولعب فالكاو الدور الأبرز في هذا الهدف عندما راوغ أكثر من لاعب للريال في وسط الملعب ثم مرر الكرة بمهارة إلى دييجو كوستا المندفع في اتجاه منطقة جزاء الريال حيث انطلق بها كوستا وتخلص من الغاني مايكل إيسيان مبتعدا في الوقت نفسه عن سيرخيو راموس المدافع الآخر للريال ثم سدد الكرة بيسراه في الزاوية البعيدة على يسار الحارس لترتطم بباطن القائم وتتهادى داخل المرمى. واستحق أردا توران لاعب أتلتيكو الإنذار في الدقيقة 37 اثر لعبة خطيرة ضد راموس. وباغت الكرواتي لوكا مودريتش نجم الريال الجميع بتسديدة رائعة في الدقيقة 41 ولكنها مرت بجوار القائم على يمين الحارس.

وعاند الحظ أوزيل في الدقيقة 43 اثر هجمة سريعة للريال أنهاها أوزيل بتسديدة رائعة بيسراه من خارج منطقة الجزاء مباشرة لتعبر على يسار الحارس ولكنها ارتطمت بالقائم وارتدت إلى داخل الملعب بعدما اقتلعت قلوب لاعبي أتلتيكو وجماهير الفريق. وفي الشوط الثاني ، واصل الفريقان هجومهما المتبادل وإن كان أتلتيكو هو الأكثر خطورة وضاعت منه أكثر من فرصة خطيرة خلال الدقائق الأولى من هذا الشوط بسبب التسرع أحيانا وسوء الحظ أحيانا أخرى. واستحق فابيو كوينتراو نجم الريال إنذارا في الدقيقة 54 للخشونة وسط توتر واضح في أداء لاعبي الريال.

ولعب أوزيل كرة ساقطة خادعة من الناحية اليمنى في الدقيقة 58 ولكنها عبرت الحارس ومرت بجوار القائم. ورد عليها لويز فيليبي بتسديدة صاروخية اثر هجمة سريعة منظمة لأتلتيكو ولكنها ذهبت خارج المرمى على يمين دييجو لوبيز. وشهدت الدقيقة 61 قمة الإثارة اثر هجمة سريعة للريال لعب على اثرها رونالدو الكرة عرضية من الناحية اليسرى لتصل إلى كريم بنزيمة الذي سدد الكرة وسط غابة من سيقان لاعب أتلتيكو ولكنها عبرت الحارس وارتدت من القائم إلى مسعود أوزيل الذي هيأها لنفسه وسددها في اتجاه المرمى قبل عودة الحارس لاتخاذ مكانه ولكن الحظ عاند الريال مجددا وانشقت الأرض عن خوانفران الذي أبعد الكرى من على خط المرمى.

ونال الألماني سامي خضيرة نجم الريال إنذارا في الدقيقة 65 للخشونة عندما حاول إيقاف هجمة سريعة لأتلتيكو. وواصل الحظ عناده للريال في الدقيقة 68 عندما احتسب الحكم ضربة حرة للريال خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة وسدد رونالدو الكرة قوية زاحفة لتعبر بين أقدام لاعبي الحائط البشري الدفاعي وترتطم بالقائم على يمين حارس أتلتيكو وتضيع فرصة ذهبية للتقدم. ونال دييجو كوستا إنذارا في الدقيقة 69 للخشونة مع تشابي ألونسو نجم الريال. وأدى توتر أعصاب لاعبي الريال لإنذارين متتاليين للفريق وكانا من نصيب أوزيل وراموس في الدقيقتين 72 و 74.

وامتد التوتر إلى خارج خطوط الملعب حيث أبدى البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال اعتراضه على قرارات الحكم فلم يتردد الأخير في طرده إلى خارج الملعب في الدقيقة 76. واستمرت محاولات الفريقين في الدقائق التالية دون أن ينجح أي منهما في هز الشباك. وخرج خوانفران مصابا في الدقيقة 90 اثر ضربة تلقاها من رونالدو ولكنه تلقى العلاج سريعا وأصر على استكمال اللقاء واستحق تحية هائلة من الجماهير. ولعب جابي كرة ماكرة من مسافة بعيدة بالقرب من الراية الركنية وكادت تخدع دييجو لوبيز وتسكن الشباك في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ولكنها خرجت إلى ضربة ركنية لم تستغل جيدا.

ولم يسفر ضغط أتلتيكو في اللحظات الأخيرة عن جديد لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1/1 ويلجأ الفريقان للوقت الإضافي لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين. ومع بداية الوقت الإضافي أجرى مورينيو تغييراته الثلاثة دفعة واحدة بنزول الأرجنتينيين جونزالو هيجوين وآنخل دي ماريا وألفارو أربيلوا بدلا من بنزيمة ومودريتش وكوينتراو على الترتيب ليدفع بما تبقى لديه من الأوراق الرابحة أملا في مشاهدة فريقه من المدرجات وهو يهز الشباك.

ورغم هذه التغييرات كانت الفرصة الخطيرة الأولى في الوقت الإضافي من نصيب أتلتيكو في الدقيقة 95 عندما وصلت الكرة من تمريرة بينية أمامية إلى دييجو كوستا الذي انفرد بالحارس ولكن لوبيز تألق وتصدى لتسديدة كوستا من داخل المنطقة. وتكررت الفرصة لأتلتيكو في الدقيقة 97 ولكن إيسيان تألق وأخرجها برأسه إلى ضربة ركنية في اللحظة الأخيرة. ولعب جابي الضربة الركنية وارتدت إليه مجددا في الناحية اليمنى ليلعبها عرضية نموذجية انقض عليها جواو ميراندا بضربة رأس رائعة لتسكن الكرة المرمى على يسار حارس حارس المرمى لوبيز معلنا عن هدف التقدم 2/1 لأتلتيكو في الدقيقة 98.

وبعدما كثف أتلتيكو من هجومه في الدقائق التالية بحثا عن هدف الاطمئنان أهدر هيجوين فرصة ذهبية لتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 104 عندما وصلت إليه الكرة داخل منطقة جزاء أتلتيكو ولكنه سددها في اتجاه الزاوية الضيقة ليتصدى لها الحارس البلجيكي الشاب تيباوت كورتوا. وتكررت الفرصة الذهبية للريال في الدقيقة 107 اثر هجمة سريعة وخطيرة مرر على اثرها دي ماريا الكرة عرضية زاحفة من الناحية اليسرى لتعبر جميع اللاعبين وتصل لأوزيل المندفع داخل منطقة الجزاء في الجهة المقابلة ليسدد الكرة مباشرة وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ولكن رد فعل كورتوا كان رائعا حيث تصدى للكرة لتخرج إلى ركنية.

ورد أتلتيكو بفرصة أكثر خطورة في الدقيقة 109 ولكن دفاع الريال تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة لركنية. وازداد توتر لاعبي الريال مع اقتراب الوقت الإضافي من نهايته وأسفر هذا التوتر عن طرد رونالدو لاعتدائه على جابي ثم شهدت نهاية المباراة طرد جابي نفسه لنيل الإنذار الثاني.
شكرا حبيبنا حطين نت