الفصل العاشرffice

ffice" />
تململ ( عبدالله ) في مكانه , والألم يتصاعد بداخله , وهو يشاهد هؤلاء الأطفال الصغار يتعذبون أمامه كل يوم , ويخسرون من أوزانهم الكثير لقلة الأكل وسوئه , وترتعد أجسادهم الصغيرة بسبب الرعب الذي يعيشونه , فقرر أن يخرجهم من هنا بأي ثمن وبأي طريقة , استلقى على فراشه الصغير القذر وهو يفكر بطريقة تمكنه من الهروب , كان هذا هو هاجسه الوحيد طيلة الأيام السابقة , نظر إلى ( شهد ) و ( دعاء ) حيث تلعبان بالتراب وتخلقان عوالم وهمية لا وجود لها في هذه الغرفة الصغيرة المظلمة , وهو يتعجب من قدرة الأطفال على التكيف في أي وضع , وكيف يتجاهلون البيئة المحيطة بهم عندما ينهمكون في ممارسة طفولتهم , كانت الفتاتان ترسمان بأصابعهما النحيلة على الأرض , اقترب منها وقال لهما :
ـ ماذا ترسمان ؟
التفتت نحوه ( شهد ) وهي ترفع خصلات شعرها المتناثرة على جبينها , وهي تقول :
ـ نحن نرسم البيت .
ـ البيت ؟! أي بيت ؟
ـ هذا البيت الذي نجلس فيه , لقد رسمته أنا ودعاء , هل تريد رؤيته ؟
بزغت فكرة في ذهن ( عبدالله ) , وهو يطل برأسه إلى الأرض حيث ترسمان وهو يقول :
ـ بالتأكيد .
انتشرت الحماسة بين الفتاتان وهما تعيدان رسم مخطط البيت , وشهد تتولى الحديث قائلة :
ـ في هذا الطابق تقع فقط غرفتين , نقيم نحن في أحدها , , والأخرى تستخدم للخزن , لقد سبق وأن هربنا إليها , أما في الأسفل فيقع المطبخ , وغرفة الحارس بجانب الباب .
تعجب ( عبدالله ) من المعلومات التي تعرفها هاتين الصغيرتين عن المنزل , فكتم انفعاله داخلا وقال لها :
ـ وماذا عن السطح ؟
ـ لا أدري , لكن ليس هناك أي درج يؤدي إليه .
انفرجت أسارير ( عبدالله ) , وقام من مكانه بنشاط , وأشار إلى ( أحمد ) وقال له :
ـ تعال معي لقد جاء دور العمل .