صباحٌ يليق بكآبتي ..
بشكّي , بألمي , بوجعي , بخوفي , بنزقي ..
صباح النفوس المترعة ألما
صباح الجرائد تستنسخ أخبار الموت
و المغفلين , و الحمقى , و النوكى
صباح كاتب يشنق ضميره
بأعلى عموده الصحفيّ
صباح قهوتي الداكنة كصباحاتي
صباح قهوتي فوقها رغوة أشربها بيد رخوة
صباح الكابوتشينو تجفل منه نفسي
صباح صحفي المفضلة .. لم تتغيّر فيها إلا التواريخ
و أسماء الموتى
و أماكن موتهم
صباح الخائفين من حراسهم
صباح الأشرعة الممزقة
صباح المراكب تبحر و تتقاذفها الأمواج
صباح الصيّاد يوشك أن يبحر فينكسر المجداف
صباح الريح تأتي و لا من أشرعة
صباح الأشرعة تبحر و لا من رياح
صباح الوجع المشرئب بعنقه من نافذتي
صباح المقصلة لا تشبع من الرؤوس
و تقول : هل من مزيد ؟
صباح العهر الشريف
و الشرف الملطّخ بالعار
صباح النرجس الذابل
صباح الحكام العرب
صباح الحاكم بأمر واشنطن
صباح المعزّ لدين بوش
صباح سيف الإسلام الخشبيّ
صباح المرافئ الحزينة لرحيل السفن
صباح العار العربيّ
صباح الجرب العربيّ
صباح العرب يموتون أحياء
و يحيون موتى
صباح السجون العربية تنبض حياة
صباح الزنازين العربية تكتظ بالكلمات
صباح الوجع يصافحني كل صباح
صباح الأغاني و المواويل الحزينة
صباح البطون الملتصقة بالظهور
صباح الظهور المقوسة
صباح سهير القيسي تتلو بشفاهٍ جميلة
أخبارا قبيحة
صباح الأطفال المخيرين بين الحليب و اللعبة
صباح الحزن يأتي مع بائع الجرائد و يجدني
في استقباله
صباح الفرح يأتي مع خيوط الشمس و لا يجدني
صباح الكادحين
صباح الفلاحين
يَحْرُثُون و يُحْرَثُون
يزرعون و يأكل غيرهم
صباح تجار الدم
يرسلون أخبار أرباحهم في
الجزيرة , في العربية , في السي إن إن , في البي بي سي
صباح دينيس فقد أطرافه في العراق
صباح مايكل يحكّ أطرافه الصناعية
صباح كاثرين , ودعت ويليام جسدا ينبض
و نبضا مجسّدا .. و استقبلته في صندوق خشبيّ
صباح بغداد .. قُدّ فستانها من دبر
و أضحت عاهرة
صباح الأدمغة المفخخة بالموت
صباح العجائز العراقيات يسكبن
قهوة مرّة من أعينهنّ
صباح الجواهري يكتب لدجلة الخير
صباح سعدون جابر
يسكب لحنا حزينا على بيوت الأعظمية
صباح كاظم يغني ( بغداد لا تتألمي )
صباح أطفال العراق
يقايضون تجار الجنس بجسد مقابل خبز
صباح فلسطين تستيقظ على أنغام الرصاص و الجنازر
صباح فلسطين تنتظر الفتح بلا حماس
صباح درويش يحنّ إلى خبز أمه
صباح طفل خليجي يلاعب دميته بكفٍّ بضٍّ طريّ
صباح طفل فلسطيني يلاعب جنديا إسرائيليّا
بحجر في كفٍّ مخشوشنة
صباح طفل فلسطيني , خرج و لم يعد
...