لو كنت أعرف ما أريد
ما جئت ملتجئا إليك كقطة مذعورة
لو كنت أعرف ما أريد
لو كنت أعرف أين أقضي ليلتي
لو كنت أعرف أين أسند جبهتي
ما كان أغراني الصعود
لاتسألي:من أين جئت،وكيف جئت،وما أريد
تللك السؤالات السخيفة مالدي لها ردود
ألديك كبريت وبعض سجائر؟
ألديك أي جريدة ماهم ما تاريخها..
كل الجرائد ما بها شيء جديد
ألديك-سيدتي- سرير آخر
في الدار، إني دائما رجل وحيد
أنت ادخلي نامي
سأصنع قهوتي وحدي ،
فإني دائما ..رجل وحيد
تغتالني الطرقات.. ترفضني الخرائط والحدود
أما البريد.. فمن قرون ليس يأتيني البريد
هاتي السجائر واختفي
هي كل ما أحتاجه
هي كل ما يحتاجه الرجل الوحيد
لا تقفلي الأبواب خلفك..
إن أعصابي يغطيها الجليد
لاتقفلي شيئا.. فإن الجنس آخر ما أريد
احتمالات اللون الأزرقْ..
واحتمالات الغَرَق والدُوارْ..
واحتمالات الوجه الآخرِ للحُبّْ..
لقد دمّرتْني العلاقةُ ذاتُ البُعْد الواحدْ
والحوارُ ذو الصوت الواحدْ..
وتلبسينَ جلْدَ البحرْ؟
وتلبسينَ جُنوني...
لماذا لا تخلعينَ ثوبَ الغبار.. وتلبسينَ أمطاري؟
هل تجيئينَ معي إلى البحرْ؟
لنحتمي تحت عباءته الزرقاءْ.
لقد تفكَّك الزمنُ بين أصابعنا
وتفكَّكت عناصرُ عينيكِ..
فساعديني على لَمْلَمَتِكِ.. ولملمة شَعْرِكِ الذي ذَهَبَ ولم يترك لي عنوانَهْ..
فأنا أركضُ .. وهو يركض أمامي كدجاجةٍ مذبوحَهْ..
ساعديني في العثور على فمي..
فقد أخذتِ الحربُ دفاتري وخَرْبَشَاتي الطفوليَّهْ
أخذتِ الكلماتِ التي كان يمكن أن تجعلكِ أجملَ النساءْ
والكلماتِ التي كان يمكن أن تجعلني أعظمَ الشعراءْ..
هل أبوحُ لكِ بسِرٍّ صغيرْ؟
إنني أصيرُ قبيحاً عندما لا أكتُب..
وأصيرُ قبيحاً عندما لا أعشَقْ..
فساعديني على استعادة المجديْنْ..
مَجْدِ الكتابةِ.. ومَجْدِ العشقْ..
ورقة الى القارئ
كميس الهوادج ... شرقية ٌ
ترش على الشمس حلوا الحدا
كدندنة البدو فوق سرير
من الرمل ينشف فيه الندا
ومثل بكاء الماّذن وسرتُ
الى الله اجرح صوت المدى
أعبّىء جيبي نجوماً وأبني
على مقعد الشمس لي مقعدا
ويبكي الغروب على شرفتي
ويبكي لأمنحه موعدا
شراع أنا لا يطيق الوصول
ضياعٌ أنا لا يريد الهدى
حروفي جموع السنونو تمدُّ
على الصحو معطفها الأسودا
أنا الحرف ...أعصابه ... نبضه
تمزقهُ قبل أن يولدا
أنا لبلادي ... لنجماتها
لغيماتها ...للشذا ...للندى
سفحت قواوير لوني نهوراً
على وطني الأخضر المفتدى
ونتفت في الجو ريشي صعوداً
ومن شرف الفكر أن يصعدا
تخليتُ حتى جعلت العطور
ترى ويشم اهتزاز الصدى
بأعراقي الحمر إمرأةٌ
تسير معي في مطاوي الردى
تفح وتنفخ في أعظمي
فتجعل من رئتي موقدا
هيولاه ما شاطىء المبتدا
بتركيب جسمي جوع ٌ يحن ُ
لأخر....جوعٌ يمد اليدا
أتحسب أنكَ غيري ضللت
فإنَّ لنا العنصر الأوحدا
جمالك مني ... فلولا الله ثم لولاي لم تكُ
شيئا ولولا الله ثم لولاي لم ن توجدا
ولا فقع الثدي أو عربدا
صنعك الله من أضلعي لا تكن
جحوداً لصنع الاله ولا ملحدا
أضاعكَ قلبي ولما وجدتكَ
يوماً بدربي وجدت الهدى
عزفت ولم أطلب النجم بيتاً
ولا كان حلمي أن أخلدا
إذ قيل عني "أحسُ" كفاني
ولا أطلب" الشاعر الجيدا"
شعرتُ "بشيءٍ" فكونت "شيئاً"
بعفويةٍ دون أن أقصدا
فيا قارئي ...يا رفيق الطريق
أنا الشفتان وأنتَ الصدى
سألتكَ بالله ...كن ناعماً
أذا ما ضممت حروفي غدا
تذكر ..وأنتَ تمر عليها
عذاب الحروف لكي توجدا
سأرتاح لم يكن معنى وجودي
فضولاً...ولا كان عمري سدا
فما مات من في الزمان
أحب َّ ولا ماتَ من غردا